صالح عبدربه
الأحد 17 ديسمبر 2017 08:47 مساءً
علوي شملان
أواخر نوفمبر 2015 انتهت معركة الكرامه في النحر بمانتهت اليه لانها لم تكن معركة متكافئه بالمطلق .. كانت معركة ابطال غيورين شرفاء ببنادقهم الشخصيه امام مليشيات حاربتهم بامكانيات دوله وعدة جيش .
القائد خسر المعركه ولم يسلم بالهزيمه ..طوى حزنه على الشهداء بين جوانحه .. عز عليه رؤية المعتدي الغازي الغريب يطأ تراب ارضه .. حمل الحزن والجرح وتوشح الكرامه وارتحل بصحبة كبريائه وبندقيته العتيقه وكان دليل رحلته امل النصر هذا الامل الذي بدا لنا يومها بعيد وبدا له قريب .
اعرف انا وكل من يعرف صالح عبدربه يعرف ان لامكان اخر عنده اعزواغلى من الحرجه ولا وجود للسعاده والاحساس بالحياة الحقيقية عنده الا بمخالطة وممازحة مجموعة من بسطاء الحرجه وابناء الحرجه يعرفون هذه التفاصيل .. لكنها الكرامه والكبرياء .. ودع الحرجه ولسان حاله يردد مع بن زريق البغدادي (ودعتها وبودي لو يودعني XXX صفو الحياة واني لااودعها ).
تداعى الغيورين والابطال ولحقو بالقائد الى الرمال والخنادق في حين تقاطر اللصوص والمتفيدين الى فنادق العواصم المترفه .. ومع رفاقه افترش الرمل والتحف السماء وعلى مدى عامين تقاسم مع رفاق دربه الخبز والماء وروائح البارودوالرصاص وكهير الصحراء وقساوة البرد وكان الموت يحيط بهم كل لحظة وكل ثانيه ... لكنها عزيمة الرجال حين تصغر امامها عظائم الامور والاهوال .. في نفس الوقت والى هذه الحظة كان اللصوص وادعياء الوطنيه يقفون على ابواب القصور بذل ولصوصيه وانكسار ليستنشقو روائح البخور والعطور ويجلسون على الموائد المتخمه ويتقاسمون الملايين المنهوبه باسم الوطن .
خلال هذا العام وبعد ان بانت خيوط اللعبه وظهرت الى العلن خرائط الفساد وتقاطع خطوط المصالح في المستوى القيادي الاعلى للشرعيه فقد الكثيرين الامل وانا احدهم وفقدت ايضا السيطره على مشاعري وكلماتي وكتبت وكتبت وكتبت منتقد بحده كل مايحدث بل ان اليأس دفع بي الى المطالبه بسحب ابنائنا من الجبهه بينما هذا القائد ورفاقه وهم في برد الصحراء وحرها وشظف عيشها وفي مواجهة الموت كل لحظة لم يفقدو الامل ولم يقطعو حبال الصبر وكاني بهم يتمثلون قول الشاعر (مابين غمضة عين والتفاتتها XXX يغير الله من حال الى حال ).
امس الجمعه 15 ديسمبر2017 يوم طال علينا نحن المتابعين خلف الشاشات في الغرف الدافئه وتقاصرت ساعاته امام الابطال حين قررو اقتحام خطوط خرائط اللعبه قبل اقتحام خطوط دفاعات العدو .. تواصلت وسألت وعرفت وتاكدت مثلما توقعت ان هذا المقدام صالح عبدربه كان اول السهام المنطلقه وانه كان في المقدمه مع نخبة الابطال من رجاله .
اليوم ومن ساعات الصباح الاولى كنت على موعد مع هواجس واخيله وتخيلات لصورة قدوم الفارس النبيل المظفر المنتصر الى قريته وبيته واهله واخوته ومحبيه .. وصلت الاخبار بوصول صالح عبدربه الى الحرجه ظهر اليوم وباستقبال يليق بقائد منتصر .. انتظرت الصور وكنت اتلهف لمشاهدت كبارالمحيطين به فكانت المفاجأة انهم اخوته ومحبيه من بسطاء الحرجه ممن يحبهم ويحبونه وتعرفونهم تماما .
اختم هنا بالاشاره الى انني عنونت هذه السطور ب(صالح عبدربه ) وكذا ذكرته في ثنايا الموضوع بلا لقب .. لماذا .. لانه صالح عبدربه كما يحب ان نناديه وكما يناديه محبيه المخلصين الصادقبن والا فان لقب الشيخ اسهل وايسر مايكون كتابته او نطقه هذا من ناحية .. ومن ناحية اخرى فقناعتي الخاصه هي انني لن اكتب او انطق اسم هذا النبيل وكل من في مقامه ونبله مسبوق بلقب تم امتهانه واهانته بتوزيعه واطلاقه على كل اسم نكره ومعرفه حتى اضحى هذا اللقب مقترن باعلام وكبار الفاسدين ومثير للسخريه .
علوي شملان
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2017