03-14-2011, 02:09 AM
|
#169
|
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
رصاصة رامي
المكلا اليوم / كتب: منصور باوادي2011/3/13
هكذا يتم الترسيخ للوحدة المباركة, وهكذا يتم التعامل من أجل الحفاظ على هذه الوحدة المباركة أيضا, وهكذا - أيضا - يتم القتل باسم الوحدة المباركة, رصاص الوحدة لا يعرف صغيرا أو كبيرا, لا يعرف امرأة أو رجل, لا يعرف طالبا أو عاطلا, يعرف أرواحا يزهقها كأنما يقتل فأرا أو بعوضة.
قتلت امرأة بسيارة العسكر أمس القريب, وقتل اليوم طالب برصاص العسكر, ولا ندري من سيقتل لاحقا وبأي أداة من أدوات القتل, لا زال في جعبة عسكر صالح آلاف الأدوات, لا زالت هناك الخناجر والمدافع والطائرات تنتظر دورها كي تتشرف وتتكرم بسحق الأرواح وإن كانت أطفالا.
لا أدري ما هي المبررات التي سنتمحك بها لنخفي عجزنا وضعفنا لإيقاف حمام الدم هذا, هل الخروج للشارع يستوجب القتل, وهل إذا رفعنا أصواتنا نطالب بإسقاط النظام نكون قد ارتكبنا جريمة تستوجب رصاصة من رصاص عسكر صالح, كيف لو طالبنا بالقصاص العادل للذين قتلوا وسجنوا ونهبت أراضيهم وتعرضوا للضرب والنهب والإهانة و..و.. كيف سيكون الحال اللهم سلم سلم.
أمام هذه الجرائم المتلاحقة والمتسارعة لا تجدي لغة البيانات التي لا تتعدى عتبة البيان فقط, لابد أن تكون هناك مواقف أكثر حدة وصرامة من كافة نخب حضرموت وعلى رأسهم العلماء مع المحافظ أولا وثم مع العسكر الهمج الذين خلت قلوبهم من الخوف والرحمة, نعم هناك عدة إجراءات ممكن تتخذ وليس بالضرورة أن يتبنوا خيار التصادم والتحارب والتمرد على السلطة, ولكن بأيدي النخب المؤثرة في حضرموت أكثر من خيار سلمي وورقة ضغط لوقف استهتار عسكر صالح, فلا يمكن أن تتعزز الثقة بين هذه النخب وبين الشارع الحضرمي بشكل عام - المعتصمين منهم وغير المعتصمين - إذا لم تتخذ مواقف أكثر حزم من مجرد بيان يصدر, لأننا أمام عسكر مستهتر بأرواح الناس وأصبح عنده مناعة ضد البيانات والشجب والتنديد, ولم يعد يعمل حساب لأي قوى داخل النسيج الحضرمي سواء أكانت سياسية أو اجتماعية.
جزى الله خيرا العلماء لم يسكتوا ولم يصمتوا ولكن هناك جهات أخرى مدنية لم يسمع لها صوت, ولم نرى بيانا أو تنديدا, وما هو موقف أعضاء المؤتمر في حضرموت لم نرى ونسمع أن واحدا منهم استقال, لقد تتابعت الاستقالات في صنعاء من أعضاء المؤتمر بسبب القتل من قبل العسكر وأعضاء حضرموت لم تستثيرهم دماء إخوانهم التي سالت, فهنيئا لكم الخنوع والذل.
نحن نعلم علم اليقين الذي لاشك فيه أن أي مسؤول عسكري لن يقدم للمحاكمة إطلاقا وخاصة لو كان من المحافظات الشمالية وسيتم نقله مباشرة لتختفي الجريمة و على أهل المقتول الصبر والسلوان, وهكذا يتجرأ قادة أقزام مجرمين على القتل لأنهم يملكون الحصانة من النظام, وهذه ليست الجريمة الأولى بل سبقتها عشرات الجرائم وكلها تختفي باختفاء قادتها ومرتكبيها.
أحاول أن أقنع نفسي وأجعلها تتقبل بشدة بأن هذا المسؤول سيحال للتحقيق حسب توجيه المحافظ, أحاول فعلا أن أبلد قناعاتي وأعطل عقلي وأقول لها صدقي هذا الخبر الذي هو بمثابة نصر مبين. ومع احترامي الشديد للمحافظ.
|
|
|
|
|