الموضوع: ال
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2006, 12:01 PM   #14
الهاشمي الزيدي
حال نشيط

افتراضي

((من يعتمد على وسائل الإعلام الرسمية المقروءة والمسموعة والمرئية يعتقد أن ما يحدث في صعدة عبارة عن تمرد حفنة من المتطرفين دينياً ، لا وجود لهم في الواقع والمجتمع اليمني ، حاقدون ، عنصريون ، مبتدعون ، معبئون ضد المجتمع والدولة والأمن بالذات ، وأن اليمن - حكومة وشعباً وأحزاباً وقبائل وجماعات وأفراداً - كله يقف في صف واحد هو القضاء على تلك ( الحفنة ) وإبادتها ، لا يخالف في ذلك إلا حاقد على الشعب ومتآمر على الوطن.))
كلمة لأحد الكتاب اليمنيين، ويجب تعميمها لتشمل الإعلام الذي ادعى الحيادية والموضوعية والجرأة. الإعلام العربي الذي لم يتناول الموضوع بالشكل الذي يتناسب مع حجمه. فمنذ قيام الحدث إلى الآن قُتل الآلاف من المدنيين والعسكريين (وفق تصريح لرئيس الجمهورية)، واستخدمت أسلحة محرم استعمالها دولياً ضد المدنيين (حسبما أفاد شهود عيان)، ودُمِّرت قرى ومنازل بأكملها، وجُرفت مزارع وقلعت أشجار، وحرق وتشويه، بل وسحل جثث بعض الشباب القتلى في صعدة (وفق روايات متعددة لشهود على ذلك)، واعتقل ما يقرب من ألفي شخص، منهم أحداث لم يبلغوا سن الرشد القانوني بعد، وتمت ملاحقة رجل مسن تجاوز الثمانين من عمره (وقد قُتل ستة من أولاده وأحفاده، فضلاً عن كونه من أبرز الرموز العلمية في اليمن)، وحالات اعتصام متكررة في صنعاء، وبيانات من هيئات حقوقية محلية ودولية (انظر على سبيل المثال تقرير منظمة العفو الدولية عن اليمن)، وكتابات وبيانات صحفية متعددة منددة بما يحصل، ... إلخ بالرغم من كل هذا يمكن للمرء أن يعد مقالات الإعلام العربي التي تناولت الحدث على الأصابع، وهي كلها لا تعدو أخبار مقتطفة، أو تحليلات سطحية ومختزلة. وحتى هذا القليل الذي نُقل كان يمثل الموقف الرسمي للجهات الأمنية والعسكرية، ولم يوجد ما يمثل رؤية الأطراف أو حتى رؤية محايدة.
وما يزيد في التساؤل في هذا الاتجاه كون التهم التي أُلصقت بحسين الحوثي وبغيره هي من النوع الذي يثير الرغبة الإعلامية لكشف الواقع أو فهمه أكثر. فقد دارت التهم حول ما يلي: ادعى الإمامة ونصب نفسه أميراً على المؤمنين، ادعى أنه صاحب حق إلهي، ادعى النبوة، قام بتشكيل ميليشيات مسلحة، شكل تنظيماً سرياً مخالفاً للقانون، تلقى الدعم من جهات خارجية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار الذي تنعم به اليمن (تنوعت مصادر الدعم بين: الكويت، البحرين، حزب الله، إيران ... إلخ)، تحالف مع اليهود أو دعم من قبل اليهود الذين يقاتلون معه، سعى لشق الصف الوطني والإساءة للوحدة اليمنية، اعتدى على أفراد الأمن والقوات المسلحة والمؤسسات الحكومية ومنع الموظفين من أداء واجباتهم، حرَّض المواطنين على عدم دفع الزكاة الواجبة للسلطة المحلية، الاعتداء على المساجد واقتحامها بقوة السلاح والاعتداء على خطباء المساجد وأئمتها والمصلين في المساجد، أثار الفتنة المذهبية والطائفية والعنصرية والترويج لأفكار مضللة وهدامة، دفع بالشباب المغرر بهم إلى دخول المساجد أثناء صلاة الجمعة لترديد شعارات تتنافى مع رسالة المسجد ودوره في الوعظ والإرشاد، أنزل علم الجمهورية اليمنية ورفع علم حزب يعمل في دولة خارجية (حزب الله)، قام أتباعه بقطع الطريق والاعتداء على النقاط الأمنية والعسكرية.
والمؤسف أن الإعلام العربي ألصق تهمة الإرهاب بحسين الحوثي، وبغيره ممن وقعوا في إطار التهم الأمنية، بالرغم من أنه لم يعرف عن أي منهم أي نشاط إرهابي أو دموي وليس لهم أي امتدادات في الخارج، ولا يؤمنون بتصدير فكرهم، بل إن حسين الحوثي نفسه، وخلال المواجهات مع القوى الأمنية والجيش، لم يقم لا هو، ولا أي من أنصاره أو من المتعاطفين معه، ومنذ بدء نشاطه وإلى حين مقتله بأي اعتداء على أي جهة مدنية أو أجنبية.
أياً كان موقف الإعلام العربي، الرسمي وغير الرسمي منه، فإنه إذا ما أردنا أن نبدأ بفهم ما يقع في اليمن، فلا بد لنا من فهم لكلٍ من: الخلفية الاجتماعية والسياسية للأحداث في اليمن من جهة، وتسلسل الأحداث في مراحلها الأولى من جهة أخرى. وفيما يلي إشارة أولية إلى كل من ذلك، لعلها تلقي بعض الضوء على الواقع.

خلفية الحدث الاجتماعية:
إن الشعب اليمني شعب قبلي تحكمه الأعراف والتقاليد القبلية، وله تركيبة اجتماعية تفرض أشكالاً خاصة من العلاقة تختلف عما هو مألوف في كثير من الدول العربية. إدراك هذا الأمر سيفسر لنا أموراً كثيرة أهمها وقوف بعض القبائل مع السيد حسين الحوثي أو والده العلامة بدرالدين الحوثي، حينما بدأ القتال ضدهما. إنه وقوف مع حليف قبلي، أو مظلوم، أو عالم ذي تقدير كبير، أو غير ذلك من الأسباب التي تدعو القبائل للقتال مع أطراف لا تتفق معها في كل شيء.
إن الشعب اليمني شعب مسلح. ولا يكاد يخلو بيت من السلاح الخفيف. وأما في بعض المناطق اليمنية وخصوصاً القبلية سواء في الشمال أو الجنوب فإن أغلب الأفراد لديهم أسلحة متوسطة، والبعض لديه أسلحة ثقيلة. وعليه فإن وجود السلاح بين أنصار حسين الحوثي وغيرهم ليس مستغرباً. مع ملاحظة أن أصحاب حسين الحوثي يدَّعون أن القوات الأمنية كانت تدس أسلحة ثقيلة في المواقع التي تدخلها ثم تنسبها إلى حسين الحوثي أو غيره من خصومها، في حين أن أكثر من شاهد عيان من الجيش أو من أهل المنطقة التي كان فيها حسين الحوثي قد أكدوا أنه لم يكن لديه إلا الأسلحة الخفيفة.
المذهبان التقليديان في اليمن هما الشافعي والزيدي. وأما في المناطق الجبلية، وهي المناطق التي تدور فيها الأحداث الحالية، فإن الغالبية هم من الزيدية. ولا يمكن في هذه العجالة اختصار رؤية الزيدية العقائدية، وموقفها السياسي، إلا أنه يمكن تقريب ذلك بالقول إنهم يلتقون فكرياً وسياسياً مع المعتزلة ـ ومن المدرسة العقلانية في الإسلام ـ إلى حد كبير.

خلفية الحدث السياسية:
الأول: توريث الحكم لابن الرئيس حيث يعترض عليه أبرز رجال الدولة وعلى رأسها العميد علي محسن الأحمر (الأخ غير الشقيق للرئيس علي عبدالله صالح والقائد العسكري للمحور الشمالي الغربي في الجيش اليمني، والرجل الثالث في الدولة اليوم) والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس البرلمان وشيخ مشايخ قبيلة حاشد والرجل الثاني في الدولة. وهناك آخرون من الشخصيات الأقل نفوذاً. وللعلم فقد اغتيلت أبرز الشخصيات التي كان يمكنها أن تقيِّد توريث الحكم نحو: محمد إسماعيل الأحمر، وكان الرجل الرابع في الدولة. ويحيى المتوكل وكان من أقوى الشخصيات حول الرئيس وأكثرهم فاعلية. والشيخ مجاهد أبو شوارب الذي كان العمود الفقري للشيخ عبدالله الأحمر، ويعد من مؤسسي النظام الجمهوري. وقد حصلت محاولة اغتيال للشيخ عبدالله الأحمر نفسه.
الثاني: الصراع بين الرئيس علي عبدالله صالح وحركة الإصلاح ذات التوجهات الفكرية السلفية. فبالرغم من البراغماتية السياسية التي أظهروها في التعامل مع قوة الدولة إلا أنهم شعروا بأن الضيق قد زاد عن حده بعد أحداث سبتمبر. وجدير بالذكر أن الحركة مدعومة عسكرياً من العميد علي محسن الأحمر، ومدعومة قبلياً من الشيخ عبدالله الأحمر. كما يُذكر أنه بعد أحداث سبتمبر قامت الولايات المتحدة بإجراء تحقيقات شاملة ومتابعات استخبارية قوية توصلت إلى أن العميد علي محسن الأحمر الشخصية العسكرية للوهابية السلفية والشيخ عبد المجيد الزنداني الأب الروحي للسلفية الوهابية في اليمن، كان لهما علاقة بتفجير المدمرة كول في سواحل عدن الأمر الذي دعى الحكومة الأمريكية لتوجيه طلب رسمي لهما للتحقيق.
ثالثاً: الخصومة السياسية ضد الهاشميين في اليمن. وهي خصومة متعددة الأطراف والدوافع. فهناك أطراف تعاديهم لدوافع سياسية محضة كونهم يمثلون شريحة ذات عدد كبير، فيها كفاءات متعددة، ولها وجود قديم في الحياة السياسية والاجتماعية والعلمية. وهناك أطراف تعاديهم لأسباب مذهبية كونهم على الأغلب زيدية أو شافعية صوفية. وهناك أطراف تعاديهم لأسباب اجتماعية ذات علاقة بالتركيبة الاجتماعية في اليمن حيث ينزعج البعض مما يمنحه أغلب اليمنيين من الفضل والمحبة للهاشميين باعتبار أنهم من ذرية النبي صلى الله عليه. والهاشميون موزعون في اليمن بين شمالها وجنوبها، شرقها وغربها، ومنهم أسر كثيرة معروفة في اليمن وخارجها. وآل الحوثي من هذه الأسر.
التوقيع :
جرائم الرئيس اليمني في حق الزيدية

alyamen.net


http://al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=2938




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس