[حد من الوادي]

غياب الفكر السياسي الحضرمي

ابوبكر باخطيب

الإثنين , 19 ديسمبر 2011 م

أن حضرموت منذ أمد بعيد وهى تصارع وتكابد رياح المتصارعين السياسيين الذىن يتكاثرون على ساحتها السياسية فمنهم من شكل حزباً أو تكتلا سياسىا ونصب نفسه بالمتحدث عن حضرموت وأهلها دون مستند رسمى موثق ومنهم من اختار طريق النضال دون تكوين أرضية صلبه لنضاله ومنهم من أختار افكار مستوردة دون المام بمعرفة هذه الافكار وما تحتويه من خبايا .

فظلت حضرموت تصارع هذه الامواج المتلاطمة دون الاستعانة بأدوات النجاة للعبور بين هذه الامواج والوصول إلى شاطى الآمان . وللأسف نقولها وهذه حقيقية لاغبار عليها فالحضارم برعوا في العلم والفكر والأدب والشعر والاقتصاد ولم نجد من أبناء الحضارم من برعوا في المجال السياسى فتركوا الساحة السياسية لبعض الدخلاء من الاقاليم الأخرى تتخبط وتفرض هيمنتها على حضرموت وأهلها مما جعل حضرموت تابعة وأهلها تابعون لهؤلاء الساسة غير المحنكين فسياستهم مجرد فرد عضلات .

فهنا اتسأل هل هناك طالب حضرمى انخرط في كليات الاقتصاد والعلوم السياسية وبرع في هذا المجال كما برعا أصحاب العضلات المفتوله ؟.

أن السياسة فن وحنكة واحتكاك واطلاع وخبرة ومنطق متشبع بالعقلانية وليس من خلال مقال سياسي يصبح الكاتب سياسيا من الطرز الاول وليس الأديب بأدبه يتحول إلى سياسى يعتمد عليه في حل القضايا السياسية .

لهذا أصبحت حضرموت خاليه من السياسيين وأصحاب الخبرة السياسية الذين يشار اليهم بالبنان .

واليوم في ظل الرياح الربيعية التى هبت نسائمها على بعض الدول ظهرت على الساحة الحضرمية أنماط سياسية مختلفة الافكار وقامت عده مجالس أهلية بصبغة سياسية وثورية دون خبرة فنجد عالم الدين أصبح سياسياً يفتى في السياسة بفتوات مغالطة دون الاستناد على الحقايق التاريخية ونجد الأدباء والمفكرين وأساتذة الجامعات أنقلبوا بقدرة قادر إلى زعماء سياسيين ونجد كذلك وفرة في المجال النضالى مما جعل البعض يطلق عليهم بالمناضلين .

فهل هذه سياسة بمعناها الحقيقى أم هى سياسة وقتية أو سياسة مصالح لا أدرى بالضبط أن حضرموت تعج هذه الايام بالحركات السياسية والسياسيين والمسيسين وبالمجالس السياسية والثورية وكل يغنى على ليلاه دون توافق في الافكار والتوجهات السياسية .

ربما هناك سياسيون بالمعنى الحقيقى ولهم المام بقواعد اللعبه السياسية ولكنهم خلف الكواليس أو خلف أبواب مؤصدة يفضلون عدم الخوض في هذا المجال احتراماً لأنفسهم أو ربما لعدم آوان ظهورهم على الساحة السياسية منتظرين نتائج من هم بالساحات الآن .

ولكن هل ستنتظر حضرموت لحين ظهور هؤلاء من عزلتهم ؟ هذا هو السؤال المطروح في وقتنا الحاضر .

ياساده يا كرام أن حضرموت مهمشه تهميشاً اجبارياً أحتلالياً مهمشه أدارياً واقتصادياً وأعلامياً وأجتماعياً وفكرياً وعلمياً وتاريخياً وحضارياً وهلم مجر .

وأخواننا الحضارم كل في فلكهم يسبحون لقد أنقلبت الموازين على الحضارم فمن تاريخ يضئ بالأمجاد الشوامخ في كل وطن يعيش على أرضه ثلة من الحضارم إلى حضارم تنافسوا على الثرثرة وأختلاف الرأى وكثرة الانقسامات والانشقاقات فيما بينهم تاركين حضرموت تنهب أمام أعينهم دون الدفاع عن هذه الثروات التى هى في الحقيقية ملك لهم وللأجيال القادمة الذين سوف نرأهم يتسولون وطناً يضمهم في أمن وأستقرار ولن يترحموا على حضارم هذا الزمان الذين أنسلخوا من حضرميتهم وخرجوا بجعجعة وصرقعة في الميادين والشوارع وعلى مواقع شبكات التواصل الاجتماعية دون وعى وأدرك وبعد ثقافى .

أن حضرموت ياسادة ياكرام تئن وتتوجع وانتم في مخاض وتحليل سياسى كاذب يتوهم لكم بجمله من الأوهام من خلال تشدقكم بقضايا بعيده كل البعد عن القضية الاساسية وهى قضية أنتشال حضرموت من هذا المستنقع الذى تغوص في أعماقة ولكن على رأى المثل ( المال السايب يعلم السرقة ) أن حضرموت اليوم تتعرض إلى عملية تهجين لطمس هويتها وتحريف تاريخها وحضارتها وأنت متقوقعون في مجالس التخزين تشيدون دولا وليس دولة وتخططون لأقامة حضارات تضاهى الحضارات الفرعونية والرومانية واليونانية كل هذا كلام في الهواء وهذا يدل على عدم انتمائكم لتربة حضرموت لقد اتخذتم أرباب الاحزاب قدوة لكم دون دراية عن أفكارهها وتوجهاتها السياسية تركتم كلام العقلاء وحكمتهم ورميتم بعاداتهم وتقاليدهم في أعماق بحر العرب .

لم تستيقظ ضمائركم لم تفوقوا من غفوتكم أن أهل الكهف أستيقظوا من غفوتهم وأنت لازالتم في غفوتكم تغطون وتشخرون .

ياللعجب حضارم في دول الجوار ينعمون برفاهية فاحشة وحضارم على أرض حضرموت يعيشون في فقر مدقع ويركضون خلف سراب مظلم وداكن في نهايته دائره الندم .

وحضارم حصدوا الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية وكل جوائز الدورات الرياضية والمهرجانات الفنية بثرثرتهم وصرقعتهم بمهاترات كلامية .



رحمك الله بواسع رحمته يا باكثير وصدقت في معانيك حينما قلت :



ومن تجرد عن دين وخلق

فلـــيس يــرفعـة علــم ولا أدب

العلــم والدين والأخــلاق أن جمعت

لأمــــة بلغـــوا في المجــــد ما طلبـــــــــوا