عرض مشاركة واحدة
قديم 10-13-2014, 07:57 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضرموت المحتلة " ١٤ أكتوبر عيد النصر الأصغر !


١٤ أكتوبر عيد النصر الأصغر !

الاثنين 13 أكتوبر 2014 05:25 مساءً

عبد السلام بن عاطف جابر

في إحدى الحروب الوطنية القديمة ؛ أحتل إمام اليمن منطقة حدودية ، وعندما أقترب جيش أجدادنا من الموقع ، قال أمير جيش الإمام لجنوده إذا تقدَّموا أقتلوا أول شخص يتقدم صفوفهم . فإذا أخذوا سلاحه وداسوا عليه وتقدموا ، اقتلوا الشخص الذي يتقدم بعده ، فإذا أخذوا سلاحه وداسوا عليه وتقدموا افعلوا كما في الأولى والثانية حتى يبلغوا سبعة . . . فإذا بلغوا سبعة قتلى من أبطالهم ولم يتوقفوا ولم يرتهبوا فأنسحبوا وأتركوا لهم أرضهم ، فأمثال هؤلاء ماخرجوا إلَّا للموت ، أو النصر ، فإذا أنتصروا بثمن غالي لن يتوقفوا حتى يدخلوا علينا بيوتنا . انتهت القصة .


وهكذا أرى حالنا في مهرجان ١٤ أكتوبر ٢٠١٤ ، يوم عيدٍ عظيم في تاريخ ثورة شعبنا السلمية ، ولاأجد له اسماً إلَّا """عيد النصر الأصغر""" فهو إعلان النصر السياسي "نصر الحُجة الجنوبية" واقتناع الجميع بها -العدو والصديق- وتفهم دول القرار في العالم بالحل الذي اختاره شعبنا ، ليس تفهم الاضطراري ، بل التفهم الناتج عن بحث وتجارب ، أثبتت فشل الحلول الأخرى .


ولأنَّ ١٤ أكتوبر ٢٠١٤ عيدٌ بهذا الحجم فلا يمنعنا بلوغ الساحة مانع ، مهما كلَّفنا الثمن . مع الإنتباه إلى أنَّ الجنود الذين يضعون البنادق في نحورنا اليوم ، والقائد الذي يأمرهم بالقتل من الجنوب ، شركائنا في الوطن...! .. فإذا أرادوا لنا الموت ، أردنا لهم الحياة . . . وكلَّما قتلوا منا وسفكوا من دمائنا ، صبرنا ، وكلَّما صبرنا وتصبّرنا على أذاهم ، تأكد لهم أنَّ الشعب منتصرٌ لامحالة . فياليتهم يعتذرون للشعب الجنوبي قبل فوات الأوان .


فإذا أعتذروا وانحازوا اليوم إلى الشعب عن إيمان بصواب قراره وخطأ ماكانوا عليه ، شفع لهم ذلك ، ونالوا شرف المشاركة في النصر الأكبر ، وجاز لهم المشاركة في مغانم النصر الأصغر الذي كلَّف شعبنا الكثير من التضحيات البشرية والمادية . . . حينها لن ينظر إليهم الشعب على أنَّهم فلول مهزومة مكسورة ، لفظهم مستعمرٌ كانوا سيوفه المسلَّطة على رقابنا .


و ١٤ أكتوبر ٢٠١٤ ليس مليونية ، بل تاج المليونيات ، فهو احتفال شعبنا بما حققه خلال السبع السنوات العجاف الماضية من مسيرته النضالية ؛ كانت المليونيات قطرة في بحر الفعاليات النضالية التي لم تتوقف . و ١٤ أكتوبر ٢٠١٤ هو يوم تثبيت ملكية الشعب للإنجاز . . . ويوم تقديم أوراق أعتماد ثورتنا السلمية إلى كل دول العالم ؛ فالدول الراعية -وغير الراعية- للمبادرة الخليجية تستعد لفتح صفحة علاقات جديدة مع الشعب الجنوبي ، فيها مفاوضات سرية وعلنية . . . وعلى القائمين على احتفال ١٤ أكتوبر أن يدركوا هذا الأمر ، ويستعدوا له بقطع الطريق على كل متسلقي المنصات حتى لايكتسبوا شرعية قيادية تخوِّلهم التحدث بأسم الجنوب ، فيضيعون الفرصة على شعبنا كما ضيَّعوا مئات الفرص خلال السنوات الماضية ، وعلى جماهير شعبنا في الميدان التنبه لهذا الأمر الخطير جداً ، وإلَّا كانت العواقب كارثية .


و ١٤ أكتوبر ٢٠١٤ هو عيد الصبر ؛ فيه انتصر صبر شعبنا على صبر خصمه . . . فلقد صبر خصمنا وهو على باطل ؛ فكذب ودلَّس ، وقتل وسجن ، ثمَّ ثار وانتصر ، ثمَّ بار ، ثمَّ ثار أخرى وانتصر ، لكنَّ الله أخزاه وكشف ستره وأصبح عمله رماد تذروه الرياح . . . ومن خلال هذه الممارسات تمكّن من خديعة العالم أجمع . . . بل وانهار الكثير من السياسيين الجنوبيين ، بعضهم انهار قبل المبادرة الخليجية ، وبعضهم عند إزالة سقفها ، وبعضهم قبل الحوار ، وبعضهم بعده ، وبعضهم قبل سقوط صنعاء ، وبعضهم بعد السقوط . . . وبعضهم ساقطٌ بالفطرة ، سقط في أكثر من مرحلة ، وهذه الأيام هو في سقوطٍ جديد يتآمر مع عدو الأمس على من كان حليفه بالأمس...!



لكنَّ الشعب الجنوبي كان -ومازال- أطول صبراً من عدوه ، ومن سفهاء السياسة من أبنائه الذين انهاروا وسقطوا ؛ لقد قابل شعبنا تدليس الخصم وكذبه بالثبات على الحق ، وقابل رصاصه بالإصرار على النصر أو الموت ، وواجه العالم المخدوع بموقف واضح لايتغير ، وبإرادة لتحقيق أخدافه لاتلين . . . حتى حقق النصر الأصغر...؟


انتصر شعبنا على المهزوزين والضعفاء والمرتزقة من بني جلدتنا ، الذين أرهقونا بأراجيفهم باستحالة النصر ؛ وهاهم الآن كالفئران قد هربوا من صنعاء إلى عدن يقولون (نحن في عدن ننتظر التحرير والاستقلال) . . . وانتصر على العدو الذي لم يكن يقبل بفكرة التحرير ، بينما اليوم يقول بعضهم "انفصلوا وريحونا" . . . وانتصر على المجتمع الدولي الذي كان يرى عودة دولة الجنوب خطر على مصالحه ، واليوم يقولون أنَّ الخيار الأمثل لحل مشاكل المنطقة هو فك الإرتباط وعودة الدولة الجنوبية .


وبانتصار الحُجة الجنوبية نختتم مرحلة نضالية صعبة وطويلة . . . واحتفالنا اليوم يعني إعلان الاستعداد وتهيئة الشعب لدخول المرحلة الأصعب ؛ مرحلة التضحية ، والإيثار حتى يتحقق "النصر الأكبر" التحرير والاستقلال التام وبناء الدولة وضمان مستقبل الأجيال القادمة .

جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس