اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليمني
|
الأخ /حسن البار
العفو أيها الأستاذ الكريم نحن طلا ب في فصلكم
أيها الشيخ الفاضل .
فضيلة الشيخ لدي سؤالان أرجو من سماحتكم
الإجابة عليها أرجو أن يتسع صدرك لأسئلتي
ماهو التوسل؟
وماحكمه هل هو جائز أم مستحب أو واجب؟
عفوا أيها الأستاذ الكريم إذا كنت تجهل الجواب
فقل لا أعلم .
وأنت تعلم أن كثيراَ من الأئمة أجابوا عن بعض الأسئلة بقولهم
لا أعلم والله إن هذا لن ينقص في قدرك شيئا بل سيرفع قدرك
اللهم إنا نسألك علما نافعا.
كما أرجو من المشرفين تثبيت الموضوع كي لا يتكرر النقاش فيه.
|
الاخ العجيب : اليمني الحبيب حفظه الله
اخوك الفقير الى مولاه لا يدعي العلم ويتأمل ان يكون في عداد طلبة العلم .
وقد نشأت ولله الحمد على التواضع ومحبة الآخرين والاذعان للحق اذا بان وظهر "والله أعلم" لكل ما لا نعلم . وهو شطر العلم .
ولكنني في هذا الموضوع " التوسل " قد نقلت في 3 حلقات كلام العلماء فيه . وسأنقل لكم فقرات فيها اجابة واضحة لما تريد ... والتكرار يعلم ................. .
فالتوسل والتشفع والاستغاثة كلها بمعنى واحد وليس لها في قلوب المؤمنين معنى الا التبرك بذكر أحباء الله تعالى لما ثبت ان الله يرحم العباد بسببهم سواء كانوا أحياء أو أمواتا فالمؤثر والموجد حقيقة هو الله تعالى وذكر هؤلاء الاخيار سبب عادى في ذلك التأثير وذلك مثل الكسب العادى فانه لا تاثير له ، فان قال قائل ان شبهة هؤلاء المانعين للتوسل انهم رأوا بعض العامة ياتون بالفاظ توهم انهم يعتقدون التاثير لغير الله تعالى ويطلبون من الصالحين أحياء وأمواتا أشياء جرت العادة بانها لا تطلب الا من الله تعالى ، ويقولون للولى افعل لى كذا وكذا وانهم ربما يعتقدون الولاية في اشخاص لم يتصفوا بها بل اتصفوا بالتخليط وعدم الاستقامة وينسبون لهم كرامات وخوارق عادات وأحوالا ومقامات وليسوا باهل لها ، ولم يوجد فيهم شئ منها فاراد هؤلاء المانعون للتوسل أن يمنعوا العامة من تلك التوسعات دفعا للايهام وسدا للذريعة ، وان كانوا يعملون ان العامة لايعتقدون تاثيرا ولا نفعا ولاضر لغير الله تعالى ولا يقصدون بالتوسل الا التبرك ولو أسندوا للاولياء شيأ لا يعتقدون فيهم تأثيرا فنقول لهم اذا كان الامر كذلك وقصدتم سد الذريعة فما الحامل لكم على تكفير الامة عالمهم وجاهلهم خاصهم وعامهم وما الحامل لكم على منع التوسل مطلقا بل كان ينبغى لكم أن تمنعوا العامة من الالفاظ الموهمة لتاثير غير الله تعالى وتأمروهم بسلوك الادب في التوسل مع ان تلك الالفاظ الموهمة يمكن حملها على المجاز من غير احتياج إلى التكفير للمسلمين وذلك المجاز عقلى شائع معروف عند أهل العلم ومستعمل على ألسنة جميع المسلمين
قال العلامة ابن حجر في الجوهر المنظم : "ولا فرق في التوسل بين أن يكون بلفظ التوسل أو التشفع أو الاستغاثة أو التوجه " ،، لان التوجه من الجاه وهو علو المنزلة وقد يتوسل بذى الجاه إلى من هو أعلى منه جاها ، والاستغاثة معناها طلب الغوث والمستغيث يطلب من المستغاث به ان يحصل له الغوث من غيره وان كان أعلى منه ، فالتوجه والاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وبغيره ليس لهما معنى في قلوب المسلمين الاطلب الغوث حقيقة من الله تعالى ومجازا بالتسبب العادى من غيره ، ولا يقصد أحد من المسلمين غير ذلك المعنى .. فمن لم ينشرح لذلك صدره فليبك على نفسه نسال الله العافية ..
فالمستغاث به في الحقيقة هو الله تعالى ، وأما النبى صلى الله عليه وسلم فهو واسطة بينه وبين المستغيث فهو سبحانه وتعالى مستغاث به حقيقة ، والغوث منه بالخلق والايجاد ،، والنبى صلى الله عليه وسلم مستغاث به مجازا ، والغوث منه بالكسب ولتسبب العادى باعتبار توجهه وتشفعه عند الله لعلو منزلته وقدره فهو على حد قوله تعالى (( وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى )) ، أى وما رميت خلقا وايجاد اذ رميت تسببا وكسبا ولن الله رمى خلقا وايجادا ،، وكذا قوله تعالى (( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم )) ، وقوله صلى الله عليه وسلم (( ما أنا حملتكم ولكن الله حملكم )) ، وكثيرا ما تجئ السنة لبيان الحقيقة ، ويجئ القرآن الكريم باضافة الفعل لمكتسبه ، ويسند اليه مجازا كقوله تعالى (( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ))
اننا نعتقد اعتقادا جازما ان الاستعانة والاستغاثة والطلب والنداء لله سبحانه وتعالى ، فمن استعان بمخلوق او استغاث به او سأله سواء أكان حيا او ميتا معتقدا انه ينفع او يضر بنفسه دون الله فقد أشرك ..
الله أجاز للخلق ان يستعين بعضهم ببعض وان يستغيث ببعضهم ببعض ، والاحاديث على هذا كثيرة جدا كلها تدل على اغاثة الملهوف واعانة المحتاج وتفريج الكربات . والنبي صلى الله عليه وسلم أعظم من يستغاث به الى الله سبحانه وتعالى في كشف الكربات وقضاء الحاجات . فأي شدة اكبر من شدة يوم القيامة فان الناس يستغيثون الى الله بخيرة خلقه .
فان قائل قائل : ان الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم انما تصح في حياته ، اما بعد موته فهو كفر وربما تسامح فقال ( غير مشروع ) أو ( لا يجوز ) .
فنقول : ان الاستغاثة والتوسل ان كان المصحح لطلبها هو الحياة فالانبياء أحياء في قبورهم وغيرهم من عباد الله المرضيين . ولو لم يكن من دليل على صحة التوسل به بعد وفاته الا قياسه على التوسل به في حياته لكفى فانه حي في الدارين دائم العناية بامته ، متصرف باذن الله في شؤونها خبير باحوالها تعرض عليه صلوات المصليين عليه من أمته ويبلغه سلامهم على كثرتهم ..
والحاصل ان مذهب أهل السنة والجماعة صحة التوسل وجوازه بالنبى صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته وكذا بغيره من الانبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين وكذا بالاولياء والصالحين كما دلت عليه الاحاديث السابقة لانا معاشر أهل السنة لانعتقد تاثيرا ولاخلقا ولاايجاد اولا اعداما ولانفعا وضرا الا الله وحده لاشريك له ولانعتقد تاثيرا ولا نفعا ولا ضرا للنبى صلى الله عليه وسلم ولا لغيره من الاحياء والاموات ..
وأما الذين يفرقون بين الاحياء والاموات فانهم بذلك الفرق يتوهم منهم انهم يعتقدون التأثير للاحياء دون الاموات ،، ونحن نقول الله خالق كل شئ "والله خلقكم وما تعملون" ،، فهؤلاء المجوزون التوسل بالاحياء دون الاموات هم المعتقدون تاثير غير الله وهم الذين دخل الشرك في توحيدهم لكونهم اعتقدوا تاثير الاحياء دون الاموات فكيف يدعون انهم محافطون على التوحيد وينسبون غيرهم إلى الاشراك سبحانك هذا بهتان عظيم..
هذه فقرات مما كتبت وقد وضعت اجاباتك مميزة بخط اكبر . عسى ان تدركها ...