[حد من الوادي]

الحرب هو المنتج الوحيد للنخب التقليدية في اليمن

7/9/2012 حسين حسن السقاف

دأبت النخب التقليدية الحاكمة في اليمن على التخصص في صناعة الحروب كمنتج وحيد يمكنها صناعته واستثماره داخل البلد فتجدها تعمد دائماً إلى تغليف منتجها بصبغة دينية لذلك فان رجال الدين لا تقل أهميتهم عن جنرالات الحرب فهم يحوزون نصيبا وافرا من غنائمها فتحقق لهم منها ثراء فاحشاً ، كل ذلك مقابل توظيفهم للفتوى والتحريض للحروب كما أنهم يطوِّعون الدين ويعسفونه عسفاً بحسب مقتضيات هذه الحروب، حتى أنهم يُحرِّمون ماسلف لهم تحليله والعكس .

ويجعلون لهم أنداداً خارج الحدود يغنمون منهم مبالغ خيالية من العملات الصعبة وقد تجلى ذلك بوضوح في الحروب الست التي أعلنت على أهل صعده دون أدنى سبب ودون طائلٍ إلا الخراب والدمار وكذا الحرب التي شنت على الجنوب في عام 1994 بعد ان أصدر رجال الدين فتواهم بتكفير الجنوبيين بالجملة تلك الحرب دمرت دولة الجنوب المدنية لتبقيه تابعا و مسرحا لحروب النخب اليمنية التقليدية.

اليوم وبعد ان هدأت حروب صعده ؛ وبهدف تشتيت الأنظار عن الحرب الممسرحة بين هذه النخب التي كان هدفها الانقلاب على ثورة التغيير لتحافظ هذه النخب على وجودها نجدها اليوم تشن حربها على أبين باسم أنصار الشريعة وبمساندة الجيش تحت قيادة المنطقة الجنوبية التي كان يقودها اللواء مقولة وبمساندة اللواء علي محسن - رغم ان الطرفين يشهران اختلافهما- غير انه عند ما عينَ مؤخراً اللواء سالم قطن بدلا عنه ، قد تغيرت معادلة الحرب بشكل دراماتيكي سريع فبدلا من أن تكون الغلبة لأنصار الشريعة الذين جعلوا مدن أبين خراباً؛ أصبحت الغلبة للجان الشعبية والقوات التابعة للواء شهيد الواجب "سالم قطن" و الذي أبدا أخلاصا وتفانيا في قتال أنصار الشريعة مكنه ذلك من تحرير محافظتي أبين وشبوة وهو بذلك قد كشف أمر التحالف التقليدي بين القاعدة والنخب العسكرية والدينية والقبلية في صنعاء غير أن حياته كانت الثمن لذلك الاكتشاف.

المشروع القادم لهذ النخب هو صناعة حرب أهلية في الجنوب ولا شك بأن قاعدتهم وأنصار شريعتهم سيكونون في طليعة هذه الحرب التي لاحت بوادرها فنجد هذه النخب اليوم توعز إلى عناصرهم المدنية المتواجدة في الجنوب بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين من شباب الجنوب ليقوم الشباب - المحتقن غيرةً على وطنهم بالانتقام من المدنيين الشماليين وهو الأمر الذي أزهقت من أجله يوم أمس روح الشهيد "عاطف بن عبيد الله" وإصابة ثلاثة أشخاص وامرأة كما إن قيام جنود الجنرال الظراب الذي يهيمن على كل القطاعات النفطية في حضرموت - بإصابة أثنى عشر من المحتجين سلميا في منطقة ساه المحروم أبناؤها من التوظيف في الشراكات النفطية العاملة على أراضيهم ، وكذا محاصرة منطقة "غيل بن يمين" التي ُمنع عنها الماء والكهربا كعقاب جماعي لأكثر من شهرين كل ذلك يصب في إطار تجهيز المنتج القادم للنخب التقليدية الحاكمة في صنعاء.