مخرجات حوار المهزلة
29 - يناير - 2014 , الأربعاء 02:27 مسائا
د.حسين مثنى العاقل
منذ أن بدء العرض المسرحي للمهزلة اليمنية وتحالفاتها الإقليمية والدولية، كان الرأي العام السياسي والشعبي الجنوبي يدرك تمام الأدراك بأن النتيجة مسبقا ستكون كما خرج بها مؤتمر الكذب والخداع من فشل ومخرجات هزلية لا يمكن لها أن تصمد أمام مشروعية (القرار قرارنا) وبالفعل فقد كنا نشفق على المبعوث الدولي (جمال بن عمر) عن كيف سيبحث له ولمهمته المكلف بها عن مخرج يحفظ له ولو بعض من القبول والرضاء عند من كلفوه بذلك بعد أن انفقت من أجل اخراج مسرحية حوار موفمبيك ملايين الدولارات.. وطوال عشرة أشهر ومزاعم الكذب والخداع تسوق وتعرض في بورصت النفاق الدولي دونما خجل أو حياء إنساني.
ومجرد مقارنة بين حفلة الافتتاح في 18 مارس 2013 التي حضرها شيوخ وزعماء القبائل وكبار المتنفذين بالسلطة اليمنية.. ومن حضروا فضيحة اليوم 25 يناير 2014 من المغطين والمستأجرين وبقايا الباحثين عن حق الإيجار اليومي، فإنه بكل بساطة يمكن للمهتمين والمتابعين لفصول المسرحية الحوارية أن يشفق على المبعوث الدولي وممثلي الدول الراعية والداعمة والمانحة بل والشركات النفطية العالمية الناهبة للثروات الجنوبية التي دفعها سراب الوهم والخداع بأن وسيلة الحوار بمكن لها تطويع القبائل اليمنية وتدريبها على فنون الانتقال من أعراف وتقاليد ماضي جاهلية البادية العربية إلى مشارف القرن التاسع عشر ميلادي في اضعف الأيمان، كما كان يعتقد المجتمع الدولي من خلال ما ينقله لهم مبعوثهم الطيب جمال بن عمر من تقارير ويلقي على مسامعهم من عبارات النجاح في استئناس العقل القبلي والتطرف الديني والتعصب المذهبي فضلا عن النجاحات المفبركة في تهدئة مراكز النفوذ اليمني من نشاط الجهاد الديني لقاعدة دار الرئاسة اليمنية.
وما يهمنا طرحه بعد فضيحة مخرجات الحوار اليمني الفاشل، هو التوقعات المحتملة التي نتوقع أن تتسارع مجريات أحداثها خلال الأيام القادمة ومنها:
- يتوقع أن تنشط دبلوماسية جمال بن عمر بالتحرك العاجل إلى القاهرة أو بيروت أو الرياض بهدف منع أي تقارب وتنسيق للمواقف السياسية بين القيادات الجنوبية في الخارج.
- تحرك خليجي غير مسبوق لدعم مشروع الأقاليم وعلى وجه الخصوص تقسيم أرض الجنوب إلى أقليمين لأن موضوع الأقليم الشرقي هو الهدف الأول للجارة الكبرى، وبعض القوى المتواطئة معها لتمزيق الجنوب أرضنا وإنساناً..
- فرض حصار سياسي وإعلامي على زخم النشاط الثوري التحرري لقوى الحراك السلمي الجنوبي في الداخل، وعلى مشروع فك الارتباك المتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، الذي يشكل الهدف الاستراتيجي لقضية شعب الجنوب ويتزعم هذا المشروع سيادة الرئيس علي سالم البيض، ويلتف حول هذا المشروع السيادي غالبية الشعب الحنوبي..
- في حالة توقف الزحف الحوثي لدك معاقل أسرة البغي والاستبداد وعنجهية الغلو الاستكبار الأحمرية في صنعاء، فمن المتوقع أن يجد النظام القبلي فرصته في دفع تعزيزات عسكرية كبيرة للقمع والبطش الدموي بقوى الحراك السلمي وقبائل الهبة الشعبية المباركة في حضرموت وشبوة لحماية وتأمين منابع النفط ومصالح الشركات العالمية ووكلائها الناهبين والفاسدين ياليمن.
- وعلى الرغم من احتمال حدوث كل أو بعض من هذه التوقعات إلا أنه من المؤكد بأن التصعيد الثوري لمكونات الحراك السلمي السياسية ومنظمات المجتمع المدني الجنوبي ستزداد قوة وحماس لمواجهة تلك المؤامرات، وربما يفرض عليها حق الدفاع عن نفسها وكرامتها وسيادة أراضيها وثرواتها إلى ما لم يكن في حسبان الطغاة وتجار الفيد والنهب اليمني وتحالفاته الإقليمية والدولية .
وخلاصة القول نقولها بكل ثقة (شعب الجنوب لمؤمرات الحوار اليمني بالمرصاد) ومهما صورت لهم خيالاتهم الزائفة فلا يد لليل أن ينجلي ولا بد من حتمية انتصار أرادة الشعب الجنوبي الجبار ، الذي يسجل أبناءه الأبطال أروع ملاحم التضحيات في تاريخهم الحديث والمعاصر في سبيل تحرير أرضهم واستعادة دولتهم المستقلة كاملة السيادة، وبمشيئة الله وعزيمة شعب الجنوب فلن تسطيع فضائح مخرجات الحوار اليمني الفاشل أن توقف مسيرة النضال وأهدافه المشروعة.. وأنها لثورة حتى النصر يا أبطال جنوبنا الحبيب.