مشرف سقيفة الحوار السياسي
|
اراء واتجاهات سياسية مقالات وكتاب من الجنوب 26/04/2012م (متجددة)
القاعدة من تحرير افغانسان الى تحرير لودر
عبدالقوي الشامي
الخميس 26 أبريل 2012 05:00 مساءً
صفحة عبدالقوي الشامي
عبدالقوي الشامي rss
--------------------------------------------------------------------------------
اقرأ للكاتب تمرد الأسرة وعبث المخلوع
الحبيب الجفري يصلي في الأقصى
صالح على هدى نصر الله
هيكلة الجيش اليمني ورضا السفير الأمريكي!
حديث جنوبي شمالي
القاعدة تمضي مسكونة بأحلام حرب التحرير, من افغانستان كان الأنطلاق المنظم في اغسطس 1988, الى حرب الجهاد الأممية ضد الصليبين والصهاينة في العام 1997, الى حرب تحرير العراق من الشيعة العام 2004, الى حرب تحرير الصومال من منظمات الأغاثة الدولية العام 2009, ويمضي هذا التنظيم الذي شغل العالم بعد (غزوة) مانهاتن بنيويورك و (غزوتا) مدريد ولندن, يمضي في طريق التقهقر والأنحدار, فتضاغط وانكمش مشروعه الجهادي الدولي من مواجهة الصليبين والصهاينة, الى تطهير مدينتي زنجبار وجعار من سكانهما العام 2011, وكانت آخر حروب التنظيم العالمي الجهادية حرب تحرير مدينة لودر من اللجان الشعبية العام 2012 تحت عنوان "الأنتصار للشريعة".
فالقول بأن ما تقوم به القاعدة بأسم الشريعة في محافظة ابين من قتل للمواطنيين وتدمير للبنية التحية: أنه جهاد, ففي القول تسترآ على جريمة, نعم جريمة بحق الشريعة قبل اي شيء اخر, فحصار (الأنصار) لمدينة لودر وقصفهم العشوائي المباشر بمدافع (الهون) للمدينة هو جريمة بكل الأعراف والشرائع, حتى الكهرباء التي تضيء حياة الآف الأسر في اربع من مديريات (ابين) بما فيها من مستشفيات ومدارس ومساجد, أخرجوها من الجاهزية لينزلوا الظلام عقابآ لمن لا ينتصر لشريعتهم! ومن ابداعات جماعة الأنصار: القتل على الوظيفة بأسم الشريعة, كما حدث في قرية (الرميلة) عندما داهمت مجموعة مسلحة منزل احد المواطنيين في 10 أبريل وقتلته في عقر داره, بحجة عمله في الامن السياسي, فهل في القتل على هذه الشاكلة انتصار للشريعة ؟ ام ان فيه فاضح الخروج عن مقاصد الشريعة التي جاءت لتحقيق مصالح الناس: (الدين, النفس, العقل, النسل والمال) وقطع دابر الضرر عن هذه المصالح, لا ان يقع الضرر بها وبأسم الشريعة؟.
اما ثالثة الأثافي فكانت تحت مسمى (غزوة الكرامة) عندما باغتت جماعة قاعدية جنود آمنين في ثكنتهم العسكرية في قرية (الحرور) القريبة من مدينة جعار التي يطلقون عليها (وقار), نهاية مارس الماضي على خلفية ادعاء اغتصاب (امرأة عجوز مسلمة) كانت تقوم برعي الاغنام بجوار الثكنة قبل الـ (غزوة) بشهرين ادعوا بأنهم قتلوا خلالها 30 جنديآ لاحظ اللعب على وتر الاسلام " امرأة عجوز مسلمة!" وهل بقية العجائز في المنطقة كفرة صليبيات؟ .. وهل حدّ الأغتصاب هو القتل الجماعي على هذا النحو دونما تأكد ان كان للمقتولين غدرآ علاقة بحادثة الأغتصاب ام لا؟ .. او ان فعل الأغتصاب قد حدث بالفعل؟ .. فعدالة شرع الله امرت التحري والتدقيق الشديدين .. فقد أجمع العلماء لأقامة الحدّ على المستكرِه اي المغتصِب في حالة واحدة: إن شهدت البينة بثبوت الواقعة، والحدّ هو: 100 جلده على البكر وتغريب عام كامل, وعلى المحصن الرجم، واشترط الثبوت: اعتراف المتهم او اربعة شهود عدل, يؤكدون بأن المغتصب قد استكرهها وغلبها على نفسها وذلك يعلم: بصراخها واستغاثتها وصياحها, .. بهكذا عدل تأخذ الشريعة بأقامة الحد, وليس بهوى من يدعون الانتصار لها قتلآ جماعيآ لعباد الله في بيوتهم وثكناتهم.
وعرض هذه الأعمال التي تتعمد الخلط بين: نزق انانية السياسة وسمو اهداف فكرة الجهاد, عرضها من خلال بيانات على انها انتصارآ للشريعة: يدل اننا ازاء مشكلة صعبة الحل, كونها توظف المعتقد والمشاعر الدينية لاغراض سياسية, فمن خلال تلك البيانات والتصريحات التي لا تستند الى شرع او قانون ولا حتى الى عرف, يتبين للمرء لماذا الفعل الجهادي بنموذجه الأفغاني الدموي, لماذا هو في تقهقر متواصل منذ ثمانينات القرن الماضي .. فسفك الدماء وتدمير وساءل الحياة بحد ذاته: هزيمة اخلاقية وفشل قيمي يدمر عقول اصحابه قبل ان يدمرالبيوت والمنشأت ويفتك بمقومات الحياة, ومن يلجأ اليه هو آخر من يحق له ادعاء الانتصار للشريعة, كونه لا يتمثلها في ما يقوم به ولا يستند الى مرجعيتها حكمآ فيما تقترفه يديه .. فالجهاد ليس اصطلاح سياسي يمكن توظيفة لصالح هذه الجهة او تلك او يطلق جزافآ على ما تقوم به هذه الجماعة او تلك من اعمال اجرامية .. فما يدور اليوم في محافظتي ابين وشبوة لا يهدف وجه الخالق عز وجل, وانما يهدف صرف الأنظار عن ما يقوم به المخلوع صالح من تمرد في المحافظات الشمالية بهدف العودة الى السلطة مرة اخرى فكفى تسمية الأمور بغير ما تحتمل!.
كما وان قيادات القاعدة تدرك تمام الأدراك استحالة ان تؤسس نظامها ولا حتى في قرية مثل (عزان) او مدينة مثل (جعار) اللتين اعلنتهما امارتين اسلاميتين في ظل الظروف الحالية, وانما الموضوع تبادل خدمات مع المخلوع صالح الذي سلمها وادي (حطاط) ذات الطبيعة الجبلية الوعرة في محافظة ابين منذ العام 1992, لزرعها شوكة في خاصرة الحزب الأشتراكي وقتها, وبالتنسيق مع أمن صالح السياسي والوطني العام 2007 زرعة القاعدة شتلاتها في كل من زنجبار, جعار ولودر بهدف مزدوج التشويش على الحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط من جهة, وابتزاز الولايات المتحدة في حربها على الارهاب من الجهة الأخرى, وفي عام 2011 اتاح صالح لتلك المجاميع السيطرة الكاملة على مساحة لا بأس بها من محافظتي ابين وشبوة الجنوبيتين, من اجل خلط الأوراق وافشال اي نظام يمكن ان يقوم بعيدآ عن نظامه الأسري .. وقبول القاعدة هكذا دور لم يكن حبآ في صالح, وانما من اجل ان تتاح لها الفرصة لاعادة ترتيب اوراقها (الجهادية) بعد الضربات الموجعة التي تلقتها في كل من الصومال والعراق وافغانستان, اي ان الحاجة هي ام هكذا تحالف نفعي.
لذا فأن الفرصة بدت لهم سانحة لبناء قاعدة القاعدة باللغة العربية وفي اليمن اصل العروبة هذه المره, وهذا ما يفسر استماتت الأنصار, اذ سقط المئات منهم خلال الاسابيع القلية الماضية من اجل اعادة مظلتهم اليمنية (صالح) الى موقعه في الحكم .. والآفت ان هذه المجاميع لم تتعلم من فشل تجربتها التي استندت الى مفهوم واحد للجهاد بذات الطريقة التي افشلتهم في افغانسان, طريقة القتل والتدمير من خلال الضربات الخاطفة والتخندق في الجبال والبراري والتصادم مع المجتمع في ظل الراية السوداء الشديدة القتامة والزي الشعبي الافغاني ببنطاله الفضفاض عنوانآ للجهاد الذي لا يبقي ولا يذر. والتحالف مع الطرف الخاسر (طالبان الأفغانية, الشباب المجاهدون في الصومال ونظام الأسرة في اليمن) بدلآ من الانخراط في العملية السياسية والمنافسة المجتمعية بالوسائل السلمية كما عمل نظرائهم في مصر, ليبيا, تونس والمغرب!
|