عرض مشاركة واحدة
قديم 10-01-2011, 01:02 AM   #1
بو هديان
حال نشيط

افتراضي هذيان قلم مجنون : هل نكون أو لا نكون ..؟؟؟

لقد خلق الله الإنسان وكرّمه بالعلم والتعلم , فكان الإنسان " أبونا آدم " هو من أنبأ الملائكة بأسمائهم فخروا له بأمر ربهم ساجدين لما آتاه الله من علم وقابلية للتعلم والتذكر واسترجاع وتسخير ما يعلمه في حياته ومحتاجا ته , ومع ذلك أرسل الله الرسل مبلغين ومبشرين ومنذرين أقوامهم بعد إخبارهم وتبليغهم وإرشادهم ليلزمهم الحجة ويقطع عليهم حبال الكذب وحجة الجهل ومكر إبليس اللعين .
ومنذ خلق الله الإنسان والصراع قائم بين الحق والباطل , وكانت العملية الماكرة لإبليس هي التي أخرجت أبونا آدم وأمنا حواء من الجنة , ثم جاءت بعدها أول جريمة قتل عرفها التاريخ , قتل قابيل أخاه هابيل .. ونتذّكر هنا .. كيف فقد الإنسان عقله وعلمه وكل الملكات والمميزات التي منحها إياه الخالق جل وعلا ...؟ إنه الاختبار .. الابتلاء .. عمل إبليس ووسوسته التي ملاءة القلوب وأعمتها قبل أن تعمى الأبصار .. فتحوّل العالم الذي سجدت له ملائكة الرحمن وحملة عرشه .. تحّول إلى كائن متوحش وقاتل ..غبي ..جاهل..لا يفقه من أمره شيئاً ... فكان الغراب .. هو المعلم والملهم ..وذلك حين يذهب العلم " وللنبي عليه الصلاة والسلام في هذا الشأن حديث " , وتوالت رحمة الله لعباده , وبعث الرسل إليهم تباعاً .. يفّقهون الناس ويدعونهم ويبلغونهم كلمات الله .. أحكامه وتعاليمه , أوامره ونواهيه , لعلهم يهتدون .. والقص القرآني يروي لنا كل ذلك بأدق وأوضح وأبلغ تعبير وتصوير وتبيين , وأكدت لنا سيرة الأولين ... كيف كانت عاقبة المكذبين .. , بل وقص لنا القرآن بعض ما أصاب الأتقياء والأنبياء والصالحين والملوك حين يتكبرون أو يغترون أو يتناسون فضل الله عليهم أو يساورهم الظن بأنهم بلغوا منتهى العلم والمعرفة والدراية .. مثال لذلك (قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الشيخ العجوز – الخضر – عليه السلام ) .. وهنا تأتي أهمية الخبرة والتجربة والصبر , وفي كتاب الله وسنة رسوله ما لا تعد ولا تحصى من لآيات والأحاديث حول فضل العلم وأهمية التعلم ومنزلة العلماء , وما أروع وأصدق الوصف والمقاربة والتشبيه بين مداد العلماء ودماء الشهداء , ولا ننسى التذكير بأن أول ما انزل الله تعالى على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام , وهو في غار حراء كلمة : " اقرأ.."!! ليس ذلك فحسب بل وجعل الإسلام مسألة التعلم والعلم والتعليم فرض وواجب على كل مسلم ومسلمة , وأكدت القوانين والدساتير على ضرورة التعليم وجعلته إلزامياً وحقاً مكفولاً للجميع , إهتداءاً بما جاءت به الشرائع السماوية والسيرة النبوية , ولم تتطلبه الحياة العملية والمعيشية للإنسان الذي كلفه الله بمهمة الاستخلاف في الأرض نظرا لما لديه من مقومات وقابليات العلم والمعرفة والقدرة والإرادة والاختيار والفعل , فبالعلم وحده نهضت الأمم , وبه أرتقت الشعوب وشيدّت وبنّيت الحضارات , ولأجله تبذل المليارات من الدولارات وعليه تتنافس وتتصارع المجتمعات .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل خلقنا للتعمير أم للتدمير ..هل أدركنا ووعينا ما جاء به القص القرآني واستخلصنا منه العبر والدروس ...هل فهمنا ما يريده إبليس منّا أم لا ؟ وهل نود استعادت فكرة التعّلم من الغراب حين نعمل على ترك العلم ونمنع التعليم أو نوقفه ..؟ هل نحكم كتاب الله ان اختلفنا ..ونسمع كلام العلماء كما أمرنا ؟ هل ندع صفات الكبر والعناد " كونها من صفات إبليس " ؟ ونتّبع الصفات التي علمنا إياها من لا ينطق عن الهوى ؟؟ فلندع التعصب والمناكفة والشقاق , ولنعد إلى التسامح والمحاورة والوفاق , ولنفتح المدارس والمعاهد والجامعات , وننهي المتارس والخنادق ونسكت أصوات البنادق , نحفظ النفس والعرض والمال , نستأنف أعمالنا وننجز واجباتنا ومهامنا , فلا علم بلا عمل , ولا عمل من غير نية وأمل , فهل ما زا ل باب الأمل لدى أهل اليمن مفتوحاً ؟؟ .. هل نعود إلى مواقع العلم والعمل..هل نسترجع ماضينا وأمجادنا وقيم الحق والعدل والتناصح والتسامح ..؟ هل نفتح الطرقات والجامعات والمؤسسات والمدارس ..؟ أم نظل نمضغ القات ونتبادل الإتهامات في المقايل والإعلام .. في الساحات والخيام , متى تختفي مناظر السلاح والمتارس ..؟ إنه سؤال القلم المجنون .. هل نكون أو لا نكون ؟؟؟
  رد مع اقتباس