[COLOR=#66000
0]السلام عليكم
حكى أنه حدثت مجاعة بقرية؛ فطلب الوالي من أهل القرية طلباً غريباً في محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع.. وأخبرهم بأنه سيضع قِدراً كبيراً في وسط القرية، وأن على كل رجل وامرأة أن يضع في القِدر كوباً من اللبن، بشرط أن يضع كل واحد الكوب وحده من غير أن يشاهده أحد. هرع الناس لتلبية طلب الوالي، كل منهم تخفى بالليل وسكب ما في الكوب الذي يخصه. وفي الصباح فتح الوالي القدر، وماذا شاهد؟ شاهد القدر وقد امتلأ بالماء! أين اللبن؟ ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلاً من اللبن؟ كل واحد من الرعية قال في نفسه: «إن وضعي لكوب واحد من الماء لن يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية»، وكل منهم اعتمد على غيره، والنتيجة التي حدثت؛ أن الجوع عم هذه القرية، ومات الكثيرون منهم، ولم يجدوا ما يعينهم وقت الأزمات. هل تصدق أنك تملأ الأكواب بالماء في أشد الأوقات التي نحتاج منك أن تملأها باللبن؟ عندما لا تتقن عملك بحجة أنه لن يظهر وسط الأعمال الكثيرة التي سيقوم بها غيرك من الناس، فأنت تملأ الأكواب بالماء. وعندما لا تخلص نيتك في عمل تعمله ظناً منك أن كل الآخرين قد أخلصوا نيتهم وأن ذلك لن يؤثر. وعندما تحرم فقراء المسلمين من مالك ظنًا منك أن غيرك سيتكفل بهم. وعندما تتقاعس عن الدعاء للمسلمين بالنصرة والرحمة والمغفرة. وعندما تترك ذكر الله والاستغفار وقيام الليل. وعندما تضيع وقتك ولا تستفيد منه بالدراسة والتعلم والدعوة إلى الله تعالى.
مجله امجتم[/COLOR]ع