حال نشيط

|
جزك الله خير يا أختنا (( الصمصومة )) ! . . وإسمحي لي بهدوء أن أستهل نقاشي معك هنا حول مسألة النيّة بهذه الأسئلة :
1 ) هل لاتوجد صيغة للنيّة بحيث يتم تعيين الفعل سواء كان ( عبادة , فعل خير , علم يُطلب ) يمكن بها أن يتعيّن ما هو نوع هذا المنوي فعله ؟!
2 ) هل ائمة المذهب ( الشافعي , إبن قدامة الحنبلي وإبن رجب وإبن مفلح ) الذين قالوا بالتلفظ بالنيّه , ومعهم أيضا ً الإمام النووي وإبن حجر الهيتمي والهيثمي ومعهم جمع من الفقهاء المجتهدين هؤلاء كلّهم مبتدعة لم يعلموا هذه المسألة وعلمها أنتم ومن نقلتم لهم من أئمة نجد والحجاز ؟!!
3 ) أين الحديث الصريح الذي يقول أن التلفظ بالنيّة لايجوز , وبدعة ؟!
تلك أعلاه جعلتها مجرّد توطئة لمناقشتنا هنا :
فقولك هنا : النيّة محلّها القلب ,, فهذه لم نختلف عليها وقد ذكرناها في موضوعنا هنا , ونقلنا أقوال الفقهاء بها ,, غير أن قولك هنا : . . لا يُنطق بها إطلاقا ً . .!! . . فمن أين جزمتي هكذا ؟! .. وأين الحديث الذي يقول بعدم النطق والأصح هو ( التلفظ ) بالنيّة ؟! . . لم تذكري أختي هنا سوى أقوال فقهاء من نجد إختلفوا مع فقهاء وأئمة مذهب يكفي منهم رجاحة عليهم ( الإمام النووي ) فما بالك بالإمام ( الشافعي ) !!!
ثم أن التلفظ يعني أن للنيّة ( صيغة ) معينة ,ونعيّن بها نوع الفعل المنوي عمله , وهذه الصيغة ليس بالضرورة بل قد لا يجب أن تكون ( جهراً ) , وإنما تكون ( سرّا ً ) هنا في نيّة الصلاة , وجهرا ً أحياناً كما جهر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحج ,, ولو لم يجهر لما علم المسلمون ما هي صيغة نيّة الحج التي بالطبع ليست كنيّة الصلاة ـــ وقولكم أنتم بعدم التلفظ حتى ولو سرّا يجعل النوايا كلها سوى دون تمييز بين العبادات وغير العبادات من الأفعال الصالحة الأخرى ـــ كما أنهم بتلفظه بالنيّة صلى الله عليه وسلم كما علمه جبريل عليه السلام في نفس اللحظة , عرف المسلمون كيف نيّة الحج , وكيف العمرة , وكيف الأقران بين الحج والعمرة وهكذا .
وعلم المسلمون الفرق بين النيّة وإظهار الشعيرة ( الحج ) بالتلبية , وأبدا ً ليست التلبية هي النيّة كما أنتي هنا ذكرتي وإنما هي تتبع النيّة وليست هي النيّة ’’ وأنظري كيف أورد الفقهاء نيّة الحج كما قالها النبي صلى الله عليه وسلم :
فمن (( المنهاج القويم )) قال الحافظ إبن حجر الهيتمي :
الإحرام نيّة الحج والعمرة أو هما , وينعقد الإحرام مطلقا ً , ثم يصرفه لما شاء . ويُستحب ُّ التلفظ بالنيّة ,فيقول : . نويت ُ الحجَّ أو العمرة ,وأحرمت ُ به لله تعالى . وإن حجَّ أو إعتمر عن غيره . . قال : . نويت ُ الحجَّ أو العمرة عن فلان ,وأحرمت به لله تعالى , ويُستحب التلبية مع النيّة ,والإكثار منها ورفع الصوت بها للرجل . . أ . هـ
ومن التلفظ بالنية التي جهر بها النبي صلى الله عليه وسلم في الحج , قاس الإمام الشافعي التلفظ بالنية في الصلاة ليساعد بها استحضار القلب ( وما أكثر القلوب المنشغلة في وقتنا الراهن ) وأعتبرها سُنّة , فكيف نجد اليوم من يتجرأ ليقول على الإمام الشافعي أنه ( مبتدع ) !! نسأل الله العافية !
ومن (( منهاج الطالبين )) شرح مغني المحتاج للشيخ الشربيني أنظر هنا حول النيّة :
أركانها ـــ أي الصلاة ـــ . ثلاثة عشر : الأول : . النيّة : . فإن صلى فرضا ً وجب فعله وتعيينه , والأصح وجوب نيّة الفرضية دون الإضافة الى الله تعالى , وأنه يصح الأداءُ بنيّة القضاء وعكسه . والنفل ذو الوقت أو السبب كالفرض فيما سبق , وفي نية النفلية وجهان : قلت ُ : الأصح لا تشترط نيّة النفلية , والله أعلم . ويكفي في النفل المطلق نيّة فعل الصلاة . والنيّة بالقلب , , ويُندب النطق قبيل التكبير . أ . هـ
وجعلت هذه ( ويندب النطق قبيل التكبير ) بالأحمر لأهمية أن يرى الإخوان أن الإمام النووي هنا يرى بندب النطق بالنيّة يعني أن التلفظ بالنيّة سُنّة , وليس بدعة ! فهل نقول على إمام مذهب أنه مبتدع ؟!!!
وفي نفس المصدر قال الإمام النووي في نيّة صوم رمضان :
وكماله في رمضان أن ينوي صوم غدٍ عن أداء فرض رمضان هذه السنة لله تعالى . . أ . هـ . فأنظر أخي المسلم بارك الله فيك كيف هو الحرص على عبادات المسلمين , وإيقاعها في محلها وعدم إهدار النوايا للأعمال الصالحة .
أما ما ذكرتي هنا من إستهزاء أحد المصلين في الحرم بمصلي عامي قال بالنيّة , ورد عليه هذا المستهزىء أنه يجب أن يذكر ( إسم الإمام , والمسجد , وتاريخ اليوم . . .) , فهذه العبارات والغلظة والجلافة قد سمعتها من بعض القنوات التابعة لأمثال هؤلاء الغير قائلين بالنيّة ,, ولا أراها إلا إستهزاء ورمي لأئمة مجتهدين بأنهم مبتدعة , مع أن هؤلاء المستهزئين ( هم وشيوخهم ) لن يبلغوا رُبُع عشر علم وإجتهاد هؤلاء الأئمة الأعلام القائلين بالتلفظ بالنيّة . . ثم أن لا أحد من الأئمة هؤلاءهنا قال بأن يحدد المأموم أو المصلي إسم الإمام أو التاريخ , كما يورد دائما ً إستهزاءً! أويجهر المأموم أو االمصلي بنيته أو يقولها في ( ميكرفون ) , وإنما يتلفظ بها سرّا ً ويُسمع بها نفسه تماماً كما يُسمع نفسه بقراءة الفاتحة . ولكن بأتي بصيغة النيّة التي فقط بها سوف يمكنه من تعيين فرضه أونفله أو عمله الذي ينوي فعله .
|