[حد من الوادي]

سنحان وخولان هل يتعقلان

اسماعيل المحاقري الأحد 2012/07/08 الساعة 10:56:01

الأيام تمضي والأزمة اليمنية تدخل منعطفات خطيرة، فالصراع السياسي ينعكس سلبا على الوضع الاجتماعي القائم في اليمن، وقد جدت أمور بسبب ذلك الصراع وقلبت وغيرت كل القواعد، ونسفت كل الأعراف القبلية المتبعة من قبل أفراد الشعب اليمني خاصة في مناطق شمال اليمن بحكم الطابع القبلي الذي يسود تلك المناطق، فالولاء للقبيلة، ومن يتزعمها لم يعد ذا قبول فقد غلب عليه الطابع المذهبي، وأصبح كثيرا من زعماء القبائل اليمنية يأتمرون بأمر كبرائهم في الأحزاب المختلفة سواء أكانوا قبليين أو قادة عسكريين أو من العلماء المحسوبين على الدين، ويظهر ذلك جليا مع تعامل القبائل مع متغيرات الساحة اليمنية.

ففي خضم الأحداث وتوتر الأوضاع، وتزاحم الأفكار، وتغير موازين القوى، واختلاف الناس بين هذا وذاك وسعي أطراف الصراع لفرض آرائهم وبسط نفوذهم وتوظيف ما يجري على الساحة لصالحهم كل ذلك أوجد الشقاق، والنفاق والاختلاف والانقسام والاقتتال، لتعود من جديد أيام الجاهلية لتنصب الكمائن والقطاعات كان منها ما تعرض لها بعض القادمين من سنحان إلى صعدة الإباء في زيارة روحانية كان القصد منها إحياء لذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وعلى آله الطيبين الطاهرين..

وقعت الحادثة في منطقة بني صريم من محافظة عمران تلك المنطقة التي تعلن ولائها لأولاد الشيخ الأحمر وحزب الاخوان المسلمين، كانت تلك الحادثة من جملة تقطعات علنية أشرف عليها أولاد الشيخ الأحمر على القادمين إلى صعدة، لأسباب عرقية وطائفية لها علاقة بتنامي وتزايد أنصار الله، وفي الحادثة تم نهب بعض السيارات الخاصة بآهالي سنحان ورغم أن القضية لها عدة شهور إلا أنها لم تحل بعد رغم أنه لا يوجد أي مسوغ لبقاء السيارات المنهوبة لدى بني صريم...

القضية الأخرى من قضايا القطاعات كانت تخص آهالي سنحان أيضا حيث أقدم أحد مشائخ ريمة باختطاف أحد أبناء سنحان والمنتمي لقوات الحرس الجمهوري إلى ريمة مكرها وتحت الضغط واشهار السلاح في قضية أحرى للدولة أن تتحمل مسؤوليتها وتفرض هيبتها وتؤمن طريقها وطريق الشعب...


القضية كان لعلي محسن حضورا فعليا فيها فهو من وجه بتلك الحادثة لتصفية حسابات بينه وبين قيادة الحرس الجمهوري، وفي الأخير عولجت القضية وأفرج عن المختطف...

القضية الثالثة كانت بين سنحان وآنس (بني سلامة) حيث وقعت تقطعات طالت بعض آهالي سنحان الذين اختطفوا سياراتهم لتتوسع الحادثة، وتكثر القطاعات من الجانبين وتعم كثير من الناس إلى أن وصل الطرفان إلى تسوية وحل أنهى تلك القطاعات التي لا تمت إلى الدين بأي صلة وحدها في الشرع حد الحرابة..

القضية الأحدث والأهم هي قضية اختطاف بعض جنود الفرقة المنقطعين منذ أعوام للعميد مراد العوبلي قائد اللواء 62حرس جمهوري من أبناء بيت الجاكي مديرية سنحان...

الاختطاف وإن ظهر للعامة أن المراد منه معالجة وتسوية وصرف مرتبات لبعض العسكريين المنقطعين منذ التسعينات، إلا أنه يحمل في طياته الكثير،ويغلب على هذه القضية الطابع السياسي فالخاطفين هم من منتسبي قوات الفرقة الأولى مدرع بمساعدة بعض مليشيات الإصلاح القبلية، على رأسهم الشيخ ابراهيم أبو صلاح رئيس حزب الاصلاح في خولان، والعوبلي مطلوبا أمنيا لدى هذا الحزب، وبتأكيد من حميد الأحمر الذي قال أن العوبلي قاتل ويستحق القتل، وما أكثره هذه الأيام حيث يطال بعض القادة العسكريين ممن وقفوا إلى جانب النظام في الشهور الماضية، والعوبلي هو احد أبرز أولئك الذين وقفوا مع نظام علي صالح، وهو المنسوب إلية مجزرة تعز، وقائدا للواء 62حرس جمهوري في منطقة ارحب ذلك اللواء الذي يتباكى منه الاخوان في كل مجلس وفي كل حديث...

فلماذا سنحان وخولان حتى يسعى بعض القادة والمشائخ والساسة لتصفية حساباتهم على أرضهما ولمصلحة من...

جغرافيا فمديرتي سنحان وخولان لهما مراكز حيوية مطلة على العاصمة صنعاء وتعتبران طريقا أساسيا لها وتعتبراندرعا واقيا للعاصمة، وتمثلان نقطة فارقة في تحديد مستقبل اليمن...

وإن لم تكن الحادثة استضعاف واستكبار فما هي إلا سياسة فرق تسد هي ما يسعى له بعض القادة والمشائخ، ليتسنى لهم إعادة ترتيب أوراقهم، ونشر أفكارهم، وقد يكون المقصود من كل ذلك هو عملية لإيقاف توسع طرف ثالث يخالفهم الفكر والمنهج، والعمل على تضييق الخناق عليه والحيلولة دون توسعه وامتداده....

أخيرا يجب علينا أن نحذر من الفتنة قبل أن تقع ولتكن لغة العقل والحكمة حاضرة وكما قال صلى الله عليه وآله وسلم الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها، وعلى آهالي سنحان أن يتعاملوا مع هذه الحادثة بالحكمة، وليطالبوا الدولة بتحمل مسؤولياتها فالعوبلي بحسب أسباب اختطافه ليس له ناقة ولا جمل في ذلك، كما أنه لا يجوز شرعا اختطاف أناس أبرياء ليس لهم أي صله بالحادثة لقوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى"...

ونطالب العقلاء من خولان أن يضغطوا على أصحابهم وأن يكون لهم القول الفصل في فك أسر العوبلي، وردع الخاطفين عن مثل هذه الأفعال التي تسيء إلى كل أهالي خولان فالمسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يحقره ولا يظلمه...

فالقطاعات مشكلة تؤرق الشارع اليمني وتحدٍ علينا مواجهته كي لا نعطي الطامحين للسلطة، والمتاجرين بدماء الأبرياء أي فرصة في شق الصف ونشر الأحقاد والضغائن بين أفراد المجتمع اليمني، ولنضع نصب أعيننا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إياكم والجلوس في الطرقات) فقالوا: يا رسول الله،مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها،فقال: ( فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ) قالوا : وماحق الطريق يا رسول الله؟قال: ( غض البصر،وكف الأذى،ورد السلام،والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ).. "صدق رسول الله"