عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2006, 04:50 PM   #202
الـعــمــ طارق ـــودي
حال جديد

افتراضي

قالت: حدثني عن السعادة...


قلت: السعادة تختلف حسب فترات العمر..


في طفولتنا تسعدنا لعبة صغيرة..


و في شبابنا يسعدنا طموح و حلم نجري خلفة..


و في رجولتنا يسعدنا حب يحتوينا..


و في الشيخوخة نحتاج ظلال شجرة حانية تحمينا من حرارة الأيام و مرارة الوحدة..


و يجب على الأنسان أن يختار شيئا يسعدة في كل فترات حياته... يجب أن نضع كل الأوراق أمامنا حتى لا نخسر الرهان..
إذا سبق الطموح الحب.. ندمنا بعد ذلك على الاحساس الصادق الذي أهملناه
و اذا سبق الحب الطموح.. ندمنا على النجاح الذي كان بين أيدينا و لم نعرف قيمته..


و إذا ضاعت طفولتنا بكينا فيها زمن البراءة..


و إذا ضاع الشباب بكينا فيه الحلم..


و إذا ضاع الحب خسرنا كل الأشياء.. العمر و النجاح و الحلم..


و لهذا أعتقد أن كل الخسائر تعوض.. الحلم يأتي و يذهب..


و النجاح يجيء و يرحل..
و العمر مراحل.. تختلف في ظروفها و مشاعرها..


و لكن الحب هو الشيء الوحيد الذي لا يتكرر.. لأن الانسان حالة فريدة.. و من الصعب أن تجد إنسانا شبيها تماما بإنسان آخر.. و لكن الأشياء قابلة للتكرار... الفرص.. و النجاح.. و الحلم..


و لكن من هذا الذي يستطيع أن يستعيد لحظة حب صادقة؟؟


من منا يستطيع أن يسترجع إنسانا ضاع منه يوما؟؟
و لهذا أرى أن خسارة الحب هي أكبر الخسائر.. و إننا أحيانا أمام مظاهر الحياة و الأشياء و البشر نتصور أن الحب يمكن أن يجيء في أي وقت و أن النجاح هة الأهم ... سواء كان مالا أو مجدا ... و بعد أن نحقق النجاح نبحث عن الحب ... و لا نجده..!!
و ليس معنى ذلك أن يهمل الأنسان حياته و طموحة.. و أحلامه و لكن يجب ألا ينسى في رحلة أحلامه ... أن القلب يصدأ... و أن المشاعر تجف.. و أن النبض يتسرب من بين أيدينا كسنوات العمر.. و نجد أنفسنا فجأة بعد أن حققنا كل شيء ننظر حولنا نحاول أن نجد حبيبا... أو رفيقا يؤنس وحدتنا و نكتشف...... أن الصفقة كانت خاسرة!!!
و لهذا أرى أن السعادة الحقيقية ليست في المال و لا في المناصب و لا في المجد أو الشهرة.. السعادة في الحب...


حينما نحب.. تتجدد الخلايا في أجسامنا.. مثل الربيع تماما.. حينما يجتاح بحيويته الأشجار الباهتة فتنطلق بين فروعها الدماء.. فتزداد جمالا ...و جلالا..



حينما نحب... تتغير ألوان الأشياء فترحل أشباح الكآبة و الحزن من حياتنا.. و ما كان ميتا يعود و تنساب فيه دماء الحياة.. و ما تصورناه يأسا.. نبت فيه نشوة الأمل.. و فرحة الحلم..



حينما نحب.. يصبح للنجاح طعم.. و للحياة معنى..


ما أجمل أن يكون النجاح مع انسان يشاركنا فرحته...


و ما أجمل أن ننتظر إنسانا نشعر أنه لنا... و أننا له..


و أن المسافات تزيدنا اقترابا... و أن البعد يزيدنا شوقا..


حينما نحب.. تصغر سنوات العمر.. ويرجع الزمن للوراء... و نرى في وجه من نحب شبابا جديدا... و جلما واعدا... و حياة نستحق أن نعيشها...



قالت: وماذا ستقول عني؟؟



قلت: أنت كل الأشياء... حينما أنظر للوراء.. أندم على العمر الذي تسرب عني.. و حينما أكون معك أشعر أن الزمن كافأني و أن الأيام التي ستجيء ستكون لنا عوضا عن أيامنا التي رحلت..
معك أشعر أن للحياة معنى.. و للنجاح قيمة.. و أن ما ينتظرنا أكبر بكثير من كل ما خسرناه.. وأن الغد سيكون أجمل كثيرا من الأمس..


السعادة عندي أن أحبك..
قد يزداد الضجيج حولنا.. ناسا.. و أشياء.. لكن الأنسان في النهاية سوف يبقى مع شيء واحد.. و يرتاح الى قلب واحد... و يجد سعادته مع انسان واحد..



( ما قيمة الناس و ليس بينهم إنسان واحد يحتويني...


و ما قيمة الأشياء و ليس فيها شيء واحد يسعدني...


و أنا ... إكتفيت بك عن كل الأشياء... و كل الناس...)
ترى حلاة العمر مع من تحبه..... ...... شخص تريده من كل المخاليق
  رد مع اقتباس