ريبورتاج : حضرموت عبر التاريخ 1-4
الإثنين , 16 يناير 2012
الأمم المعاصرة تهتم دائما بتدوين تاريخها ليبقى ذكرها ويخلد اسمها حافزا للأجيال الصاعدة ليواصلوا المسيرة ويقدموا لمن يخلفهم حصيلة الماضي
والحاضر. . وأريد من هذا الريبورتاج أن أوثق تاريخ حضرموت العظيم بطريقة مختصرة جدا .. بالكلمة والصورة وإذا أخطأت فسامحوني ولا أحد معصوم من الخطأ فنحن بشر. وبما أننا نحن نعيش في عصر السرعة والإنترنت والمتصفح يمل من قراءة المقالات الطويلة وعليه قسمت المقال على أربع حلقات .
1) قوم عاد : ( من 6000 سنه قبل الميلاد وقد عاشوا 1000 سنة تقريبا )
عاد قوم أقوياء البنية عمالقة الأجساد شديدو البطش كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم وكانوا يسكنون الأحقاف ما بين اليمن وعمان ( حضرموت الكبرى ) ويقول ابن كثير في تفسيره للآية " واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم " . أخا عاد هو هود عليه السلام بعثه الله إلى عاد الأولى وكانوا يسكنون الأحقاف ؛ وهي جبال من الرمل من بلاد حضرموت مشرفة على البحر . وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم نجد أن الله سبحانه وتعالى ذكر سورة الأحقاف لحضرموت وسورة سبأ لليمن وهذا دليل واضح على أن حضرموت ليس جزءا من اليمن. واسم حضرموت أطلق عليها قبل أن يطلق اسم اليمن بـ 4000 سنة. ويفسر ابن كثير قول الله تعالى : " ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى " يعني أهل مكة وقد أهلك الأمم المكذبة بالرسل ومما حولها ، كعاد بالأحقاف في حضرموت وثمود ما بينهم وبين الشام ، وسبأ باليمن ، ومدين في طريقهم إلى غزة وكذلك بحيرة قوم لوط كانوا يمرون بها أيضا . انتهى
2) القحطانيون : ( مدتهم من 10 - 18 قرن قبل الميلاد )
القحطانيون في علم الأنساب هم القبائل التي رأى المؤرخون العرب والمسلمون أنهم " العرب العاربة" وذلك بمقابل العدنانيين الذين اسمهم " العرب المستعربة " وقد جعل النسابون قحطان أبا لمعظم قبائل جنوب الجزيرة العربية بالإضافة إلى ممالك سبأ وحمير. أما قحطان بن شالخ أول من ملك حضرموت. وأبنائه هم : حضرموت ويعرب وجرهم. أما يعرب فهو أول من نطق العربية والله أعلم وأبنائه هم يشجب و سبأ. أما أبناء سبأ فهم حمير وكهلان. لقد سميت البلاد بحضرموت لمؤسسها حضرموت بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفحشد بن سام بن النبي نوح . العرب قسمان : قحطانيون من نسل هود والعدنانيون من نسل إبراهيم .
3) حضرموت في العصر الإسلامي :
بعد أن أعز الله العرب بالإسلام وظهوره في الجزيرة العربية وفدت إلى الرسول وفودًا حضرمية لإعلان الانضمام إلى الإسلام وتقديم فروض الطاعة والولاء . ومن الوفود وفد كندة برئاسة الأشعث بن قيس الكندي ، وقد حصلت مصاهرة بين قريش وكندة ، حيث تزوج الأشعث من أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق . ووقعت معركة كندة بحصن النجير وتداعياتها كسرت شوكة كندة كبرى قبائل حضرموت وبعدها تفرقت كندة في الداخل والخارج. لقد ارتكب زعماء كندة الخطأ القاتل عندما رفضوا أوامر أبوبكر الصديق لدفع الزكاة فكانت نكبة لحضرموت . لقد أرسل النبي محمد زيد بن لبيد الأنصاري إلى حضرموت وكان أول عامل ليعلمهم السنن ويجبي صدقاتهم ، وكان يكثر من الإقامة في تريم وشبام ، وكان واليا على حضرموت . كما بعث النبي محمد إلى اليمن معاذ بن جبل قاضيا ومرشدا إسلاميا ، وهذا ما يؤكده التاريخ الإسلامي على أن حضرموت دولة واليمن دولة أخرى.
4) الإباضية في حضرموت :
الإباضية حركة منبعها عمان حيث انتشرت هذه الدعوة في حضرموت عندما قامت ثورة طالب الحق عبدالله بن يحيي الكندي عام 129 هـ وعمت كل حضرموت ولقد توسعت دعوته حتى عمت كل اليمن ووصلت الحجاز إلا إن الأمويين عملوا على القضاء عليها فتوالت الهزائم على الإباضية حتى انحصر وجودهم في حضرموت. كانت شبام مركز الإباضية في القرن الثاني من الهجرة وكان زعيمهم عبدالله بن يحيى الكندي والملقب بـ ( طالب الحق ) الذي قتل في معركة بين صنعاء والحجاز. في آخر القرن الثاني الهجري وانهزمت جيوشه.
5) السلطان الحبوظي :
كان الأمير سالم بن إدريس الحبوظي يحكم ظفار في عام 670 هـ بعد وفاة والدة ولقد اشترى مدينة شبام سنة 673 هـ وجعلها مركز نفوذه وكذلك احتل سئيون ودمون وضرب حصار على تريم حتى يئس وعاد إلى شبام، وكان آل كثير منذ أواخر القرن السادس الهجري يتهيئون لتشييد دولة كثيرية ، فلما قدم الحبوظي إلى حضرموت من ظفار أظهروا له الولاء وتولوا شؤونه العسكرية ، فلما عاد الحبوظي إلى ظفار أناب عنه في قرى حضرموت آل كثير يحكمون باسمه ويصولون بسلطانه وكان ذلك سنة 675 هـ ، وقد توفى هذا العام علي بن عمر بن كثير الأول رئيس العائلة الكثيرية التي كانت تمهد للاستيلاء على الحكم. وفي عام 1290 – 1296هـ تولى السيد فضل بن علوي بن سهل العلوي مولى الدويلة على ظفار.
6) إمارة بادجانة :
كان الأمير سعيد بن مبارك بن فارس بادجانة حكم الشحر في النصف الأول من القرن التاسع الهجري . وكان حازما ، يقظا وحليما ، ومهابا من جميع الناس . وقد حكم لشحر بالحكمة والعدل . في عام 867 هـ احتل السلطان بدر بن محمد بن عبدالله الكثيري . وفي عام 883 هـ استعاد بادجانة الشحر وهرب السلطان بدر الكثيري إلى شبام مركز السلطنة الكثيرية .
وللحديث بقية ...
*
[email protected]