[حد من الوادي]

بحرالمكلا يصرخ!!!

7/18/2011 المكلا اليوم / فادي حميد

في الوقت الذي أكّد وكيل المحافظه لشؤن الساحل ورئيس مجلس إدارة المياه والصرف الصحي لحضرموت ومناطق الساحل للمواطنين بالسباحه في البحر بوصفه حدثاً سنوياً يعكس الوجه السياحي والتراثي والثقافي للمحافظه لم يعد أمام المواطنين سوى البحر كمتنفس وحيد لهم جراء الوضع السئ والخانق في البلد ، حيث يتوافدون عليه بأعداد كبيرة خلال الصيف ومايسمى بموسم البلده باحثين عن مكان ٍيجمعهم مع أبنائهم للإستجمام والترفيه والترويح عن أنفسهم وشم الهواء النقي على ساحل بحر المكلا.

بينما مازال المواطنين يشكون من تلوث شاطئهم" بمياه الصرف الصحي غير المعالج" من قبل مؤسسة المياه و الصرف الصحي التي باتت تقف حائلاً بينهم وبين الاستمتاع بأوقاتهم دون خوفٍ أو حذر أوخجل فالمياه العادمة التي تجتاح الشواطئ على طول البحرالعربي شكلت إضافةً للكارثه البيئيه والصحيه همّاً أخر لأصحاب المنازل والكافيتريات والمتنزهات القريبة والمطلة على الشاطئ جراء انتشار البعوض و الروائح الكريهة المنبعثة من المكان وزادت من قلق الصيادين والمختصين على الثروة السمكية المتجهه للإضمحلال والتي تعتبر أحد المصادر المهمة للبلد.

حيث يتم تصريف مياه مجاري أحياء مدينة المكلا القديمة ( محطات : البريد – الميناء القديم – سيف حميد-الستين ) منذ عام 2004م في مياه البحرالعربي- علماً أن المواطن يدفع شهرياً قيمة صرف صحي بواقع 70 % دون أي وجه حق قانوني – بسبب عطل المضخات التي تحدثت عنها في مقال سابق و تكررت الحالة في المضخات الواقعة بشارع الستين ( مايسمى باالمحطات الجديدة ) أي أن كافة المضخات خارج الجاهزية و يعتمد في تصريفها مباشره إلى الشاطئ والبحر وهذه هي الكارثه بعينها.

و هذا التصرف الغير مسؤول من قبل المؤسسة المحلية للمياه و الصرف الصحي تسبب في تلوق مياه البحر ناقلاً كثير من الأمراض و الأوبئة و انبعاث الروائح الكريهه التي تزكم الأنوف وهناك قلق من أهالي مدينة المكلا من استمرار الحالة و توسع رقعة التلوث في مياه البحر والإضرار بالثروة السمكية و البيئة .

علماً أن إستيعاب الأحواض في موقع أمبيخه غير كافي مما أدى إلى فيضان مياه المجاري في الوادي ويسبب بأضرار في المياه الجوفيه في الباطن مما دعى قبيلة العكابره وقف العمل بالأحواض بالقوه من قبل مؤسسة الصرف الصحي وتم الأن تحويل جميع مجاري المياه والصرف الصحي وضخها إلى البحر مباشره من غير معالجه.

ويؤدي تلوث مياه البحر إلى أضرار على صحة المواطن الإنسان، فاالسمك الملوث بمادة الرصاص يضر الكلى والكبد، أما الأسماك الموجودة في مناطق ملوثة بمياه الصرف الصحي فتتسبب بالإصابة بالكوليرا والتهاب الكبد الوبائي، ولا يتأثر الإنسان بتناول الكائنات البحرية الملوثة بين ليلة وضحاها فجهاز المناعة بالجسم البشري يقاوم الأمراض، لكن على المدى الطويل يفقد القدرة على المقاومة ويصاب بالعديد من الأمراض المزمنة، فلا المناعة ولا الطهي الجيد يستطيعان القضاء على المواد السامة الثقيلة الموجودة داخل الكائنات البحرية الملوثة.

الجهات المسئولة والمختصة لم تعط أي اهتمام لهذه المشكلة وقامت فقط ببعض الأعمال الترقيعية غير الجادة، ويكتفي مشرفيهم و مهندسيهم بالنزول والقيام بأعمال جزئية ومؤقتة بعيداً عن الدراسات المتكاملة و الشاملة لحل المشكلة.

مما سبق يتضح لنا مدى التلوث الحادث نتيجة للنشاط الإنساني على السواحل البحرية ، ونتيجة لما نرسله إلى البحار من مياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي ، وما ينتج عن الاستخدام المباشر لمياه السواحل في الاستحمام والنظافة والغسيل وإلقاء الفضلات . وزيادة عما سبق فإن التدمير الذي يحدث للبحار نتيجة ما تفعله بعض المدن من توسع في مساحة أراضيها ناحية البحر بالردم . كل هذه التصرفات التي تحدث قرب السواحل البحرية تهدد بيئة البحار.

ومن المخزي أن هناك اتفاقية بين المؤسسة المحلية للمياه و الصرف الصحي بالمكلا و بين شركة الغاز المسال في بلحاف تقضي بنقل مخلفات المجاري للشركه من بلحاف و التخلص منها ضمن شبكة مجاري مياه المكلا بواقع ( 600 دولار أمريكي لليوم الواحد ) حتى لاتتحمل الشركه المسؤليه القانونيه وتكون المسؤليه الكامله على كبار الخبراء والمهندسين في المؤسسه ذوي العقول المتفتحه. (ماسار قال حمّلوه).
و بدورنا نطالب المحافظ الفاضل النزول لأرض الواقع ليلاحظ ما يجري من عبث وأضرار بالمال العام .

تشكيل لجان “خبراء وأساتذه” في البيئه والصرف الصحي للمعاينه، ومعالجة مياه الصرف الصحي بطريقة صحيحة قبل إلقائها في البحر، وزيادة عدد محطات تنقية مياه الصرف الصحي، والإهتمام بحياة عمال مجاري الصرف الصحي وتوفير معدات الوقايه و الحمايه من الأعمال الخطره لتفادي حالات الإعاقات الدائمه و الوفيات المتكرره في هذا المجال.

نقل ملف تلوث شواطئ المكلا والصرف الصحي من التهميش إلى التفتيش من الجهات المختصه فوراً.
تنفيذ القرارات من الجهات المختصة فوراً وتطبيق العقوبات على المخالفين.
إنشاء مجلس لتطوير مدينة وشواطئ المكلا والصرف الصحي، وتشكيل لجان خبراء مؤهلين.
الاستعانة بخبراء أجانب ووضع خطة إستراتيجية طويلة المدى لتطويرالصرف الصحي للمدينة يتماشى مع التطور والإزدهار العمراني للمدينه.
إلغاء نظام المناقصات لمشاريع الصرف الصحي على ما يترتب عليه من فساد مالي وإداري.
التعاون مع شركات عالمية لديها الخبره الكافيه بالبلاد للاستثمار في مشاريع البنية التحتية ومنها مشاريع الصرف الصحي.
اللهم بّلغت اللهم فأشهد.