
ي
هذه وصيه عظيمة النفع والبركه .أحببت كتابتها واشاعتها لمن يحب النا صحين . وخصوصا لما بلغنا عن الحبيب الامام القطب أحمد بن عمر بن سميط
انه كان يحبها ويكتبها لكل من استوصاه .وهي للشيخ الكبير الفقيه الصوفي مؤلف المختصر الصغير . والمختصر الكبير .قي الفقه .عفيف الدين عبد الله بن عبد الرحمن
بافضل : الحضرمي التريمي الملقب با مام الوجود بتلقيب سيدنا الحبيب الامام العارف بالله : عبد الرحمن بن علي بن ابي بكر السكران باعلوي .قال رضي الله عنه ,ونفعنا وجميع المسلين بوصيته وبه : بسم الله الحمن الرحيم الحمد لله الذي هدى قوما فلم يغفلوا لحظة عن مراقبته , ووفقهم بللتوزيع اوقاتهم ليلا ونهارا :فانفقوها
في طاعته : وخذل اقواما فجعلهم كا لبها ئم ياكلون كما تاكل الانعام : مطرودين لسابقته , صما عميا غرقى في اودية نقمته , واشهد ان لااله الاالله وحده لاشريك له
في صمديته , واشهد ان محمد عبده ورسوله المختار من جميع بريته ,صلى الله وسلم عليه وعلى اله وعترته وذريته , وبعد ياولدي فهذا ما انصحك به ,فان عملت به رجوت لك الفلاح في الدارين , وان خالفته فعلت كما قال ابراهيم عليه السلام , ساستغفر لك ربي ولكني أسال الله تعالى ان يوفقك للعمل بها , ويمن عليك بمحبتها ,
كما من عليك بالاسلام , فاول ما اوصك بالتقوى ظاهرا وباطنا ومعناها امتثال اوامر الله تعالى واجتناب محارمه ونواهيه كلها , ومنها الكروهات , فلا خير الاللتقوى
ولاعاقبه الا للتقوى ,ولاهدى الاللتقوى , فمن اتقى الله ظفر بخير ي الدنياء والاخره ,ومما اوصيك به المحافظه على الصلوات الخمس , في اوائل أوقاتها بخشوعها
واذكارها , فلاتترك ثلاث تسبيحات في الركوع , وثلاث تسبيحات في السجود لافي السفر ولافي الحضر : وحافظ على رواتب الصلوات قبلها وبعدها ,فصل : ومما اوصيك به , المحافظه على صلاة الضحى , واكثرها ثمان ركعات فان عجزت اواعتذرت فلا تترك اربعا , والا فاثنتين , ومما اؤكد عليك المحافظه على الوتر , فقد اوجبها بعض العلماء , واكثرها احدى عشر فلا تتركها الامن عذر فصل ومما اوصيك به احيا ما بين المغرب والعشا بقراءه اوذكر اوصلاه , واياك ثم اياك ان تفعل ذلك مدة ثم تتركه ,فما البركه الافي الدوام على الطاعه , فقد قال بعظهم لو اقبل شخص على الله الف سنه ثم اعرض عنه لحطه كان اكثر مافاته اكثر ممانا له
فصل ومما احثك عليه عدم الخروج من المسجد من بعد صلاة الصبح الى طلوع الشمي , ثم واياك والنوم في هذا الوقت , واوصيك باكثار قراءة القران , با لتدبير ,
واياك ثم اياك من الاكثار بغير تفكر فيه , فصل ومما احذرك منه الاكثار من الكلام المباح فان اكثر الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب .وان ابعد الناس من الله تعالى القلب القا سي ,واياك ثم اياك ثم اياك من الغيبه واستماعها والكذب ونظر مالايجوز والمراء والجدال , فضل يتعلق بما تقدم ,احذرك من الغفله عن قيام الليل ولو
بركعتين , فقد قيل في تفسير قوله تعا لى ( تؤتي الملك من تشاء ) ان معناه قيام الليل , واحذر عن قيامه مدة ثم تركه , فقد قال صلى الله عليه وسلم لبعض العباد ,
يا عبد الله لاتكن مثل فلان كان يقوم الليل ثم تركه فايك ثم اياك ثم اياك من مثل ذلك , فصل .ومما اوصيك به عدم احتقار احد من عباد الله سبحانه وتعالى , فان الله
أخفى سره في خلقه , فلعل من احتقرت ولي الله تعالى , ولاتحتقر شيئا من معاصي الله , فان الله أخفى غضبه في معاصيه ,فرب عصيه تتوهمها صغيره , وفيها سخط الله , فصل , واوصيك بترك التكبر على جميع خلق الله , ومعنى التكبر في الحقيقه , احتقار الناس ,فمتى رأيت نفسك خيرا من أحد من خلق الله فأنت متكبر , واياك ثم اياك من , ومن علامة الكبر كما قال الغزالي نفع الله به , الترفع وطلب التصدر في المحاوره , والاسينكاف من يرد كلامه عليه , والمتكبر هو الذي ان وعظ أنف وان وعظ عنف . وكل من راى نفسه خيرا من احد من خلق الله فهو متكبر , بل ينبغي ان يعلم ان الخير هو خير من عند الله في الدار والاخره , وذلك مشكوك فيه : وهو
موقوف على الخاتمه , واحذرك تحذيرا كثير من النظر المردان والنساء الاجانب فهن حبائل ابليس , نعوذ بالله منه :واوصيك بجميع هذا وأنا احوج الناس الى العمل بما في هذه الوصيه . فنسال الله التوفيق للعمل بها وبغيرها من الطاعات ونعوذ به من الخذلان والحرمان : والمصيبه في الدين .ولولا ان الله امرنا أن نامر بالعروف
وان لم نفعله ,وننهى عن المنكر وان ارتكبناه , لما تجاسرت على كتب لفظة لك من هذا , فيجب الامر بالمعروف على من لايفعل المعروف , ويجب النهي عن النكر على من يرتكبه , فلو ان زانيا راى زابيا فيجب على كل منهما ترك الزنا , وقد روى عنه عليه السلام . انه قال ان الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لاخلاق لهم ,نعوذ بالله
ثم نعوذ بالله ثم نعوذ بالله ,ثم نستجير بالله ان نكون منهم , ومما يقربنا منهم , استودعك الله الذي لاتضيع ودا ئعه زودك الله التقوى , وحفضك في نفسك ودينك وختم
لي ولك بذلك ,ولجميع اخوانك ومشايخنا وذرياتهم , بحق محمد وال محمد وصحبه : امين
( منقول )