.
يعتقد البعض من أنصاف المتعلمين والمثقفين ، والمتحرشين بالكتابة ، أن ظاهرة انتشار المخدرات في المجتمع الحضرمي هي ظاهرة حديثة انتشرت بعد عام 1994م أي بعد وحدة الضم الملعونة مع الشمال .
ومثل هؤلاء يجهلون حقائق انتشار المخدرات في حضرموت ، وانتشار تعاطي هذه المواد المخدرة بين ابناء الحضارمة في حضرموت خاصة ، وبين ابناء المهاجرين الحضارمة في شرق آسيا وشرق أفريقيا بصفة عامة .
وقد اشارت الصحف الحضرمية المهجرية عن تنماي هذه الظاهرة وانتشارها بين ابناء حضارم المهجر ونبهت لخطورة ذلك مبكرا .
ولا ابالغ إذا قلت أن حضرموت ربما سبقت دول الخليج واليمن الشمالي في ظاهرة انتشار تعاطي وتهريب وبيع المخدرات ، ربما البعض يطلب دليلا أو وثيقة تثبت ذلك ، لعلي هنا اثبت للقارئ بما في يدي من مراجع ومصادر مكتوبة منها ما جاء في صحيفة الطليعة الحضرمية التي كانت تصدر قبل الاستقلال جاء في مقابلة مع النائب بدر الكسادي ( نائب لواء المكلا ) في 9 محرم 1981هـ يونيو 1961م ما يلي :
النائب الكسادي يدلي بتصريحات هامة عن انتشار تعاطي المخدرات .. الموانئ الشرقية والطرق البرية احدى نقط التهريب ..هل ينظر في انشاء مكتب لمكافحة المخدرات
(( أعرب نائب لواء المكلا الشيخ بدرأحمد الكسادي في حديث له مع رئيس تحرير الطليعة عن قلقه الشديد في لتسرب مادتي الحشيش والأفيون في هذه البلاد ، وجاء في معرض كلامه أن تعاطي الحشيش والأفيون قد زاد خلال السنوات الماضية ... )) مع ملاحظة أن حديث النائب الكسادي للصحيفة كان في منتصف عام 1961م أي أن المخدرات كانت منتشرة منذ الخمسينيات من القرن الماضي .
ولقراء نص المقابلة في صحيفة الطليعة :
وقبل تلك المقابلة التي أجريت مع النائب بدر الكسادي ، نشرت صحيفة الطليعة في عددها الصادر في 16 يونيو1960م خبرا يقول :
(( محامي في الديس يتهم بالسرقة والمتاجرة بالحشيش ))
طالع الخبر كما جاء في صحيفة الطليعة
وبعد وحدة الضم مباشرة وقبل حرب 94م نشرت صحيفة الشرارة في ابريل 1994م خبرا يقول :
( إنتباه مخدرات ( الحشيش) في المكلا ... وأحد متاجريه يعترف )
ولقراء الخبر كما جاء في صحيفة الشرارة


الحضارمة ليسوا قديسين والمجتمع الحضرمي ليس مجتمعا مثاليا بإمتياز ، والمهاجر الحضرمي ليس ( مهاجر سوبرمان ) منزها من العيوب ، السجون فيها من أبناء الحضارمة المتعاطين والمروجين للمخدرات ، ومانسمع عن بعضهم كثير .... !!! وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها وبكل خجل ، وهي نتيجة حتمية حين صرف أغلب الحضارمة وقتهم وهمهم في العمل وزيادة الدخل واللهث وراء المال وأهملوا تربية أولادهم أو تركوا ذلك من شأن نساءهم في بلادهم أو في مهاجرهم ، والنتيجة كما نسمع عنها ، سلبيات وتدهور وانحدار خلقي وبإمتياز .
يجب أ لانعلق عيوبنا على شماعات غيرنا ، ونبرر سلوكنا وتفشي العادات السيئة فينا بأسباب واهية وتبريرات ساذجة ، وندفن رؤوسنا في الرمال ، أو نكابر ونكذب على انفسنا كما يكتب بعض من المتحرشين وحضرموت ليست وحدها امام هبة الله ،،، فهبة الله تجلت في نعمة العقل ... هبة الله للنفس البشرية فبه نميز الطيب من الخبيث ، والمخطئ من المصيب ، والضار من المفيد ....!! .
.