مشرف سقيفة الحوار السياسي
|
صالح على هدى نصر الله
صالح على هدى نصر الله
عبدالقوي الشامي
الأربعاء 11 أبريل 2012 09:27 مساءً
صفحة عبدالقوي الشامي
عبدالقوي الشامي rss
--------------------------------------------------------------------------------
اقرأ للكاتب هيكلة الجيش اليمني ورضا السفير الأمريكي!
حديث جنوبي شمالي
أبين: بين (جعار) الأحرار و(وقار) الأنصار
انفصالي وهذه أسبابي
حراكيش ودحابيش!
لم يكن المخلوع صالح يعتقد على الإطلاق بأن توقيعه على الاتفاقية الخليجية في 23 نوفمبر الماضي في الرياض, سوف يكون بداية النهاية العملية لبقائه متوجا في الحكم, فيقين الرجل لم يكن فيه وارد قيام نظام بديل, إذ كان لحظتها يقرأ من الشروط ما يلزم الأطراف الأخرى, من هنا جاءت عبارته الاستدراكية: (ليس المهم التوقيع, ولكن المهم التنفيذ), وكانت النرجسية ذق ذهبت بالرجل بعيدا عن إمكانية الالتزام للحضور او إمكانية الإلزام له من قبل الخصوم فقد خبرهم منسحقين أمامه في نهاية كل أزمة, طالما ومفاتيح القوة الثلاثة بين يديه: السلاح, المال, والأعلام.
مؤشرات أحداث ما بعد التوقيع وتحديدا خلال الفترة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير الماضي, تشير إلى ان المخلوع يتبنى من حيث الشكل تكتيك السيد حسن نصر الله, في محاولات السيطرة والتحكم بأمور البلد عن بعد, وفي مقاومة قوة القانون بقوة السلاح وان اختلف الاسم: هناك سلاح الـ (مقاومة) وهنا سلاح الـ (حرس الجمهوري), تسميتان لحق وظفتا لباطل!
فالسلاح الذي راكمه صالح على مدار ثلاثة عقود لم تكن له ثمة مهمة, سوى الدفاع عن بقاءه مخلدا في سدة الحكم, ومن ثم توريثه لأولاده, إذ سخّر جل موارد الدولة, إلى جانب القروض والمساعدات, حتى الأغاثية منها, على مدار سنوات حكمه التي امتدت لـ 33 سنه, سخرها لبناء قوات مسلحة خاضعة لأرادته, ونصّب أولاده وأفراد أسرته قادة لمفاصلها الرئيسية, لضمان الولاء المطلق حين تدور الدوائر كما هي عليه اليوم.
فقد اقفل مطار صنعاء نهاية الأسبوع الماضي وهدد بإسقاط إي طائرة تقلع من والى, لأكثر من 24 ساعة, كما ونشر قواته ومسلحيه القبليين, في كثير من أحياء العاصمة صنعاء, في رسالة تهديد للرئيس عبدربه منصور هادي, الذي رفع ثلاثة كروت حمراء يوم الخميس الماضي في وجه أربعة من الحيتان الحمراء, بما فيهم أخيه الشطري/ محمد صالح الأحمر, والكرت الرابع في وجه المدلل طارق ابن الشقيق .. وكانت رسالة المخلوع للمنتخب تقول: بأن قراراته أكثر مما يقبل.
وكان المخلوع صالح بفعلته هذه يكرر فعلة السيد حسن نصر الله عندما احتلت قواته بيروت في 7 مايو 2008م على خلفية إقالة مدير أمن مطار بيروت العميد/ وفيق شقير, المنتمي لحزب الله, في خطوة اعتبرت يومها رسالة تهديد من نصر الله للرئيس سعد الحريري ولرئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة, ان هما نفذا الإقالة, او أقدما على المساس بشبكة الاتصالات السلكية التابعة لحزب الله, وكان للسيد حسن ما أراد, بقوة سلاحه الذي يطلق عليه تسمية (سلاح المقاومة).
فلعبة لي الذراع بالسلاح, ان كانت نجحت في لبنان فلن يتكرر لها ذلك هنا, إذ لا وجه للمقارنة بين السيد حسن والمخلوع صالح, فللأول مشروع مذهبي, فيما للثاني مشروع اسري, والفرق شاسع بين الاثنين, وان كان الاثنان يستندان في تمويل وجودهما غير الدستوري, على مشاريعهما الاستثمارية التي بنياها تحت الطاولة, الا ان ما يميز السيد عن المخلوع, هو دعم وحماية الفقيه الولي, وان كان المخلوع مواظب في الرهان على ابتزاز جزرة البيت الأبيض, فإدمانه هذه الفعلة من خلال ازدواجية الدور الذي لعبه في العشر سنوات الأخيرة, في المواجهة بين فسطاطي الحرب على الإرهاب, دور يبدو انه قد أزف بفقدان مبرراته, وحان موعد رفع العصا في وجه المخلوع, وهو ما يستشف من الرسالة التي استلمها من سفراء الاتحاد الأوربي في صنعاء, عبر أتباعه في قيادة المؤتمر الشعبي العام, أمس الأول: مفادها أن قرأ رأت (هادي) ملزمة لصالح قبل الجميع .
بعض التسريبات تشير إلى قيام صالح بإمداد الحوثيين بالسلاح من خلال نجله قائد الحرس الجمهوري, ان صحة, ففيها دليل بأن معاناة المخلوع من العزلة تدفعه إلى محاولة قلب وجه المجن, والسعي إلى اعتمار عمة المذهب الزيدي الذي ينتمي إليه اصلآ, وتهيئة الأرضية المناسبة في صعدة ان ضاقت به صنعاء .. ولكن من غير المرجح ان يجد صدى عند السيد عبدالملك الحوثي, إلا في حاله واحده إذا نسق جهوده مع نائبه السابق السيد على سالم البيض, وذهبا معا إلى (قم) لنيل بركة الولي الفقيه .. فكل الأمور واردة طالما والقصر الجمهوري ما زال شاغرا, بعد ان نجح (صالح) في بذر المخاوف في ذهن (عبدربه) بقدرته على الفتك بمن يحتل سريره الرئاسي.
|