الحرب الإعلامية
إن الحرب على الزيدية في اليمن ، والتي اشتعلت وعلا لهيبها في الشهر السادس من السنة الماضية صبغت بداية بالصبغة ( الحوثية ) وقلص حجمها ليختص بالسيد حسين الحوثي والشباب المؤمن ، وقد سعت السلطة حثيثاً من أجل ذلك ، ومن المؤسف أن هذا السعي ساعده تصرف بعض الزيدية الذين انطلت عليهم تلك المساعي فخرجوا من القضية تماماً وكأن الأمر لا يعنيهم ، بل إن البعض لم يكتف بذلك بل جعل يصرح بالقطيعة عن السيد حسين وأتباعه والبعض وصل به الحد إلى التطاول عليهم ...
لكن تلك اللعبة كلها تكشفت بعد انتهاء الحملة الأولى ؛ اعتقالات لعلماء وخطباء لا علاقة لهم بالسيد حسين الحوثي إلا الانتماء إلى المدرسة الزيدية كالسيد العلامة يحيى بن حسين الديلمي ، والعلامة محمد أحمد مفتاح ، والسيد العلامة شرف الدين النعمي ، والسيد العلامة زيد عامر ، وغيرهم ... ، وانتهاكات صارخة للحرية الفكرية تمثلت في منع الاحتفالات وإغلاق المكتبات وتغيير خطباء زيود بسلفية ، إرهاب منقطع النظير لعلماء وخطباء ومدرسي الزيدية ، وأخيراً الحملة الإعلامية المفضوحة التي شنتها عدد من الصحف من أهمها صحيفتا ( الشموع ) و ( أخبار اليوم ) والتي يدعهما قائد الحملتين العسكريتين على صعدة ،
علي محسن الأحمر ، والتي أظهرت بكل وضوح – خاصة من خلال الصور التي نشرتها – أنها ما هي إلا حرب عنصرية طائفية خبيثة ، هدفها الهاشميون والزيدية ، ثم ظهر مطبوع أصفر يسمى صحيفة الدستور شن هجوماً قذراً على الهاشميين والزيدية بشكل مفضوح ، وعلى رأس من هاجمهم السيد العلامة الحجة محمد بن محمد المنصور والسيد العلامة الولي حمود بن عباس المؤيد ، وغيرهم كالسيد يحيى محمد موسى الذي كانت نهاية الحملة المحمومة ضده جريمة محاولة اغتياله ، وطبعاً الصحيفة مدعومة من أحد المقربين ، هذا بالإضافة إلى التصريحات الخاصة – غير الرسمية – التي يدلي بها قادة النظام الحاكم وعلى رأسهم الرئيس الذي قال صراحة إنه سيمحو الزيدية من اليمن !!
لقد قامت صحيفتا الشموع وأخبار اليوم وفي تصرف غير مسبوق بدمج صورة السيد حسين الحوثي وعبد الله الرزامي وأحد أكبر أعوانه لتظهر باللباس الخاص بالهاشميين والعلماء الزيود ( العمامة والجوخ والتوزة .. ) وبأدنى تأمل لصورتيها يعرف الناظر الفبركة التي عملتها هذه الصحيفتان ، ولكن السؤال هو : لماذا ؟!! ألم يكفهم الحرب التي يشنونها عليهم ؟! ألم تشبعهم تلك الدماء التي سالت وما زالت تسيل ؟! ألم يكتفوا بما قدموا ؟ ألن يكفيهم إلا استئصال الهاشميين والزيدية من اليمن ؟! فعلاً لقد بلغ بهم الحقد منتهاه وغايته التي لا شك أنها ستودي بحامله ، فأولئك الذين اعتقدوا بالأمس أنهم بعيدون عن المعمعة أدخلت هذه السياسة الهوجاء والحرب المفضوحة إلى الساحة قسراً ، وشعر كل فرد منهم باستهدافه شخصياً .
.... اللهم احفظ علماء الإسلام يا رب العالمين ، يا حبيب قلوب الصادقين ، وغياث المستغيثين ، يا من لا يخيب قاصده ، ولا يطرد عن فنائه آمله ، إن كنت تعلم أن عبدك بدر الدين مظلوماً فكن أنت ناصره ومؤيده ، إنه لا ناصر لمن خذلت ، ولا فاتح لما أغلقت ولا مغلق لما فتحت ، ولا ميسر لما عسرت ولا معسر لما يسرت ....