عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2012, 01:39 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي حضرموت" وللحضرمي عينان ولسان وشفتان .. رداً على ولد قحطان وبن سلمان


وللحضرمي عينان ولسان وشفتان .. رداً على ولد قحطان وبن سلمان

10/20/2012 المكلا اليوم /كتب: سالم عمر مسهور

مقدمة

لست مهتماً بالسلطة من أجل السلطة، وإنما مهتم بالسلطة التي تكون أخلاقية وصالحة وتتبع الحق. – مارتن لوثر كنغ ـــ لقد دفعت الشعوب العربية من تاريخها ثمناً باهظاً جداً لا يمكن أن يتم حصره بشيء من التعاطي اليسير ، فما عرفته هذه الشعوب العربية من انتهاك صارخ لها منذ فترة الاستعمار الأجنبي وحتى صعود العسكر على كراسي الحكم كان استنزافاً وهدراً لكرامة وطاقات الشعوب العربية ، ومنها شعبنا الحضرمي الذي مازال بين مخالب الذئاب ...

فيليكس .. ليس حضرمياً بالفعل

عندما يكتب التاريخ مجموعة من الخونة ، وعندما يصوغ الأحداث مجموعة من اللصوص ، وعندما يصنع الجريمة الكبرى مجموعة من الخارجين عن القانون ، فنحن أمام مشهد لن يكون غير سوداوياً ، ولن يحمل غير صفة الدراما السوداء ، فالفجيعة التي أصابتنا في حضرموت لم تصبنا لأننا كنا خارج نطاق حياة السياسة ومعتركاتها ، ولم نصاب بهذا الوجع لأننا شعب مسكون بالرهبة والخوف ، بل أصبنا بهذه الفجيعة الكبرى لأننا لم نحصل على الأمصال اللازمة التي تحصن الجسد الحضرمي من هذه الأوبئة المدمرة التي كانت القومية رأسها العفن ...

أن استيراد التاريخ بعد نصف قرن والنظر إليه بعين المكلوم أو عين البائس ليس هو الاستيراد الذي يفي بالقدر الصحيح لقراءته واستنتاج مخرجاته مهما كانت هذه الاستنتاجات والمخرجات ذات جوانب سلبية أو ايجابية وأن كان الايجاب فيها لونه شاحب لأنه أن حدث فإنما هو كمن فر من الموت الداني على الروح الحضرمية ، لذلك فأن استيراد الأحداث والتواريخ المفجوعة كلها تحتاج إلى قدرة في ضبط الذات ضبطاً يحتمل القدر الأكبر من الشجاعة التي يعرف الحضرمي دونما غيره كيف ينسجم معها وكيف ينسجها في خلايا ذاته ...

وحتى ما قبل ما يسمى ثورة أدت في نتاجها الكبير إلى توسع اليمن ناحية الشرق ، وإلى تمتع اليمن بكامل جنوب شبه الجزيرة العربية ، وحتى ابتلاع حضرموت حضارةً وتاريخاً ثم ثروةً ومساحةً ، هذا الناتج لم يسمى ثورة اكتوبر 1963م يحتاج إلى قراءة ذات مسئولية لمواجهة التاريخ الحاضر مواجهة مفتوحة تحمل العنف وتستطيع الجام العنف المضاد ، فإذا كنا الساعة على مسافة قصيرة جداً من النمساوي فيليكس وهو يصيب نيوتن في نظرياته الخالدة ، فنحن كذلك تماماً ...

قحطان .. هذه للتاريخ وديعة

تابعت ما كتبه نجيب قحطان الشعبي فيما أراد به أن يكون رأياً يسقط ما أستطيع ـ أنا ـ أن أطلق عليه بوثيقة تاريخية تحتاج الرد عليها إلى أصحاب عقل راجح ليصدوا ما فيها ، فأن كان ولد قحطان لم يستطع استنتاج لماذا جئنا بخطاب المناضل شيخان الحبشي يرحمه الله دون غيره فعليه أن يجد وسيلة اتصال مناسبة ليتواصل مع الأستاذ / عبدالرحمن الجفري ليفند له لماذا خطاب شيخان كان مفصلياً في ذاك اليوم المشهود ، والجفري ذاته يملك اليوم كل المسببات وأجزم أنه قادر على سردها بما يصب لمصلحة اللاهثين لمعرفة حقيقة التاريخ السياسي ...

ولست هنا بحاجة إلى الخوض في جدليات تطرق لها نجيب قحطان الشعبي لأنه لم يكن موضوعياً في التعاطي مع الأدلة والبراهين ، ولا أعرف لماذا طرأ أمامي أسم خالد جمال عبدالناصر الذي حفظ لوالده القدر الممكن من ناحية وفاء الولد لوالده ، بينما أن ولد رئيس اليمن الجنوبية الأول يدفعنا لنستعيد ذاكرتنا التي ارشدتنا إلى الشهيد عبدالله الجابري وكتابه ( الجنوب العربي في وقت الشدة ) الصفحات 122ـ 124 أكرر أن نجيب هو منّ دفعنا إلى هذا الفعل ، وهذا سيقودنا طبعاً لنلقي أمام القراء ما يلي من أسطر ستنغص وتكدر كثيراً من حياة أبناء الكاتبين للتاريخ زوراً وبهتاناً ...

( أن الدماء التي أريقت في الجنوب العربي .. والتخريب الفضيع .. الذي نال من حياته الاجتماعية والاقتصادية .. لم يحدث بإمكانيات قحطان الشعبي .. أو عبدالله الأصنج .. فلان أو فلتان من الأشباه والنظائر .. إنهم رجال منا نعرفهم .. وقد عرفناهم وعجناهم وبلوناهم في إخلاقهم .. ووطنيتهم .. وعرفنا عنهم ضعف ما يعرفون عن أنفسهم ..

وكما أن السرور هو السرور دائماً .. فقحطان اليوم هو نفس قحطان الذي دل المخابرات البريطانية ـ وكان عضواً في الرابطة ـ عام 1958م على أن هنالك شحنة أسلحة قادمة من السعودية للمناضلين ضد الاستعمار في يافع والعوالق بقيادة محمد بن عيدروس ومحمد بن أبوبكر بن فريد.. وهو نفس قحطان الذي حرف أوامر المناضل علي عبدالكريم للجيش اللحجي .. بأن ينسحب إلى الصبيحة ( منطقة حصينة في لحج يسهل فيها الاختباء عن الطائرات .. والدفاع برجال أقل ضد الهجوم البري ) وبدلاً من ذلك أبلغ قحطان الجيش بأن أوامر علي عبدالكريم هي أن ينسحب إلى اليمن (!!) حيث جرد هنالك من أسلحته .. ومنع من تنظيم الغارات المسلحة على بريطانيا التي غزت لحج بالدبابات وبكتيبة مشاة بريطانية ..

وقحطان نصير المزارعين اليوم هو نفس قحطان الذي سرق أموال لجنة الإنعاش الزراعي في لحج .. عندما كان ضابطاً زراعياً هناك وهرب بها إلى مصر مدعياً أن بريطانيا تطارده .. في حين استمر يتسلم مرتبه الثابت من المخابرات البريطانية حتى عام 1961م حتى اكتشفت قيادة الرابطة خيانته .. وفصلته من الحزب نهائياً .. وفقد أهميته لدى بريطانيا كعميل مندس في الحركة الوطنية واحتظنته المخابرات المصرية بعد أن تخلت عنه بريطانيا لأنه لم يعد مهماً ..

فهل يجوز بعد هذا كله .. أن أجعل قحطان محور تفكيري .. باعتباره قائدة التنظيم الذي اكتسب الشرعية بالقتال كما يقول ؟
كل ما استطاع أن يفعله لنا هذا الرجل هو أداة لافتراس كل نبيل وطيب في بلادنا .. ولم يكن قحطان فاعلاً .. ولكنه أداة الفعل )

شاهد ما شفش حاجه

على ذات المنوال كان علينا أن ( نصرط ) باللفظ الحضرمي ما جاء تحت عنون ( شاهد عيان ... خلط الوهم بالحقيقة حول سقوط السلطنتين ) للكاتب حسين صالح بن سلمان ، فالرجل الذي من حيث لا يعلم وضع لنا وللتاريخ القادم شهادة تثبت بالقواطع الأكيدة أسماء المجرمين والقتلة في العام 1967م ، وتؤكد أنه لم تكن ثورة شعبية أو مسلحة حتى بل كانت فصلاً تآمرياً ذميماً في التاريخ الحضرمي ، تلكم الشهادة التي حملت في طياتها قدراً صحيحاً من سرد الأحداث والوقائع التي يمكن تأكيد ـ أغلبها ـ هي الفصل الأول الذي يجب أن نرسله لأهل القانون الدولي في مقصدنا الحضرمي للقصاص والاقتصاص من المجرمين والقتلة ...

لقد حملت الشهادة في ثناياها جملة تقول ( و بصرف النظر عن الطريقة والأسلوب الذي أتبعته الجبهة القومية لإسقاط السلطنات وتولي الحكم بعد ذلك وماشابهه من سلبيات في مراحل مختلفة لسنا بصدد خوض غمارها ) ، وهذه الجملة الأكثر إجراماً من كل الجرائم التي عصفت بحضرموت وجرت القتل والسفك والسحل والنهب والتأميم ثم أوقعتنا جميعاً في احتلال يمني مازلنا نصارع الواقع لنخرج منه وأن تحملنا كافة تبعاته من دمائنا وأجسادنا ، فالشهادة لشاهد العيان هذا هي التي صاغت المأساة التي عرفها الوطن الحضرمي ، نعم هي الجريمة التي تملك في ملفها الدوافع والأدوات التي فعلت الجريمة بالوطن ...

أن المستقبل الذي يرسمه لنا الوطن يحتاج إلى قدر عالٍ من الهمة لمواجهة المدفوعين دفعاً ناحية تأكيد أن جريمتهم كانت نصراً ، وهزيمتنا كانت فتحاً ، وأن دمائنا وأشلاء ابائنا كانت قرابين توضع على عتبة الاشتراكية العلمية ، أن منّ صور لنا أن موسكو وبكين هي أقرب إلينا من مكة والرياض يحتاجون اليوم لملف قضائي يرسلهم إلى محكمة العدل الدولية اقتصاصاً بدلاً من أن يواصلوا كتاباتهم في تاريخهم المأزوم أو شهاداتهم لوقائع جرائهم الكبرى ...

إذن .. استيراد التاريخ ليس قدراً على المكلومين والمفجوعين منه ، بل أن استيراد التاريخ وأن كان دامياً هو القدر الكبير الذي نحتاجه لتقوية قلوبنا وإعطاء أجسادنا تلك الأمصال التي من خلالها يستطيع الجسد الحضرمي أن يستقوي أمام المجرمين والفاسدين ، تماماً .... لقد أهمل رجالنا الأوائل في الحصول على الأمصال تلك واعتقدوا أنهم قادرين على مواجهة ( السفلة والرعاع ) غير أنهم هزموا برغم انتمائهم العظيم إلى الشرف والشجاعة .. فاللهم انصرنا ومكّن لنا وطناً يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية والإلحاد والفسوق .. اللهم آمين ..
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس