الموضوع
:
مشروع الفدرالية أكثر خطراً على الجنوب من وحدة 1990م
عرض مشاركة واحدة
11-19-2011, 01:50 AM
#
3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
رقم العضوية :
7709
تاريخ التسجيل :
Aug 2006
المشاركات :
75,497
لوني المفضل :
Tomato
التقييم :
10
مستوى التقيم :
رسالة إلى السلطان غالب بن عوض القعيطى
11/18/2011 المكلا اليوم / كتب: أبوبكر باخطيب
سلطاننا القدير الحقيقة لا أدرى من أين أبدا رسالتي إليك ولا أدرى من أين لملم حروفي لتكوين العبارات والجمل التي تحتويها رسالتي هذه إلى مقامك السامي فلقد تشتت فكرى وأعلنت إفلاسي الثقافي أمام رسالتك التى أحتوت بعضاً من الحقائق والمضامين الجوهرية التي ربما كانت غائبة عن أذهاننا.
أو ربما عوامل الزمن أحال من أبرازها وفهمها أو ربما هناك عوامل أخرى طغت على كل الحقائق من خلال ما عصرناه على أرض الواقع الحضرمي وعلى ما ترتب علية من انعكاس الثقافة الفكرية على عقولنا مما جعلنا نفقد معرفة الغث من السمين وفهم فواصل تاريخنا وهذا ناتج من السياسات المختلفة والايدولوجيات المتناثرة التي طغت على الساحة الحضرمية بعد الاستقلال من خلال بعض الساسة الذين تشربوا بها وأرادوا تطبيقها على الساحة الحضرمية ضاربين بحضارة عريقة وتاريخ لازال مخطوطاً في وثائق الرحالة والمستشرقين الذين غاصوا في أعماق تربة حضرموت.
سلطاننا القدير ربما البعض منا لم يعاصر الدولة القعطية ولم يدرس في المدارس تاريخ هذه الدولة التي كانت دولة مثالية يشار إليها بالبنان كانت دولة لها كيانها السياسي والقانون الدولي ولها مقومات لم نرى مثلها في دولة ما بعد الاستقلال إلى أن وصلنا إلى دولة الوحدة ولكن هذه أرادة المولى لا اعتراض على أرادة الله رب العباد.
والذي جعلني أسرد هذه العبارات هو معاصرتي للدولة القعيطية والتي لازلت محتفظاً بهويتها إلى يومنا هذا التي لم تطمس هويتنا الحضرمية بها بل وثقت على صفحة من صفحاتها بهذه العبارة:
الجنسية: من رعايا الدولة القعيطية بحضرموت - السكرتارية - المكلا حضرموت.
فيكفينا هذا التوثيق لهويتنا الحضرمية التي تثبت للآخرين المعنى الحقيقي لهوية الإنسان وبرغم ما كانت هذه الدولة تحت الحماية والوصاية وليست تحت الاستعمار إلا أنها لم تطمس هذه الهوية لا من خلال السلاطين ولا من خلال الواصين علينا أو من خلال الحماية واليوم ونحن في ظل ما سعى إليه بعض ساسة ما بعد الاستقلال إلى أن وصلنا إلى دولة الوحدة نعيش في تفريط لهذه الهوية التي هي جزء من تراثنا وحضارتنا وتاريخنا وفرض علينا هوية ليس لها أي روابط تاريخية أو حضارية أو تراثية تربطنا بها ولكن شاء المولى ما قدر فعل.
لقد تم فرض الوحدة علينا إجبارياً دون أخذ موافقتنا على مكوناتها وبنودها التي صيغت في دهاليز الظلام حتى لا يرى الشعب الحضرمي خطوطها العريضة.
السلطان غالب لقد أرجعتني إلى عام 1961م وأجبرتني عباراتك إلى إبراز هويتي القعيطية مما زاد بى الشجن إلى تقليب صفحاتها ومقارنتها بهويتي المستوردة من الشمال ونحن هنا لا نتهجم ولا نثير الفتنة بيننا وبين أخواننا في الشمال فهم مثلنا تحت حكم ديكتاتوري منذ الحكم الأمامي إلى الحكم الجمهوري يقاسون مثل ما قاسينا ويعانون مثل ما عنينا فبيننا وبينهم احترام وتقدير ولم يفرض عليهم هوية أخرى غير هويتهم ولكن نوضح الحقيقة حتى تكتمل جوانب الصورة وليس بيننا وبين الجنوبيين فهم أخوة لنا لكن التجارب التي انصهرنا بها معاً لم تثمر بأي ايجابيات تذكر لنا ولهم بل زاد الانشقاق السياسي والفكري من خلال معتقدات لازالت تعشش في عقول البعض ولا أريد أن أدخل في هذه التفاصيل المريرة.
سلطاننا القدير أننا نعيش في عصر كثرت به الصراعات السياسية المبنية على قواعد غير واضحة المعالم وكأننا نعيش في عصر الغاب القوى يفترس الضعيف عصر الاحتلال عصر الدبابة والمدفع عصر الشعارات الماركسية التي شرب عليها الدهر وليس عصر المشورة والشورى وإشراك الشعب عصر تغلبت فيه المصالح الشخصية من نهب الخيرات واستيلاء على ممتلكات الشعب وتكديس الأرصدة في البنوك الخارجية دون رقيب أو حسيب عصر التحايل والمراوغات وتخدير الشعب بجرعات تخديرية من خلال مشاريع وهمية وسراب داكن يحجب الرؤية.
مما أضطر المغلوب على أمره من شعبنا الحضرمي أن يسلك دروب الهجرة إلى بلاد الله الواسعة بحثاً عن الأمن والأمان والاستقرار والرزق والتعليم والعلاج له ولأسرته وأحفاده تاركاً أرضة ودياره في علم الغيب ورضي بقسوة الغربة ومغباتها فأصبحنا نحن الحضارم نشحت وطناً في أوطان الآخرين تاركين وطناً له حضارة عريقة وثقافة وتاريخ مشهود لهما منذ الآلاف السنين فأصبحت بعض القرى في داخل حضرموت مجرد أطلال تعرضت لعوامل التعرية نبكى عليها في ليالي سمرنا بغربتنا متمسكين بما بقى لنا من دموع في مقلنا دون السماح لها بالتساقط حتى لا تسبب لنا أثار تغير من ملامحنا ونصبح أضحوكة لمن لا يملكون العاطفة والشفقة واللهم لا اعتراض في هذا.
السلطان غالب / لقد نبشت جراحاً في الأفئدة لم تندمل مع مرور الزمن وأيقظتنا من سبات غفوتنا التى نغوص في أعماقها تراودنا بها أحلاماً غير واضحة المعالم من خلال بعض عباراتك وجعلتنا نعود بفكرنا وعقلنا الباطنى وأحساسنا ومشاعرنا إلى زمن يصعب العودة اليه من خلال ما نعيشه من واقع مرير ليس له نهاية ولكن أيماننا الراسخ في نفوسنا أعاد لنا الثقة لمعرفة الدروب التى تصلنا في نهاية المطاف إلى الحرية والعدالة وإلى العودة لتربة أجدادنا للنهوض بها إلى مصاف الدول الأخرى وأن نعيش في مجتمع يسودة الوئام والمحبة والتكاتف الجماعى بهوية حضرمية جنوبية الحدود لشبة جزيرة العرب .
سلطاننا القدير/ ربما اعتب عليك فى بعض بنود هذ الرؤيا أو الوثيقة التى أقحمت بها دولة الجنوب التى كانت تحت الاستعمار البريطانى وكانت حضرموت بدولتين القعيطية والكثيرية تحت الحماية البريطانية ولم تكن في يوماً من الأيام تحت الاستعمار كعدن ولحج وأبين وأنما كانت هنا تحت الحماية والحماية تفرق في مواصفاتها القانونية عن الاستعمار فحضرموت كانت هى القوة المساندة لهذه المدن من تحررها من الاستعمار البريطانى فلو كانت تحت الاستعمار لما استطاعت أن تقدم المساندة المشهود بها لهذه المدن وبما أنك من سلاطين الدولة القعيطية كان الأجدر أن تكون الرؤيا منصبة على أرض حضرموت التى حملت أسم هذه السلطنة
لكن ربما لك عذرك وهذا رأيك الشخصى لك الحق في طرحة كما لنا الحق في الرد عليه في حدود التهذيب الأدبى .
السلطان غالب / أن 80 % من الشعب الحضرمى له مطلب واحد وهو قيام دولة مدنية تقوم على مبدأ العدالة الأجتماعية والمساوة بين أفراد الشعب تحمل أسم حضرموت كتاريخ وحضارة وهذا حق مشروع لهم كما يطالب الأخوان الجنوبيين من إعادة دولتهم المسلوبة فهذا أيضاُ حق مشروع ولا أختلاف في قيام هذه الدولتين في ظل الأحترام المتبادل بينهما حتى يفتخر كل فرد من شعب هذه الدولتين بهويتة بين الهويات العربية الأخرى فيكفينا صراعات وأختلافات سياسية يكون الشعب هو الخاسر الوحيد .
وهذا الأمل يتحقق بالحوار الصادق والنوايا الحسنة والمناقشات الجادة دون تعنت وفرض الرأى الأوحد على جميع الأراء .
في الختام لك منى كل التقدير والأحترام
التوقيع :
عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
حد من الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها حد من الوادي