قف أمامك قائد
هنا حضرموت / منصور صالح
الأحد 5 يناير 2014
منصور
ذات يوم سأل صديق لي زميل آخر عن طبيعة تخصصه في مؤهل الدكتوراة، فقال الأخير أنا مفكر ، قال صديقي مفكر على عيني لكن ما تخصصك قال تخصصي مفكر.-
هذا المفكر تابعته ذات يوم على قناة عدن لايف وكانت تصفه بالقيادي في الثورة الجنوبية وغيرها من اوصاف المديح.
مثل هذا الرجل المفكر الذي لا يفكر محظوظ إذ يصف نفسه بالمفكر وهناك من يصدقه، واضافة الى ذلك يجد من يصفه بالقيادي وهو في الأساس لا علم ولا دور له في الثورة الجنوبية الا ان كان دورا سلبيا ومعاديا ومثل صاحبنا كثير من المحظوظين الذين يجدون من يخلع عليهم أوصاف البطولة والقيادة وهم منها براء.
أغبى وأخطر ما في الاعلام الجنوبي ،هو توزيع الصفات والأوصاف ،على من هب ودب، بل أنه حتى عندما يسقط أحدهم في وحل التآمر على القضية الجنوبية والمتاجرة بها نجد هذا الإعلام يصفه بالقيادي السابق وكأنه يتحدث عن زعيم وقائد سابق.
أن مفهوم القيادة، يعني قدرة الفرد في التأثير بالآخرين وتوجيههم نحو تحقيق الهدف ولذلك يبدو مضحكا أن تصف شخصا ما بالقيادي وهو لا يملك القدرة على توجيه أصغر أطفاله، ناهيك عن كونه بالأساس لا يسعى نحو هدف واضح يمكن اعتباره هدفا وطنيا.
ان اردنا ان نتحدث عن قيادات جنوبية حقيقية تستطيع ان تحرك الجماهير أو تؤثر فيها فربما لن نجدهم يتعدون عدد أصابع اليد الواحدة ،بل أن هناك قادة وسياسيون سابقون وبارزون لا يستحقون وصفهم اليوم بالقيادات في الثورة الجنوبية،
طالما هم لا يستطيعون تحريك مسيرة، فيضطرون للتعلق وتأييد فعاليات يدعو لها غيرهم كتلك التي يدعو لها الرئيس علي سالم البيض أوالزعيم حسن باعوم،فنجد سياسيون ناصر والعطاس والجفري وصالح عبيد يسارعون لمحاولة تبنيها، للظهور وكأنهم هم أصحابها ،فما بالنا بوصف متسولين ومتاجرين بالقضية بالقادة والمناضلين حتى اصبح الناس يشمئزون من هاتين الكلمتين ويسخر منهما .