02-20-2006, 12:05 PM
|
#17
|
حال نشيط
|
السيد العلامة الحجة بدر الدين في صنعاء
بعد انتهاء الحملة العسكرية الأولى على صعدة ، ظلت جهود القادة العسكريين والسياسيين في عمل دؤوب ومتواصل لتفريق من بقي من الناس حول السيد العلامة الحجة بدر الدين الحوثي ترغيباً وترهيباً ، ومن تلك الجهود استدعاء عبد الله عيظة الرزامي إلى صنعاء ، حيث قابل قائد الحملة العسكرية الأولى ، ذلك الرجل الذي له تأريخ مسطور ومشهور والذي يعد أحد رجال الدولة المشار إليهم بعد الرئيس ، ويشاع إنه أخو الرئيس من أمه لكن البعض ينكر ذلك ، إنه علي محسن الأحمر ، أحد عتاولة الجيش ، الرجل الذي يرجع البعض حرب صعدة كلها بل حرب الزيدية ككل إليه ، ويجعله السبب في كل ما حصل ، علي محسن يقع في رأس القائمة المطلوبة لأمريكا من الإرهابيين كونه أحد أكبر الداعمين لتنظيم القاعدة ، وإن صحت تسميته فيمكن أن يسمى شيخ السلفيين في اليمن ، بل أبو السلفيين في اليمن ، فهو الذي أنشأهم ورباهم ، وأرسلهم إلى أفغانستان وغيرها ، دعمهم دعماً خيالياً ، أعطاهم ، ومنحهم ، سهل لهم ،،، على العموم ... قابل علي محسن الأحمر عبد الله الرزامي ، وفيها حاول استدراجه وإسالة لعابه بالعروض المغرية ظناً منه أن قضية الرزامي ليست إلا قضية مصالح ، لم يكن يعرف أن الرزامي آمن بمبدأ وسار على نهجه ، وأنه مستعد لبذل روحه من أجله .
إن إغراء مثل عبد الله عيظة الرزامي – خاصة بعد أن شارك الرزامي في الدفاع عن صعدة في الحملة الأولى عليها - يحتاج منا إلى توقف قليل ، لأن أحداً لا يمكن أن يغري مثل السيد حسين الحوثي مثلاً ، ولا مثل أبيه أو أحد أخوانه ، فلماذا الرزامي بالذت !! إن الرزامي من الشيعة الزيدية الخلص ، عقيدته متجذرة داخل قلبه ومتأصلة فيه أصالة المذهب الزيدي في اليمن ، وهذه العقيدة هي مصدر إلهامه ، لكنه ليس هاشمياً ، ولما لم يكن هاشمياً ظن أولئك أنه لقمة سائغه ، إنهم يعتبرونها حرباً عنصرية ، فلا يهمهم إلا العنصر الهاشمي ، يريدون محوه لأنه الذي يسعى من أجل تغيير الواقع في نظرهم ، ربما ظناً منهم أن الهاشميين ما زالت نفوسهم تراودهم في السلطة !! ربما حقداً موروثاً على الهاشميين !! ربما غير ذلك ، لكن المهم أن هناك استهداف خاص للهاشميين الذين لن يخرجوا عن هاشميتهم إلا بخروجهم من جلودهم ، أما مثل الرزامي فلا مشكلة معه إذ يمكن أن يتغير بالمغريات ، ولذلك حاولوا استدراجه ، إنه ليس هاشمياً فما المشكلة إذاً !! إن أولئك لم يدركوا أن القضية قضية مبدأ ، وقضية قيم وأخلاق وعقيدة ، لم يدركوا أن هناك منهج اتخذه الرزامي ومن حوله ووطنوا أنفسهم أن تذهب من أجله على طريق قائدهم السيد حسين بدر الدين الحوثي ، منهج إعلان البراءة من أعداء دين الله ، والسعي من أجل نشر الوعي القرآني في المجتمع ، لم يدركوا ذلك ربما لأنهم بعد لم يعرفوا أن هناك شئ اسمه مبدأ أو قيمة ، إنهم يعرفون شيئاً واحداً ؛ المصلحة !!!
وعلى العموم فشلت الجهود مع الرزامي !!
لم يبق من حل إلا ذلك الذي ظل يسعى له الرئيس طويلاً وهو قدوم السيد العلامة بدر الدين الحوثي إلى صنعاء ، كثف جهوده في ذلك ، وصادف أن السيد العلامة بدر الدين الحوثي كان يريد أن يظهر للناس أنه لا يريد مشاكل ولا يريد أي فتن ، ليس داعية فساد ولا مسعراً للحروب ، سيعمل جاهداً من أجل نسيان الماشي وفتح صفحة جديدة من أجل الخير ، فقبل أن يدخل إلى صنعاء لكن بناء على شروط ؛ كإخراج المتعقلين وإعادة إعمار ما هدم في الحملة العسكرية الأولى على محافظة صعدة ، التزم له بكل ما طلب ، فجاء إلى صنعاء ، جاء ليلعن بصوت صارخ أنه ليس له مطلب سوى الإصلاح ، جاء متناسياً أوجاعه وآلامه ، لم يفكر في الثأر لنفسه ، بل نسي ذلك كله وقدم المصلحة العامة ، فيا لله ما أعظمه من رجل ، موتور مظلوم مقهور ... ومع ذلك كله لم يفكر في نفسه أبداً وقد المصلحة العامة على نفسياته الشخصية ، وقدم ليقيم الحجة على أولئك ، بعد الاعتداء عليه وعلى أبنائه ، والتشهير بهم ، بل تشويه كل من يتلقب بالحوثي وتحويله إلى شخصية دموية وعنصرية بغيضة تمتلئ حقداً على الوطن وكراهية له ، فلك الله يا بدر الدين ما أعظمك وما أرفع شأنك !!
|
|
|
|
|