عرض مشاركة واحدة
قديم 04-25-2012, 12:33 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضـــــــــرموت؟ هل نحن جزء من القضية الجنوبية ؟ د. أحمد باحارثة


هل نحن جزء من القضية الجنوبية ؟

4/24/2012 د. أحمد باحارثة

ما هي القضية الجنوبية ؟ وهل يعد ( نضالنا ) نحن الحضارمة مندرجًا في إطارها أم هو مضعف لها ونبدو فيها كمشاغبين ومغردين خارج السرب ؟ أسئلة أراها حاضرة في المشهد الحضرمي وتؤرق الكثيرين من نخبنا وتصيبهم بالحيرة والتشتت الفكري والولائي .


لكن هل يوجد أصلاً لهذه القضية تعريف محدد أو مجمع عليه ، أم إن كل جهة لها تعريفها ورؤيتها لها بما يناسب أجندتها أو مصالحها . في إجمال نستطيع أن نقول أن القضية الجنوبية هي قضية ساكني المحافظات الجنوبية والشرقية من كيان قائم وموجود يدعى الجمهورية اليمنية ، وفي اعتقادي أو حسب فهمي البسيط أن للقضية ركنين أساسيين تقوم عليهما ، غضبة شعبية وحقوق مستلبة ، وهي حقوق سياسية كحق إدارة المنطقة والمشاركة في صنع القرار المركزي ، وحق اجتماعي في أولوية الوظيفة والسكنى وامتلاك الأرض في المنطقة وحق ثقافي يتلخص في المحافظة على الهوية وخصوصيتها في إطار تنوع عام ، أما غير ذلك من فقاعات فلا تعني شيئًا في القضية كشخصنتها في رئيس أو زعيم أو حصرها في فصيل بعينه أو شعارات محددة كفك الارتباط أو استعادة الدولة ونحو ذلك .

بهذا الفهم نستطيع أن نكيف مطالبنا الحضرمية في إطار القضية الجنوبية ونعد جزءًا مهمًا منها ، فإننا وإن كنا لسنا من الجنوب بمفهومه السياسي ولكننا جزء فاعل وجوهري من القضية الجنوبية وتفاعلاتها بالفهم الذي أشرت إليه ، ولا يلزمنا التماهي مع بقية المحافظات وإن كان مطلوبًا منا التكامل والتنسيق . ونحن اليوم لا ينظر إلينا العالم بوصفنا دولة سابقة ( ج.ي.د.ش ) بل بوصفنا محافظات من دولة قائمة أيًا كانت هشاشتها .

ليس في رفع صوتنا بمطالبنا الحضرمية خروج عن القضية الجنوبية لأننا جزء منها وعامل فاعل في تحريكها لو فقهنا ، وخلاف ذلك هو وهم وخنوع وتكرار لأخطاء الماضي القريب والتداغ من نفس الحجر ، نعم نحن وجميع مواطني المحافظات الجنوبية والشرقية في مركب واحد لكن لا يشترط في ركابه أن يكونوا جنسًا واحدًا أو يغلب بعض منهم على البعض الآخر .

كل منا يعرف اسمه ، فهم جنوبيون أو هكذا يقولون عن أنفسهم ، فهل نحن ببغاوات حتى نردد ما يقولون ، أمس كانوا يقولون نحن جنوبيون فقلنا كما قالوا ، ثم قالوا نحن يمنيون فقلنا كما قالوا ، ثم يعودون ليقولوا بل نحن جنوبيون فنقول مثلهم ، هم تائهون حيارى ومع ذلك هم معتزون بانتمائهم الجنوبي ، هذا حقهم كما أنه أيضًا من حقنا ، بل من باب أولى ، أن نعتز بانتمائنا الحضرمي ، دون أن يضر انتماؤهم بنا أو يضر انتماؤنا بهم . لا يتنازلون لنا ولا نتنازل لأحد .

نحن لسنا من الجنوب ، لكننا الجزء الفاعل والمحرك للقضية الجنوبية بمعناها الواسع بغض النظر عن ضيق تسميتها القائم على التغليب اللفظي ، فلا حل لها إلا برضانا نحن الحضارم وبالكيفية التي نرتضيها ، والمسألة هنا هل نحن نعرف تلك الكيفية ؟ هل نحن متفقون على ما يمكن أن يرضينا أو يرضي مواطنينا ، هل نحن نعرف ما يحتاج لحوار وما يحتاج لمجرد قرار .

أعتقد أنه لا يخالفني أحد في أنه ليس هناك للقضية الجنوبية مفهوم مجمع عليه ، ولا تعريف صارم يقيد الجميع ، ولا قيادة لها ولا ممثل ولا متحدث ، ولن يستأثر بها أو بمفهومها أو بتحريكها طرف دون طرف إلا إذا كان الطرف الآخر قد ضربت عليه الذلة والمسكنة ، حينها يصح أن نقول أننا ما زلنا من جماعة ( ولا الضالين ) ننتظر سماعها من إمامنا الجنوبي ، لسبب بسيط هو أننا ما زلنا ضالين في سلوك السبيل المستقيم الذي يمكن أن يهدينا نحن النخب لنعيم مواطنينا ويقينا من غضبهم علينا .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس