05-08-2012, 10:26 AM
|
#3
|
مشرف سقيفة الحوار السياسي
|
اليمن والدول المجاورة
علا باوزير
الاثنين 07 مايو 2012 05:39 مساءً
صفحة علا باوزير
علا باوزير rss
--------------------------------------------------------------------------------
اقرأ للكاتب (الأصنام الخفية)
اليمن تعيش أزمة حقيقية بين فكيّ الأحزاب والمزايدات والإنقسامات الداخلية والقبلية من جهة وبين ضغط دول الجوار من جهة ثانية.
هذان الفكان يحكمان السيطرة على البلد بل ويعملان بكل قوتهما على إضعاف المجتمع اليمني وتدمير إقتصاده وبنيته التحتية..
وفي النهاية الضحية هو هذا الإنسان..الإنسان اليمني ،فاليمني يعيش في بلده ويعاني الأمرين للحصول على لقمة عيشه وافتقاره لأقل حقوقه.فالبنية التحتية للبلد هزيلة وهي آيلة للإنهيار في أي لحظة...إلى جانب ما يخلفه ذلك من وضع تعليمي وثقافي مزر وحالة صحية متدهورة على مستوى النظافة العامة والرعاية الصحية المقدمة في المستشفيات وحرفية الأطباء....وغياب الأمن والنظام داخل المدن فالفساد والبلطجة وعمليات التخريب مستمرة إلى جانب البناء العشوائي والإستيلاء على الأراضي بغير وجه حق والإفتقار لتطبيق معايير الجودة العالمية في كل الخدمات المقدمة للمواطن وضعف الرقابة على المعاملات التجارية والإدارية ما يلعب دور رئيسي في تغول التجار ولعبهم بالأسعار وجودة المنتجات والخدمات المقدمة ضاربين بمصلحة المواطن وصحته ضرب الحائط...نتيجة الإدارة الداخلية الفاشلة والفاسدة.
وعندما يفكر ذلك المسكين في الهجرة...فالبلاد المجاورة هي أول ما يفكر فيه ورغم أنها هذه البلدان تضغط بكل قوتها لإبقاء الوضع في اليمن على ما هو عليه من ضعف وتدهور وحكومة ضعيفة لا تعمل وفق إرادتها ووفق مصالح شعبها..أقول أن هذه الدول تستقبل الآلاف من الوافدين اليمنيين..وهي بالرغم من دورها و تسببها في إخراجهم من أرضهم هروبا من الجوع والألم ...تعاملهم بشدة كما تعامل أي وافد قادم من جنوب شرق آسيا...فالبلد الذي لا يحترم شعبه ويعيش حالة من التبعية للغير .
والشعب الذي لا يحترم نفسه لن يحترمه الآخرون وهذه الدول بالكاد يهمها استقرار اليمن ...ولكن إذا كان هذا الإستقرار سيقوي اليمن وسيخلق نموذجا ديمقراطيا في الجزيرة العربية...فهي لا تهتم ما إذا كانت اليمن تعيش على صفيح ساخن من التوترات الداخلية مهما طالت المدة وتدهور الوضع الإجتماعي والإنساني أكثر وأكثر ..حتى تخرج باستقرار مفصّل حسب المزاج الخليجي...كما كان في عهد صالح فالمبادرة الخليجية كما أراها على الأقل ما هي إلا إلتفاف على أهداف الثورة للخروج بها من تحقيق مطالبها إلى تحقيق مطالب الدول المجاورة.
أما آن لهذه الدول أن تستفيق وتخرج من هذه اللعبة القذرة ..وبدلا من أن تتدخل في شؤون اليمن عليها أن تصلح الأوضاع وتحل القضايا في بلدانها من مشكلات طائفية وفكرية وإجتماعية وثقافية وإدارية وأخلاقية وسياسية..حيث تعمل هذه الدول على تخدير شعوبها بالمال والإغراق في الرفاهية والمتع الحياتية ...والتغافل عن كثير من مشكلاتها العميقة والتعمية والتغطية عليها حتى تتفاقم والتي تزيد الهوة بينها وبين شعوبها التي بدأت تستيقظ بفضل انتشار التعليم وارتفاع الوعي لدى الفرد العادي ودور التكنولوجيا ووسائل الإتصال الحديثة في ذلك.
هذه المشكلات المتراكمة ستساهم بشكل أو بآخر في زعزعة أمن هذه الدول عاجلا أم آجلا..فما يحدث في اليمن وسوريا وحدث في مصر وتونس لن يكون بعيدا عنهم...
اليمن إذا لم تتحرر من ربقة التبعية والعبودية لهذه الدول فلن تتمكن من النهوض وبناء دولة ديمقراطية قوية ..حينها لن يرضى الشعب بذلك وستستمر ثورته..
|
|
|
|
|