معاذ الله يا تريم حضرموت ... بقلم عبدالله علي مكارم
الجمعة , 19 مارس 2010 م
انقضت فعالية تدشين تريم عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010م وانفضّت الجموع الوافدة إلى هذه المدينة التاريخية ، وعادت وزارة الثقافة إلى التموضع في ذات الكهف الذي لبثت نائمة فيه لبضع سنين عجاف .. ومابقي في ذاكرة الإعلام الوطني حتى الآن سوى الفيلم الوثائقي ( تريم عاصمة الثقافة الإسلامية ) للمخضرم الإعلامي الرائع / هشام علي السقاف .. وكذلك الأوبريت التاريخي ( جنة الدنيا تريم ) الذي انبرى في إعداده جمهرة من الشعراء والحق يقال أن العمل كاد أن يكون أكثر من رائع لولا بعض الأخطاء أو الهفوات الفنية الاستعراضية والإخراجية .
لكن بيت القصيد يكمن في استياء البعض من المتابعين لأداء المدير التنفيذي للفعاليات . . للرجل إطلالتين بددت تفاؤلات السواد الأعظم من المثقفين كان أولها لقاءه الخاطف عصر الخميس 4 مارس بالفضائية اليمنية وادعاؤه أن إدارته التنفيرية مع التأكيد على_ راء التنفير _ قامت بأعمال مناط بعدة وزارات ذات علاقة تنفيذها بما فيها وزارة الإعلام ماجعل المذيع / جميل عز الدين ينقض على ضيفه " الشهابي " حتى بات الجميع يدرك أن إمكانيات الأخير في الحوار لاتتجاوز إمكانيات نادل في مطعم رسمي !
وإما الإطلالة الثانية فكانت مساء الأحد 7 مارس حين ألقى كلمة بالمناسبة أمام لفيف من الوزراء العرب وكبار قيادات الدولة وبالمناسبة فإن المناسبة هي تدشين فعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية وليس كما تريد أن توهمنا وسائط التحنيط أن المناسبة اختيار تريم عاصمة للثقافة , إذ أن الاختيار قد وقع على تريم منذ العام 2004م من قبل منظمة ،، الإيسيسكو ،، .
وبالعودة إلى كلمته التنفيرية فإنها كشفت عن ورقة التوت التي تستر عورة الوزارة المترهلة الأرداف . وحملت ركاكة في الاستدلال اللفظي والتاريخي لمعاني اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ، وأثبتت الكلمة أن قائلها حاطب ثقافة بامتياز مع مرتبة الشرف .
شخصياً لاتربطني بهذا الرجل أي نكايات كما سيعتقد البعض بل إني لا أمانع أن يأتي أي شخص آخر ولو حتى من بلاد " الواق واق" ليكون مديراً لفعاليات تريم طالما هو أفقه الناس ثقافة بتريم وحضرموت ,إذ العبرة هنا بالمنطق وليست بالمناطقية ، والمنطق يقتضي أن يكلّف بالعمل من هو أجدر وأفضل لا أن يوكل الأمر لفصائل العمل الأسمنتي .. العبرة بمن يسجل أهدافاً ليست في مرماه ..
معاذ الله أن تكون تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ولا نسمع اسم الزاهد البليغ / عبد الله بن علوي الحداد تردده حناجر المؤمنين ، إلا إذا كان لا كرامة لزاهد في وطنه ، أو أن يحجب اسم رائد من رواد الثقافة الإسلامية مثل الأديب / علي أحمد باكثير , بل أين العالم /عبدا لرحمن بن عبيداللاه السقاف مفتي الديار الحضرمية ، وأين المجاهد بالقول والعمل القطب / محسن بن علوي السقاف ؟ ترى هل سمع وزير الثقافة يوماً بالشافعي الصغير /عبدالله بن عمر بامخرمة ؟ أو ارتشف قدحا من وطنية رحمة حضرموت السّخي /أبوبكر بن شيخ الكاف؟
وهل يمَّمَ الوزيروجهه شطر مكتبة الأزهر الشريف وقرأ كتاب " إعانة الناهض في علم الفرائض" لمؤلفة العلامة/ محمد بن عمر بحرق ؟ وغيرهم الكثير من الأعلام اللذين لاتسعفني بهم الذاكرة في هذه العجالة .
و يخشى أن يفوق الأمر تجاهل باني مئذنة المحضار_أطول مبنى طيني في العالم_ المعماري المرموق /عوض بن عفيف ويؤدي الأمر في نهايته إلى طمس معالم ومرتكزات الثقافة الإسلامية في تريم و حضرموت عن ذاكرة الأجيال ولعلنا هنا وصلنا إلى مرحلة اليقين من هذه المخاوف لأن وزارة الثقافة سحبت برنامج فعالياتها المقرة طيلة العام . واكتفت ببرنامج أسبوعي تارة ونصف أسبوعي تارة أخرى وشهري نسبيا !
بل وغيبت الدور الريادي المنوط بجامعة حضرموت بطواقمها الأكاديمية العلمية المتخصصة التي انهمكت في إعداد مايشبع النفوس المتعطشة للموروث الإسلامي لتريم خاصة ولحضرموت عامة .
ويبلغ الاحتطاب الثقافي بفأس الوطنية ذروته حين تقر وزارة الثقافة نقل معظم الفعاليات إلى مايسمى بأمانة العاصمة ، وليس إلى بقية المدائن والأمصار الحضرمية كشبام والهجرين وسيئون والمكلا ..
أيها الناس :
معاذ الوزير يعتزم تفويج الزائرين إلى صنعاء داخل مجسمات كونه يصعب عليه (قص ولصق) تريم بأمانة العاصمة في خطوة إلكترونية واحدة لأنه سيلزم بتوفير نكهة الإنسان والمكان .. هل أنتم على قناعة تامة أن وزارة الثقافة هي عالة على التاريخ والإنسانية؟؟ معاذ الله ياتريم أن يكون عام زفافك للثقافة الإسلامية هو عام الميتم لأهلك والمغنم لكل الأدوات !!