[حنطبه]

رقم 162.


جمال العطاس واللقاء الجميل .

التقيت بنفسي فما أجمل الروح عندما تلتقي بمن تحب في مكان يحتويك قبل أن تشير وتهمس بكلمة, رغم إن المعرفة قديمة واللقاء لم يتم ,والتعارف تم كما يقال بفراسة العرب من الجانبين ( أنت جمال ..نعم وأنت سالم ..نعم وتم العناق بعدما سلمت على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم بدقائق لا أكثر ) .
التقيت بأخي الكريم بالباحث والشاعر الكبير جمال العطاس أمام قبر سيد المرسلين وكان للمكان دلالات في نفسي ,وحديثنا ذو شجون ,وكم افرحني وأسعدني بكلامه رغم قصر المقابلة لكنها رائعة بكل المقاييس ..جمال ياجمال حضرموت محبك البدوي يحييك بصدق ويقول :

قدر الله لي قابل علم من بلادي = تفتخر به وتأنس بالقاء في حضوره
مكتبة تنتقل في حضرنا والبوادي = صب عليها عظيم الشأن من فيض نوره
أمهات الكتب فيها وفيها مرادي = كلما سألت حصلت النبأ والمشورة
بارك الله في هذا العظيم الحيادي = مايفارق خيالي صوت واضح وصورة

قال جمال العطاس :

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .. أن تلق من تعرف ولم تلقه من قبل دون موعد بينكما أو ترتيب مسبق في قدسية المكان ورحاب النبوة ومهبط الوحي ومتنزّل الملائكة فهذا له دلالة روحية .. لحظات فيها طُهر وصفاء وقداسة المكان جللت نفوس المتحابين في الله فكان لقاء في رحاب المصطفى صلى الله عليه وآله . تلاقت الارواح منذ أزمان والتقت الأشباح في قدسية المكان والزمان
سالم بلحمر بهذا الصفاء الروحي والنبل الوراثي الذي لايوصف تجلّى كل ذلك في لحظات محددة اكتست إشراقات من هالات طهر المكان النبوي نُبله وصفاه وصدقه لم يفارقني الى هذه اللحظة ولن يفارقني ما حييت . وممالاشك فيه ان القلم يعجز على الوفاء بحق هذا الكريم إبن الكرام ولايمكني الا ان أقول في موقف كهذا " بمثل هذا الصاحب فليفخر الأصحاب وإلّا فلا " وليعذرني اخي الحبيب سالم على هذا الصدى لأبياته الكريمة :

في حمى المصطفى كان اللقاء غير عادي
شعّت أنوار مشكاة النبي ذي نزوره

والاشارة بشارة التقطها فؤادي
بالسلامة بسالم دام ربي سروره

إبن الاجواد لُطفه كان رشفة لصادي
معدن الصدق في ذاته ورقة شعوره.