عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2013, 05:39 PM   #3
الصمصومة
مشرفة سقيفة الحوار الإسلامي
 
الصورة الرمزية الصمصومة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
النية محلها القلب لا ينطق بها إطلاقاً ،
لأن تتعبد لمن { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ****** ،

لست تعمل لإنسان حتى تقول : عملت هذا لك ،

تعمل لله عز وجل ،

ولهذا لم ينطق النبي صلى الله عليه وسلم بالنية أبداً ،

والنطق بها بدعة ينهى عنه ، لا سراً ولا جهراً ،

خلافاً لمن قال من أهل العلم : إنه ينطق بها جهراً ،

وبعضهم قال : ينطق بها سراًّ ،

وعللوا ذلك بأن يطابق اللسان القلب ،

نقول : يا سبحان الله ، أين رسول الله عن هذا ؟

لو كان هذا من شرع الرسول لفعله هو وبينه للناس ،

ويذكر أن عامياً من أهل نجد كان في المسجد الحرام وإلى جانبه رجل لا يعرف إلا الجهر بالنية ، الرجل النجدي هذا عامي ما يعرف شيء لما أقيمت صلاة الظهر قال الرجل الذي كان ينطق بالنية قال : اللهم إني نويت أن أصلي الظهر أربع ركعات لله خلف إمام المسجد الحرام ، فعندما أراد أن يكبر قال العامي : اصبر يا رجل باقي عليك ، قال : وماذا تبقى ؟ قال : قال باقي عليك التاريخ ما اليوم وما الشهر وما السنة ، ما حاجة تعلم ،
إذا قال قائل : قول الملبي : لبيك اللهم عمرةً ولبيك اللهم حجاًّ ولبيك الله عمرةً وحجاًّ ، أليس هذا نطقاً بالنية ؟

فالجواب : لا ، هذا إظهاراً للشعيرة ،

ولهذا قال بعض العلماء : إن التلبية في النسك كتكبيرة الإحرام في الصلاة ،

يعني إذا لم تلبِّ ما انعقد إحرامك كما أن تكبيرة الإحرام لو لم تكبر ما انعقدت صلاتك ،

إذن قول الملبي : لبيك عمرةً أو حجاًّ أو عمرةً وحجاًّ ، ليس إلا لإظهار هذه الشعيرة فقط ،

ولهذا ليس من السنة أن نقول ما قاله الفقهاء رحمهم الله : اللهم إني أريد نسك العمرة فيسرها لي وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبسني ،

لا تقل هكذا ،

لأن هذا ذكر يحتاج إلى دليل ولا دليل ،

إذن النية لغةً : القصد ،
واصطلاحاً : نية العمل ،

ومحلها القلب ، والنطق بها بدعة ،

إذن أُنْكِرُ على من نطق بها أم لا ؟

أنكر عليه ، ولكن بهدوء ،

أقول : يا أخي هذه ما قالها الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه فدعها ،

فإذا قال : قالها فلان في كتابه الفلاني ،

قل : القول ما قاله الله ورسوله ،

( وإنما لكل امرئٍ ما نوى ) هذه الأخيرة وهي نية المعمول له ،

هي التي يتفاوت فيها الناس تفاوتاً عظيماً ،

نعم ، يتفاوت فيها الناس تفاوتاً عظيماً ،

تجد رجلان يصليان بينهما كما بين المشرق والمغرب في الثواب لأن أحدهما مخلص والثاني غير مخلص ، هذه يتفاوت فيها الناس تفاوتاً عظيماً ،

تجد شخصين يطلبان العلم التوحيد أو الفقه أو التفسير أو الحديث ، أحدهما بعيد عن الجنة والثاني قريب منها وهما يقرءان في كتاب واحد وعلى مدرس واحد ،

فالناس في الجملة الأخير ة يتفاوتون تفاوتاً عظيماً أبعد مما بين المشرق والمغرب أو مما بين السماء والأرض ،

( وإنما لكل امرئٍ ما نوى ) هذا رجل طلب الفقه ، لماذا يا أخي طلبت الفقه ؟

قال : لكي أكون قاضياً ، والقاضي له راتب رفيع ومرتبة رفيعة ،

والثاني قيل له : لم طلبت الفقه ؟

قال : لأكون عالماً معلماً لأمة محمد ، بينهما فرق عظيم ،

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من طلب علماً مما يُبتغى به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضاً من الدنيا لم يَرَحْ رائحة الجنة ) أعوذ بالله ،
أخلص النية ،


صار الناس يختلفون في هذه الجملة : ( وإنما لكل امرئٍ ما نوى ) اختلافاً عظيماً ويتباعدون تباعداً عظيماً
العلامة ابن عثيمين رحمه الله
شرح الأربعين نوويه
  رد مع اقتباس