عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2012, 02:34 AM   #64
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


جمال خاشقجي.. وفي حضرموت عفاريت

5/5/2012 المكلا اليوم / الرياض: سالم عمر مسهور

نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالاً للأستاذ جمال خاشقجي بتاريخ 2012/4/28م بعنوان "قانون مورفي والعفاريت السورية اليمنية المحيطة بالسعودية"، وقد توصل الأستاذ خاشقجي في مقاله إلى نتائج صحيحة خاصة في يختص بالجانب اليمني نتيجة تحليل دقيق لحالة الوضع الراهنة في اليمن شمالاً وجنوباً غير أن الأستاذ خاشقجي ربط العفاريت بالقاعدة أو أنصار الشريعة بينما هم أكثر من ذلك في حضرموت. عام العفاريت

في خبايا الماضي تدور روايات موثقة حول العفاريت الذين سكنوا حضرموت، ففي العام 1967م جاء عفاريت الجبهة القومية إلى حضرموت، تم اغتصاب حضرموت في الثلاثين من نوفمبر 1967م بقيم دولة اليمن الجنوبية وعاصمتها مدينة عدن، الحادث التاريخي لم يكن سوى مؤامرة كبرى عملت فيها المخابرات المصرية زمن جمال عبدالناصر واليمن ومعهم بريطانيا.

كانت حضرموت قبيل ذلك التاريخ المشئوم تكاد أن تحصل على استقلالها الوطني الكامل، فلقد اجزت المفاوضات المباشرة بين سلطني حضرموت القعيطي والكثيري من جانب وبريطانيا من جانب آخر على تحقق الاستقلال في الثامن من يناير 1968م، إ أن التآمر البريطاني أوقعنا في شراك العفاريت فتمت الجريمة ودخلت حضرموت عصراً مظلماً بالغاً في الخطورة.

نتيجة دخول العفاريت إلى حضرموت كان مفزعاً للغاية، فلقد انتشر القتل والسحل والتعذيب والمطاردة، لأن الجبهة القومية رأت في النظرية الاشتراكية العلمية طريقة لإدارة الدولة وفق الأنموذج الشيوعي، فارتبطت الدولة اليمنية الجنوبية مع الاتحاد السوفيتي سابقاً وشكلت معها تهديداً للمملكة السعودية.

الفيصل وحضرموت

شهدت تلكم المرحلة التاريخية نقطة تحول مهمة في تاريخ حضرموت المعاصر، فلقد أدت عمليات البطش والتنكيل إلى هجرة حضرمية واسعة شملت العديد من الطبقات الاجتماعية التي استهدفتها قوة البطش اليمنية الجنوبية، فكانت وجهة الحضارمة للهجرة إلى البلاد السعودية وبعض من دول الخليج وخاصة دولة الكويت والأمارات التي كانت في طور النشوء الأول.

نتيجة ذلك تعامل المغفور له بأذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز مع الهجرة الحضرمية بكثير من المبادىء الإسلامية، فعلى الرغم من توتر العلاقات السياسية بين الرياض وعدن إلا أن الملك فيصل خص الحضارمة برعاية ملكية حيث خصصت لهم استثناءات في الاقامة والعمل والتعليم والصحة، ولأن الفيصل كان له ارتباطه الوثيق بالأجيال الحضرمية المهاجرة قبلاً إلى الأراضي الحجازية، فلقد تفهم ضرورة الإحاطة بالمهاجرين الحضارمة بعد الأحداث الدامية التي عرفتها حضرموت على أثر ما يسمى استقلال اليمن الجنوبية.

وليس من مجال لتذكير أحد بما كانت عليه الأوضاع السياسية المتوترة بين الرياض وعدن على مدار الفترة من "1967م وحتى 1990م"، ففي تلك الفترة التاريخية الطويلة حدثت عدة مواجهات عسكرية بين الطرفين، وحتى اليوم فمازال مؤسسي الدولة اليمنية الجنوبية يكيدون العداء للدولة السعودية.

حضرموت فيها.. عفاريت ومجرمين

في العام 1990 م دخلت حضرموت مرحلة تاريخية مختلفة، فلقد وقعت عدن وصنعاء على الوحدة، واجترت حضرموت في ذات سياق الاختطاف السياسي، فخفت قبضة الشيوعيين عنها إلا أنها تعرضت لحالة نهب وسرقة واسعة لكل ما على أرضها وما في باطنها من ثروات نفطية، ولم يجد الحضارمة غير تجدد نحو المهجر السعودي دون غيره من المهاجر الحضرمية الكثيرة.

في هذه المرحلة من التاريخ الحضرمي توثقت علاقة حضرموت تحديداً مع المملكة السعودية من خلال الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الذي كان حاملاً للملف اليمني، ومن خلال رجال الأعمال السعوديين ذوي الأصول الحضرمية كان للأمير سلطان جهود مثمرة تجاه حضرموت تحديداً بلغت ذروتها 2006/6/1م عندما ترأس الجانب السعودي لاجتماعات مجلس التنسيق.

حملت تلك الزيارة دلالات مهمة فعلاقة السعودية بحضرموت كان لابد لها من هذه المحطة التاريخية التي أكدت في ذلك التوقيت على ما تحظى به حضرموت عند الجانب السعودي على أهمية تتجاوز بها الرياض علاقة المرحلة الصعبة التي عرفتها حضرموت، فلقد اعتدت تلك الزيارة على أن فيها تكريم للدور الحضرمي في مراحل تأسيس الدولة السعودية الثالثة وغير ذلك من جوانب سياسية لم تغب أيضاً.

حضرموت والحراك

انطلق الحراك السلمي في حضرموت ضد الوجود اليمني، فلقد شهدت مدن الساحل الحضرمي عدد من التظاهرات الشعبية ضد تجاوزات الدولة اليمنية، فتشكل من حضرموت ريادة المطالبة بفك الارتباط عن صنعاء بينما كانت الأطراف الجنوبية في عدن تطالب بحقوق العسكريين المسرحين من القوات المسلحة على أثر هزيمة الجنوب في حرب العام 1994م.

بين حضرموت والجنوب هوة فكرية واسعة، فالجنوبيين كالشماليين تماماً يعتقدون بضم حضرموت القسري لهم، وهذا هو جانب لا يمكن تجاوزه أبداً فالمرحلة التاريخية الآنية تقتضي تصحيح المسار التاريخي لحضرموت، فحضرموت بهويتها الحضارية البشرية الضاربة في أعماق التاريخ ليست على استعداد لخوض مرحلة من الاستبداد والطغيان والانتهاك التي عرفته خلال النصف قرن الماضي.

وليس بالخافي على أحد مسعى الحضارمة على استعادة دولتهم وحقهم في السيادة على أرضهم، فحتى الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أشار إلى ذلك بشكل واضح في مقابلته مع قناة العربية الاخبارية في مارس 2011م، كما أن أمين عام الحزب الاشتراكي علي سالم البيض أشار إلى هذا المضمون مؤخراً في لقاءه مع صحيفة النهار اللبنانية، فموضوع حضرموت ليس بالسر فهناك محاولة صريحة يدركها الجميع.

المكلا عاصمة الدولة

المشروع السياسي الحضرمي هو تصحيح للتاريخ أولاً، ثم أنه مشروع قادر على استنهاض المنطقة من الصراعات الدائمة، كما أن المشروع الحضرمي السياسي يحتمل توجهاً ناحية التنمية وتعزيز الأمن والاستقرار الذي تحتاج إليه منطقة الجزيرة العربية، هذا المشروع ليس ترويجاً فارغاً بل يحتمل مضامين راسخة وقادرة على انتشال المنطقة برمتها من حالة إلى حال.

تدرك الدوائر الحضرمية أن المشروع اليمني الجنوبي المتمثل في الحراك الجنوبي يسعى من خلال ايران إلى تشديد نطاق التضييق على الجانب السعودي وأن كان من وجهة نظرهم أن كل الأطراف العربية لم تتعاطى مع قضية الجنوب، غير انهم يتجاهلون أنهم أخطئوا كثيراً تجاه الأطراف العربية وتحديداً الخليجية منها من خلال تاريخهم الدموي والتآمري الطويل.

لا شك بأن صنعاء لن تستطيع التمسك بالوحدة اليمنية، فالوضع المتأزم في الجنوب سببه المباشر هو سياسة صنعاء بما في ذلك نشر القاعدة وأنصار الشريعة الذين كانوا يدارون من خلال القصر الجمهوري في صنعاء، وهذا ما تدركه العواصم العربية والعالمية المهتمة بالشأن اليمني، لذلك يبقى أن تدار مرحلة الانفصال على أساس دولتين هما اليمن وحضرموت، فهذا هو الطريق الآمن لشبه جزيرة العرب.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح