من الحاكم الفعلي لليمن ؟!
الثلاثاء 2012/04/03 الساعة 04:24:28
التغيير – خاص -عدنان الراجحي:
أفرزت التطورات الأخيرة التي شهدتها اليمن منذ العام المنصرم وحتى العام الحالي ظهور الكثير من القيادات السياسية العسكرية والأمنية والقبلية إلى الواجهة سعياً منها للسيطرة على مراكز قوى تستطيع من خلال أن تجعل جميع القوى الأخرى خاضعة لها .
تسابق محموم نحو السيطرة الفعلية والوصول إلى كرسي الحكم التي وجدت تلك القوى مناخاً مناسباً لها خلال ثورات الربيع العربي واليمن التي تعد من احد دول الربيع العربي كانت هي السلم أمام كل القوى المسيطرة على مناطق جغرافية هنا وهنالك وعلى مساحات شاسعة من اليمن منها ما هو سياسي ومنها ما هو عسكري ومنها ما هو قبلي .
كان للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح دوراً في وضع حاجزاً كبيراً أمام تلك القيادات والتوجهات العسكرية والقبيلة للظهور في عهد حكمه باعتبار انه الحاكم الشرعي لليمن خلال تلك العقود من الزمن ولا يمكن لأحد تجاوزه بعد التفاف مقربين منه وموالين لع وفقاً لمصالح شخصية تربطهم حتى الوقت الحاضر.
كل الأسباب كانت ترجع إلى السماح بالظهور الكبير للشخصيات السياسية والعسكرية والقبيلة خلال فترة الاحتجاجات التي اجتاحت اليمن ضد النظام ابن الـ 33 عاماً كانت ناتجة عن سياسة انتهجها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح من اجل الحفاظ على عرشه ،وذلك من خلال أعطاء الضوء الأخضر لكل الشخصيات صاحبة النفوذ العسكرية والقبلية لمد نفوذها وبسط سيطرتها داخل الدولة حتى أصبحت الآن من اكبر القوى الموجودة على الساحة اليمنية وهي قوى أصبحت تمارس وتسعى لتحقيق أهدافها للنيل من صالح الذي أعطاها الضوء الأخضر خلال فترة حكمه وهي الآن قد انقلبت عليه .
ما كان على كل القوى التي تحاول خلال المرحلة الراهنة الظهور أن تفرض كل أجندتها على الطرف الآخر بما يدفع اليمن إلى حافية الهاوية ويدفع فاتورته الباهظة المواطن اليمني الذي لا حول له ولا قوة رغم انتفاضته ضد النظام الحاكم في البلاد .
قيادات قبلية كأبناء الشيخ عبدالله الأحمر الذين انشغلوا بأمور تجارية ولم يكن الوقت سانح لهم للوصول إلى السلطة في ظل القاعدة الكبيرة التي بناها الرئيس السابق لليمن خلال فترة حكمه من خلال بناء جيش خاص به داخل الجيش الذي يقول عنه لحماية البلاد.
القيادات التي تسعى إلى السيطرة على البلاد تربت وترعرعت في كنف النظام الذي اُجبر اليوم على التنحي ،وأعطاهم الكثير من الصلاحيات للعبث بكل مقدرات البلاد وبسط النفوذ بشكل كبير حتى وصل الأمر بهم إلى الصراع فيما بينهم وفقاً للمصالح التي كانت تجمعهم منذ السابق .
الرجل العسكري علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع قائد المنطقة الشمالية الغربية الذراع الأيمن للرئيس السابق علي عبدالله صالح والمشارك في حروبه وصراعاته السياسية ضد خصومه ،فأصبح كلا منهم ذراع قوي للآخر لبسط نفس النفوذ والتسابق على امتلاك الأراضي والسلاح وبناء جيشاً لكل منهم حتى أصبحوا اليوم خصوم لبعضهما خلال مرحلة الاحتجاجات .
لكن الأمر لم يقتصر على هؤلاء من أطراف الصراع فهناك جماعة الحوثي في شمال الشمال تريد أن تحكم تلك المناطق منها صعدة ،وحجة، والجوف وغيرها من المحافظات القريبة، وهناك القاعدة في الجنوب يضاف إليها الحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال ليكون حاكماً لجنوب اليمن،وكذا معارضة الخارج التي تدعم قوى سياسية في الداخل محاولة أن تمتد بنفوذها لتحكم البلاد .
ذلك الصراع لحكم اليمن بين كل القوى اليمنية لم يكن وحده فهناك صراع إقليمي وهناك سيطرة وهيمنة على سيادة اليمن من قبل قوى إقليمية ودولية حسب الاتهامات التي تطلقها قوى سياسية وثورية في الداخل ،فالدور الكبير تلعبه دولياً واشنطن من خلال سفيرها "فيرستاين" ،وكذا الرياض هي الأخرى تلعب نفس الدور وفرضت على كل القوى السياسية تسوية سياسية لم يقتنع بها جميعهم ،وكان الهدف منها حسب ما قال محللون أنها سيطرة وإظهار دوراً سياسياً كبيراً على مستوى المنطقة تحت الرعاية الخليجية .
وقد جاء الدور حالياً على الرئيس عبدربه منصور هادي ليحكم اليمن شكلياً في ظل استمرار تدخل كل القوى المتصارعة في مهامه كرئيس للجمهورية خلال العامين الانتقاليين .
لصبح الوضع كما هو عليه في صراع مستمر صالح يحشد قاداته العسكريين لفرض نفسه على الواقع، وأبناء الشيخ عبدا لله الأحمر يحشدون هم الآخرين أتباعهم لنفس الغرض، فيما القائد العسكري مستعد بقواته ،وكذا تنظيم القاعدة التي تمتد بسيطرتها على الأرض لحكم جزء من اليمن،وجامعة الحوثي هي الأخرى تريد السيطرة على منطقة جغرافية بعينها لبسط سلطتها خار سلطة الدولة ،والرئيس هادي يصدر قرارات رئاسية لم تخرج الجميع إلى طريق.
فلم تصبح تلك الصراعات على حكم اليمن على المكشوف حتى يعرف الجميع من يريد السيطرة والحكم على بلد أنهكه الصراع والانقسام ،رغم أوضاعه الاقتصادية المتردية طيلة عقود من الزمن .
تمت الطباعة في 2012/04/04 : الساعة 00:19