[حسن البار]

لا أخفيك اعجابي بهدوء اطروحاتك وردودك وبحرصك على الدفاع عمّا ترينه خيرا وصلاحا .

واذا سمحتي لي ان اتناول ردك فقرة تلو الأخرى سأكون لك من الشاكرين ...

أولا :
اغلاق المعاهد الدينية من قبل الشيوعيون آنذاك لم يكن بقصد توحيد المناهج كما أشرتي . والدليل قيامهم بتعذيب وسجن القائمين على هذه المعاهد . علاوة على ان تلك المعاهد لاتمنع طلبتها من الالتحاق بالمدارس الحكومية فهي عبارة عن حلقات لحفظ القرآن الكريم ولدراسة ماهو معلوم من الدين بالضرورة من الأمور الفقهية وسيرة المصطفى وتفسير كتاب الله . اذ أن حكومة الاشتراكي لم تكن تعني بدراسة شئ من أمور الدين في المدارس النظامية بل كانت هناك مواد تسمى ( التثقيف السياسي ) و( الفلسفة ) تدرس فيها النظريات الكفرية والالحادية وكاتب هذه السطور ممن عاش هذه الحقبة ( ومن عاصر ليس كمن سمع ) ... !!!

اللذين قاموا بالسحل جماعات واشخاص معروفين منهم صالح منصر السيلي وباسم الحكومة جهرا علنا بل تم تكريم احد الاشخاص عندما قام بقتل ابوه الرجعي وكل ذلك على مرأى ومسمع من الحكومة آنذاك .

ثانيا :
الكل يدرك ان الشخصيات التي حكمت جنوب اليمن لم يتم انتخابها اطلاقا وكانت بعض الانتخابات كمجلس الشعب الاعلى "أخيرا" عبارة عن مهزلة وارهاب . اجبروا جميع الناس على التصويت بمن فيهن النساء اخرجوهن من بيوتهن قسرا للادلاء باصواتهن . بل واجبروهن على الخروج الى صفوف محو الأمية "اجبارا" وكنت حينها أدرس في الثانوية وقد اجبروني على تعليمهن ( نساء فوق سن الخمسين ليس عندهن اي رغبة في تعلم القراءة والكتابة مرعوبات خائفات ذليلات ) لديهن من مشاغل الحياة الكثير والكثير . فاين حقوق الانسان من كل هذه الجرائم ؟
بل وتم اجبارهن على حضور الاجتماعات . وايضا اجروا الرجال على المشاركة في المسيرات والمبادرات ........... الخ .

ثالثا :
الذي حصل في دول الجوار من تقدم في البنية التحتية والطفرة الاقتصادية الهائلة هذا الذي قصدته اما السلبيات الاخرى فليست مجال نقاشنا .

المقارنة مع الدول الأوربية في عصرنا الحاضر بونها شاسع ذلك لان الاقتصاد العالمي بيد الدول العظمى "كما يسمونها" . وجميع حكوماتنا لاتقوى على الاستقلالية الاقتصادية او مواجهة هذه الموجة العاتية . صحيح نحن نمتلك الثروات المعدنية الهائلة ولكنها الآن مسخرة لتلك الدول .

رابعا :
من الضروري في اي دولة وجود طبقة الفقراء "وهذا الأمر في اغنى دول العالم " ولكن ان يكون الشعب اجمعه يعيش على حافة الفقر فهذا غير مقبول ، وهذا الحال الذي عاشته أمتنا ( في جنوب اليمن ) . التموين بالبطاقة ( اشتري سكر وخذ عليه بطاريات اجبارا ) ضاعت اوقات الناس في طوابير الديزل والغاز والحليب .......... الخ .
نهبت ممتلكات الناس وتم عرضها في الاسواق للبيع ( بما فيها حتى الأثاث ) . قامت الحكومة بلاستيلاء و بتأميم بيوت المواطنيين دون أي مبرر .
حاربت التجار واصحاب رؤوس الاموال وضايقتهم حتى حصلت تلك الهجرة الكبيرة الى دول الخليج وبالذات السعودية ولولا دعم المهاجرين لأسرهم في اليمن وفي ( حضرموت بالذات ) لعاش الناس ازمات ومآسي عظيمة .

هذا جزء يسير مما عاشه يمننا . ونحن لا ندعي الكمال . فلاتزال بعض الظواهر السلبية كانتشار السلاح وانتشار القات ايضا والفساد في بعض المرافق الحكومية . ولكن أملنا كبير في قيادتنا وحكومتنا ان تقضي على كل ذلك تدريجيا . باذن الله ...