12-17-2012, 09:31 AM
|
#35
|
شخصيات هامه
|
بين الوادي والساحل كانت فترة الغياب ، هل تعرف الوادي؟ ليته يعرفك ... مثلك ثراء تعتز به الأوطان . البلاد تتوق إلى أبنائها ، كأم ترتجي ابنها ولو كان عاقّا ...
أخذتني معاك:
ومنه إلى خذني معاك:
تسأل وتطارد شارد مطرود من نعم الله المصادرة في الأرض بمعية مطرودين نفر قليل منهم يترقبون الأخضر بسيقان الحمام من مكان بأغلى الأثمان يذهب بخصوصيتهم مهددا مستقبلهم .
سألت عنك العافية .
ما يثلج الصدر أن تشاهد في الصباح براعم وفتية بزيّ موحد متجهين نحو المدارس ، وهم تجدهم في المساجد خمس مرات إلى جانب آبائهم وأمهاتهم يحضرن مجالس الوعظ الديني ، لولا تفرق من خلفه شياطين حول مسائل فرعية ... ولله في خلقه شئون .
لا حظت في مجالس الولائم كثرة الشباب الطامحين إلى مواصلة الدراسة الجامعية لولا تأثير بطالة من سبقهم من الخريجين ، بعضهم يعمل في البناء وقلة منهم بائعي خضروات وسائقي سيارات أجرة متهالكة ، ويسمعون عن خريجين يبيعون السمبوسة في المدن والعصيدة الحضرمية ، إلا أنهم في اتجاه مواصلة الدراسة جادّون وإنّا لغمومهم محزونون .
أيّ رصيف كنت تبحث عنّي؟
إن كنت في الساحل فالعبد لله في الخور صباحا يسير ويسير أو يسير في الشارع ـ حيّ العمال ـ ويأخذ له مقعد في مطعم مرتفع تحته مقهى يداوم مرتادوه على لعبة الدومينو فكنت أسمع صوت حجر الدومينو وهي تقع على الطاولة من يد عاطلة من كل شيء إلا من اللعب وتناول علبة السجائر . أمامه ساحة تقف عليها الحافلات الصغيرة ، لا يقل عددها عن اربعين في انتظار ركاب .
سأل العبد لله ذات يوم عامل المطعم؟
من هؤلاء على أسطح المباني التي أرى؟ ، أجاب:
ــ شماليين
سألته:
هل منهم أحد هنا في القهوة؟ أجاب بالنفي واستطرد:
الذين يلعبون متقاعدين..............
أنا هنا
مرة واحدة ذهبت إلى سوق السمك ... يا لذاك السمك الشهي قبل أن تمسه النار ، أتناول فطوري في ذاك المطعم وجبة سمك ،غير أن حول السوق كلاب كثر رابضة وسائرة بين السيارات وبالقرب من بائعي الكراش.
كتبت أني علّمتك ... لا أريد أن أظلمك حقك ، ذلك أني تعلمت منك ومن الأجواد مثلك .
أعود إلى البلاد الشقية ، إلى واحة الأدب والثقافة ، ويكفي أن تعلم أنّ الأدباء والكتاب يريدون شيئا والسياسة تريد شيئا آخر وبين الرغبتان القلم المجهد من الغثاء يقاوم من خلف جدار ، لكنهم يكبتون ويصنفون ، مقاومين الطوفان ، يصنفون مفردات وعناوين تفاصيل الحياة: هذا حلال بيّن وهذا حرام ، وهذا نافع وهذا ضار ، وهذه استراتيجية وهذا تكتيك . تقرأ ذلك في النص النثري والنص الشرعي وفي القصة والرواية ومن خلال المحاضرات في الملتقيات الأدبية المنتظمة . نعم يحتاجون إلى دعم مادة وهذه بيد من صادر نعم الله المادية في الأرض .
أكرر الشكر أخي: خذني معاك وأنا معاك .
بارك الله بك وفيك ودمت بخير
|
|
|
|
|