الموضوع
:
المناخ الذي صنع المأساة " الشهيد عبدالله بن صالح الجابري (1938م – 1976م)
عرض مشاركة واحدة
07-02-2012, 01:58 AM
#
2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
رقم العضوية :
7709
تاريخ التسجيل :
Aug 2006
المشاركات :
75,497
لوني المفضل :
Tomato
التقييم :
10
مستوى التقيم :
حمدون.. وحضرموت وما يقولون وبها يفعلون
7/1/2012 المكلا اليوم | الرياض / كتب: سالم عمر مسهور
مقدمة:
"من يغمض عينيه دون النور يضر عينيه ولا يضر النور" مقالة مهمة نشرت بعنوان "إلى بعض النخب الحضرمية: لماذا تعادون قضية الجنوب ؟" للأستاذ الفاضل عمر حمدون بتاريخ الثلاثين من يونيو 2012م، ولما احتمله المقال من كثير من المد الفكري فمن الواجب الحتمي أن نفنده بكل احترام وتقدير للكاتب في شخصه وفكره وما جاء به، فاللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا. لا قضية للجنوب اليمني:
عندما قرأت مقالة الأستاذ عمر حمدون تذكرت مقالة له أحتفظ بها بعنوان "قضية حضرموت بين حقيقة التوظيف وسوء التوظيف" ونشرت بتاريخ 2012/3/13م وباستعادة القراءة في المقال الأول فأني وجدته امتداداً للمقال الأخير الذي نشر البارحة، وأن احتملت المقالة الأولى مقاربة وصفية جيدة وأن هي لم تؤدي بالكاتب الكبير إلى نتيجة صحيحة لأن الهدف الفكري هو أنه تعمد إخراج القضية الحضرمية من سياقها مرغماً برغم وجود الدلالات الأكيدة التي تعزز من القضية الحضرمية بحسب ما أورده الكاتب العزيز، فالدوافع ضد قضية حضرموت هي التي ساقت الكاتب ليخرج بقناعة خاطئة لأنه لا يريد إثبات الحقيقة لقضية الشعب الحضرمي.
حاول الأستاذ حمدون مستميتاً أن يصغّر ويحجم القضية الحضرمية، وهذا التصغير والتحجيم المقصود يذكرني بزيارتنا لـ حسن باعوم بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض عندما لم يجد أحد اليمنيين الجنوبيين جواباً على سيل عارم من تطلعات الحضارمة فأجاب بكلمة "بعدين"، هذا سياق مفهوم ومعلوم وليس بمقصور على أحد ممن يتعاطون مع قضية اليمن الجنوبي بما فيهم الأستاذ حمدون الذي أصنف كل ما جاء في مقالتيه الاثنتين تحت ذات البند "بعدين"، وهنا تنكشف عورة القضية اليمنية الجنوبية لأنها عندما تصطدم بواقع الدلائل والبراهين تعجز عن المجاراة والتعاطي فتتراجع وتكون جداً صغيرة لا تمتلك رؤية أو بُعداً يمكن من بعده الأخذ والرد عليه.
ما ذكره الدكتور عبدالله باحاج مؤخراً هو ذاته ما ذكره الأستاذ عبدالله بن آل عبدالله فالقضية اليمنية الجنوبية هي قضية "مفتعلة"، ويجب أن تطرح هكذا في سياقها الصحيح بل والصريح، فلا يوجد قضية يمنية جنوبية بالمطلق لأنه من غير المعقول أن تغيب القضية اليمنية الجنوبية خمسة عشر عاماً ثم تستيقظ بذات خطاياها ومنكراتها بل وإلحادها وكفرها، هذا سياق لا يمكن القبول به عقلاً وشرعاً، فالقضية اليمنية الجنوبية وهي تتعاطى مع فك الارتباط والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م وترتكز على معطيات ما بعد حرب 1994م تختزل كل الحالة التاريخية البشعة وتنكر الحق التاريخي الحضرمي، إذن لا وجود لهذه القضية بغير إقرار كل القوى والمكونات في اليمن الجنوبي داخلاً وخارجاً بالقضية الحضرمية.
حضرموت.. أمّة:
أورد الأستاذ حمدون حالة الاستنهاض لهذه الأمّة الحضرمية العظيمة، أوردها وهو يستنبط بدقة من خلال اطروحاتنا المتوالية التي ندون فيها جهود بذلت وما تزال في عملية الاستنهاض، ونحن حينما ندون بدقة وشفافية واضحة نرمي إلى ما توصل إليه الأستاذ حمدون وغيره سواء من أبناء حضرموت أو من كل الأشقاء العرب عن الحالة الحضرمية الحية في ضمير أبنائها وهم يعملون جاهدين في عملية الاستنهاض أو الانتشال لهذه الأمّة الحضرمية التي وقعت تحت مخالب الغدر والخيانة والمؤامرة عندما زحفت جحافل المليشيات الماركسية لتغزو حضرموت وتسقط عاصمتها في 17 سبتمبر 1967م، هذا التدوين الذي نضعه في هكذا توقيت تاريخي مقصده الرئيس هو في غلق الباب على هكذا جناية بحق حضرموت التاريخي، لذلك كان واجباً أن يتم تقديس الأعمال الوطنية الحضرمية في سياقها الوطني.
على ذات النهج لابد وأن نجيب طائعين لا مكرهين على تساؤل مبطن للأستاذ حمدون أين كنتم معشر الحضارمة من قبل ؟ والإجابة هي كنا في جيش الانقاذ الحضرمي مطالع السبعينيات من القرن العشرين المنصرم، كانت حركة المقاومة الحضرمية تواجه المليشيا الماركسية وتعلن رفضها تحويل حضرموت المسلمة إلى مقر من مقرات الشيطان الأحمر، وهذا ما هدفت إليه قوى الماركسية بعد أن احتلت حضرموت أن تتحول حضرموت إلى رأس حربة للفكر الشيوعي لمواجهة ما كانوا يطلقون عليه الرفاق الرجعية المتمثلة في جزء منها بالدولة الإسلامية، وتوجيه العداء المطلق والسافر للعمق الإسلامي المملكة السعودية الحاضن الشرعي للمقدسات الإسلامية مكة المكرمة والمدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
كانت حضرموت في مقاومة دائمة للجبروت والظلم والطغيان وكان حظ الشعب الحضرمي هو القتل والسفك والسحل والتعذيب والتشريد، مازالت حكايات المليشيا الكافرة الملحدة في حضرموت تحمل من عطايا الجريمة ما تحمل من ذلك القدر الكبير من فورة الغبن والقهر من الظالمين الذين استباحوا الأرض والبشر، حالة التشرد التي تصاغ اليوم خطأ على أنها اغتراب عن الوطن الحضرمي يجب أن تكون بدقتها في اللغة والمضمون، نحن شعب "مشرد" عن وطنه، ونحن شعب له كامل الحق الإنساني في استعادة وجوده على ترابه، مضمون التشرد وما يحمله من أبعاد هو واحد من الأصول القوية والمتينة في عقيدة أبناء حضرموت الذين عانوا من التنكيل والعنف والبطش بيد الماركسيين والملحدين والمتعاطفين معهم من كل الأجزاء المركبة للجمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية على حد سواء.
البوعزيزي.. حضرمي:
من الجدارة بمكان أن يرسل الكاتب الأستاذ عمر حمدون في مقالته حديثاً عن ذاك الغياب الحضرمي، وهنا لنا واقع ما لابد وأن يسرد، فلقد ألزمني حمدون الأستاذ هذه النبرة من الحديث، فهو يقول للحضارمة اصمتوا، ونحن نقول نحن أمّة حية شأننا شأن التوانسة بما يحملون في جيناتهم من الجينات الحضرمية الأصيلة، ولا أظن أحداً على هذا الكون لم يسمع أو يقرأ تفصيلاً عن ذلك التونسي بأصوله الحضرمية في سيدي بوزيد وهو يحرق نفسه فتخرج جموع من الشعب التونسي إلى شوارع العاصمة فتطالب بإسقاط نظام جثم على صدورهم ثلاثة وعشرين عاماً، للأستاذ حمدون وإلى كل المتعاطفين معه ان يسألوا الشعب التونسي أين كان غائباً على مدار ما يزيد عن عقدين من التاريخ، وسنجيبهم نيابة عن كل الشعب التونسي بما فيهم من قال "هرمنا"، كانوا يضمرون في انفسهم ما نضمر من القهر والغضب والحنق، وكانوا في دهاليز الانترنت يفضفضون ويكتبون وقل أيضاً يثرثرون حتى يشاء الله تعالى من فوق سماواته امراً مقضيا.
كذلك كان ميدان التحرير في الخامس والعشرين من يناير 2011م يوماً عظيماً خالداً في ضمير كل العرب قبل المصريين، هنالك خرجت ثورة الشعب المصري كما تخرج الوردة من أكمتها، هل يعلم الأستاذ حمدون والآخرين أين تخلقت تلك الوردة، تخلقت في الأحياء الفقيرة والبائسة وفي العشوئيات وبين العاطلين من الشباب وفي الطبقة الوسطى التي أرادها النظام المصري الفاسد مرتعاً للفسوق، وفي الفيسبوك والتويتر وفي دهاليز الانترنت الغائرة في قيعان اللا حدود، وكذلك كان الليبيين والسوريين وحتى اليمنيين، نحن شعب ككل الشعوب عملنا على إذكاء الوطنية، زرعنا وردة الثورة وسقيناها قدراً مما تستحق من الحياة لتعود إلى حضرموت الحياة.
حالة إنكار الحضرمي هي جحود مطلق بالتاريخ والجغرافيا معاً، نحن يا أيها الأستاذ الكريم شعب يحمل هوية صحيحة وأرضاً مغتصبة، نحن ككل اقراننا العرب المصريين والشاميين وغيرهم نحن بضع من العرب ولسنا غير ذلك، هويتنا هي حضرمية، خلودنا يأخذك ويأخذهم إلى أكثر من خمسة الآلاف سنة من التاريخ البعيد، عرف الماركسيين هويتنا وخصالنا فقاتلونا عليها، ومما جاء في مقالكم المعنون بـ"قضية حضرموت بين حقيقة التوظيف وسوء التوظيف" قولكم نصاً: "وليس غريبا ان يصرح احد نافذي هذا العهد "الوحدوي" بعد الحرب بالقول انه اذا كان للجبهة القومية الحاكمة للجنوب بعد الاستقلال من فضل فان هذا الفضل يتمثل في ان الجبهة ومن بعدها الحزب قد استطاعوا ان يجعلوا الحضرمي يقول عن نفسه بانه يمني"، هذا ما عمدت إليه الجبهة القومية بكل فجورها وظلمها وبطشها، حاربت وقاتلت الهوية الحضرمية، وهذا يؤكد أننا في خارج حضرموت لسنا بمغتربين أو مهاجرين بل مشردين من وطننا الحضرمي قسراً وكرهاً.
حضرموت.. دولة:
جاء في مقالكم "إلى بعض النخب الحضرمية: لماذا تعادون الجنوب ؟" نصاً: "أن مسألة المزج أو التماهي بين نظام حكم ودولة وشعب في الوعي والإدراك هي عملية غير متوقعة أن تصدر أو تحدث في وعي ابسط إنسان لا يفقه شيئا في الثقافة والسياسة فكيف لها أن تكون مسألة مهيمنة ومسيطرة وموجهة لتفكير من له باع في مضمار الفكر والثقافة والكتابة الفكرية وبها يصدر الأحكام والرؤى تجاه مجريات الأحداث ؟!"، لليمنيين الجنوبيين حقوق لا ننكرها فلهم أن يطلبوها من صنعاء لأنهم جزء طبيعي منها، فهم لا يقبلون بالهوية الحضرمية كما جاءت في المقال ـ دغدغة ـ لمشاعر طرف "مغفل ما"، ونحن لا نقبل في حضرموت أن نفرض على أحد هويتنا، أذن هل هنالك من مدخل ما، لا نظن نذلك.
أن المشكلة في الذهنية اليمنية الجنوبية هي في محاولة القفز على الوقائع الثابتة، فللحضارمة تواصل طويل مع كل المكونات اليمنية الجنوبية حول مسائل جمة كلها لاقت إعراضاً تحت البند "بعدين"، الجرائم التي وقعت منذ 1967م لا يمكن أن تطوى تحت قاعدة سمجة بلهاء وبليدة اسمها "التصالح والتسامح"، لا يمكن أن تطوى جرائم المليشيات الماركسية بفكرة صادرة من عابث أو جاهل، هنالك حقوق لأمّة حضرمية فيها انتهاك للإنسان وأرضه لا يمكن أبداً ان تذهب، هنالك جملة من الحقوق التاريخية يجب أن تسوى، وعلى من يسوق القضية اليمنية الجنوبية ـ افتعالاً ـ أن يواجه حقائق دامغة تحمل من الإدانة والإثباتات والشهود ما يجب ان تكون أولاً وليس "بعدين".
لا يوجد قضية يمنية جنوبية.. نعم، ويوجد قضية حضرمية.. ألف نعم، إن كان بقايا الماركسيين والملاحدة لديهم قدر من تحمل المسؤولية فليتعاطوا مع الواقع لا أن يتعاطوا مع المزج والتماهي والخزعبلات والكذب والإفتراء، على أبناء اليمن الجنوبية وحدهم ان يقرروا مستقبلهم، وصاية الديناصورات والأوثان لن تؤدي بهم إلا لمزيد من البؤس والشقاء، التاريخ وما يحتمل من حقائق كاشفة وجلية هو الذي يحدد المستقبل الذي لن يكون غير معتماً في دروبه القادمة، زمن الوصاية انتهى، وعلى اليمنيين الجنوبيين أن يفيقوا من كل ما هم فيه هنالك حضرموت ستكون دولة وعاصمتها المكلا، إرادة الشعب الكامنة ستحين لها ساعة من القدر الرباني الذي يقدر الأحوال لهذه البشرية، الكرامة والحرية والعدالة لن تكون إلا مع أبو حضرم.
للشهيد عبدالله الجابري حديث منذ 1974م:
ـ كنا نظن ونشعر بفداحة الكارثة التي تحل بنا ـ أرضاً ـ وبشراً.. وندرة الوسائل المتوفرة لمواجهتها أو تخفيف وطأتها على الأقل، بيد أن المأساة التي عاشتها حضرموت الأرض.. وحضرموت الإنسان.. خلقت هذا الحس العميق بالولاء "للأرض المنكوبة" وخلقت الصلابة المنظورة عند الإنسان الحضرمي "المنهوب".
ـ الشدائد تمحص معادن الرجال.. نعم.
ـ الشدائد تظهر معادن الشعوب.. ألف نعم.
ـ ماذا يقول هذا المقال ؟ إنه يقول باختصار "من يغمض عينيه دون النور يضر عينيه ولا يضر النور".
التوقيع :
عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
حد من الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها حد من الوادي