عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2011, 12:42 AM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


يد العدالة الطويلة تنحاز لشباب الثورة السلمية

الأحد 05 يونيو-حزيران 2011 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس- احمد الزرقه

كشفت الاحداث الاخيرة على الساحة اليمنية إن العنف والافراط في استخدام القوة لايخدم العملية السياسية ولا يحقق نتائج ايجابية لاي طرف سياسي يلجأ إليه،ومن يبدأ باطلاق الرصاص في بيئة مليئة ببؤر العنف والتوتر لابد ان يصاب بارتداد إحدى عمليات اطلاق الرصاص0


في بلد مثل اليمن على كل الأطراف التي تمتلك ترسانة سلاح وطموح للبقاء على قيد الحياة والمشاركة في الحياة السياسية والمدنية عليها الحذر واعتبار تلك الترسانة العنيفة والقاتلة عبء عليها وليس ميزة، فغالبية أطراف الصراع اصابعها متحفزة للضغط على الزناد،وبالتالي سيكون من الصعب على من يقرر اللجوء لخيار العنف في مكان مليئ بالمتفجرات ومسببات العنف أن يخرج سالما او منتصرا في نهاية المطاف .

كان الخيار السلمي لشباب الثورة اليمنية منذ اليوم لانطلاقها يعكس ادراكا متقدما لشباب الثورة التي استطاعت عبر استماتتها في مختلف ساحات الحرية والتغيير في الابقاء على طابع السلمية مسار ثابت غير قابل للمساومة والانجرار نحو دوامة العنف،في كسب التعاطف المحلي وانضمام عدد من المكونات الاجتماعية والسياسية والعسكرية لركب الثورة الشبابية الرافضة لخيار العنف والقوة رغم مقابلة النظام لثورتهم بشتى انواع العنف والقتل لكسر صمودهم واجبارهم على حمل السلاح او التخريب لايجاد مبرر لعنف النظام ضدهم، وقد فشلت كل جهود النظام في اخراجهم عن مسارهم السلمي الذي سقط خلال مشوار دفاعهم عنهم مئات الشهداء والاف الجرحى والمفقودين .

الموقف الخارجي والدولي من الثورة السلمية كان في كثير من محطاته يعبر عن اعجابه بصمود سلمية الثورة التي نبتت في بيئة مسلحة وتمتلك فيها عدة اطراف من مكونات الثورة ترسانة سلاح، لكنها فضلت انتهاج فلسفة اللاعنف ومواجهة عنف السلطة بالصدور العارية، في إشارة واضحة وصريحة على رغبة شعبية عارمة في التخلي عن سياسة العنف والتحول نحو الحياة المدنية السلمية، التي تجعل من اللجوء للسلاح ثقافة ثانوية تؤكد ضعف الاطراف التي تمتلك السلاح وتلجأ لصوت الرصاص لتأكيد أحقيتها في البقاء في صدارة المشهد السياسي .

استهداف الرئيس صالح وكبار معاونية الجمعة الماضية في دار الرئاسة على مافيه من غموض حول الجهة التي تقف وراء تلك العملية التي يبدو انها كانت مخططة بدقة عالية سواء من حيث التوقيت أو التنفيذ ودقة الاصابات، تحمل عدة مؤشرات على انه في ظل ارتفاع وتيرة العنف وطغيان صوت الرصاص على صوت العقل والحكمة، لايمكن لأي طرف مهما كانت قدرته العسكرية والأمنية أن يكون في مأمن من وجبة العنف التي تعصف بالبلاد،جراء تمترس صالح ونظامه الرافض لكل المبادرات المحلية والاقليمية لنقل السلطة في اليمن .

خطورة الوضع على الارض تتجلى في امكانية الدخول في حالة من الفراغ الدستوري نظرا للتآكل الذي كان نتيجة طبيعية لممارسات النظام وتعطل الحياة السياسية في اليمن،وانتهاء فترة مجلس النواب الدستورية اما لحجم الاستقالات او لنهاية مدته الدستورية المقرة بست سنوات،وكذلك عدم وجود حكومة نظرا لاقالتها،بالاضافة لاصابة رئيسي البرلمان وحكومة تصريف الاعمال،كما إن استمرار سيطرة اقارب الرئيس صالح على عدة اجهزة امنية وعسكرية قد يعيق انتقال السلطة بدون موجة عنف أخيرة بعد سفر الرئيس صالح للعلاج في المملكة .

يبقى في المشهد ما تبقى من شرعية دستورية وهو نائب الرئيس الفريق عبد ربه منصور الذي تمنحه المادة 116 من الدستور حق تولي السلطة في البلاد لمدة ستين يوما جراء اصابة رئيس الجمهورية بعجز دائم يمنعه من ممارسة مهامة، ويبدو النائب خيارا معقولا ومقبولا من جميع الاطراف السياسية في اليمن لقيادة الفترة المؤقتة والانتقالية في البلاد نظرا لمواقفه المعتدله من أطراف الثورة اليمنية،وهو ايضا خيار مقبول على المستوى الدولي وهو ما قد يدل عليه تلقيه اتصالات خارجية من العاهل السعودي والرئيس الجيبوتي مساء الجمعة الماضية .

خروج الرئيس صالح لتلقي العلاج جاء بعد ترتيب مجلس مؤقت من معاونيه واقاربه يتألف من اللواء علي الآنسي مدير مكتب الرئيس ورئيس جهاز الامن القومي، واللواء على صالح الاحمر مدير مكتب القائد الاعلى للقوات المسلحة ورئيس وحدة العمليات الخاصة في الحرس الجمهوري، واللواء محمد صالح الاحمر قائد قوات الدفاع الجوي، ومن تلك الاسماء يبدو انه تم التوافق عليه من قبل النظام والفاعلين الدوليين في مقدمتهم المملكة العربية السعودية،والولايات المتحدة الامريكية، وقد تكون مهمتهم معاونة نائب الرئيس في مهامة، وضمان عدم تفكك الاجهزة الامنية والعسكرية التي يشرفون عليها،وترتيب خروج اقارب الرئيس خلال الفترة القادمة،هذه الخطوة قد يعقبها دور اقليمي ودولي لوقف العنف والحرب وهو مابدأت به المملكة عبر وساطتها للهدنة ووقف اطلاق النار بين الرئيس صالح والشيخ صادق الاحمر منذ مساء الجمعة الماضية، سيتبع ذلك محاولة الوصول لتسوية لما يدور في اليمن عبر مبادرة دولية يتم بنائها على المعطيات الجديدة التي تداعت احداثها خلال الايام القليلة الماضية .

وفي الافق يبدو ان مهمة شباب الثورة السلمية قد شارفت على نهايتها،وقد تحمل الايام المقبلة بشائر نجاح المرحلة الاولى من مشروع الثورة اليمنية الذي زرع بذرته وروته دماء الشباب اليمنيين في مختلف الساحات، هناك تحديات وتداعيات خطيرة مازالت مفتوحة على كل الاحتمالات، وهو ما يتطلب بذل كافة الاطراف السياسية والاجتماعية والعسكرية جهودا كبيرة لاخراج اليمن من مخاطر الانزلاق نحو العنف والحرب والاقتتال الاهلي التي بذلت جهودا مضنية لاستدعائها من قبل النظام ، الذي خطط لكل شيئ وأغفل اليد الطويلة للعدالة الالهية .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس