كثير ممن يقولون لاإله إلا الله لايعملون بمقتضاها فمقتضاها أن تنفي كل مايعبد من دون الله وأن تثبت العبادة لله وحده , وهل هذا تحقق في الرافضة أو في غلاة التصوف , لا والله إنهم يقولونها لكن يجهلون معناها ألم يقل الله تعالى (( ومايؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) مساكين أنتم ياأهل التصوف إنكم لم تقدروا الله حق قدره جعلتم بينكم وبين الله وسائط بناء على قياس باطل حيث أنكم قستم الخالق على المخلوق فيما هو من اختصاص الخالق جل وعلا , وطلبتم المدد والعون من أموات لاينفعون ولايضرون (( وإن تدعوهم لايسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ماستجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولاينبئك مثل خبير )) اتبعتم ماتشابه من النصوص ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها عن حقيقتها , وأبعدتم النجعة في فهمها وحملتموها مالاتحتمله , إن غلاة الرافضة وأهل التصوف أشد جهلا من أهل الشرك في زمن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , فأولئك عرفوا معنى لاإله إلا الله لكنهم أنكروها ظلما وعلوا وأما غلاة الرافضة وأهل التصوف فنطقوا بها لكنهم أنكروها ولم يعرفوا معناها فجمعوابين خصلتين ذميمتين , أسألك بالله ياعاشق القبة كيف يكون مؤمنا من قال لاإله إلا الله وهو يشرك مع الله غيره , الرافضة جعلوا عليا إلها وبعضهم جعله ابنا لله , وأهل التصوف يجعلون لله أندادا يتوسلون بهم ويدعونهم من دون الله , أيعقل أن يكون هؤلاء في عداد أهل الإيمان !! وأما أهل المعاصي ممن نزهم الله عن الوقوع في هذه الشركيات من مرتكبي الكبائر وغيرهم فهم تحت المشيئة إن شاء الله غفر وإن شاء عذبهم , ولم يقل أحد من علمائنا الأجلاء أن صاحب الكبيرة يكفر بل هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته , هذا ماتعلمناه في بلادنا هذه حرسها الله , والوهابية إنما هو مصطلح أطلقه أهل البدع والشركيات علينا حتى ينفروا الناس عن الدعوة المباركة دعوة الشيخ الإمام المجدد الذي أحيا الله به دعوة الأنبياء والمرسلين ((أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) والطاغوت كل ماعبد من دون الله سواء كان ملكا مقربا أم نبيا مرسلا أم وليا صالحا , الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأسكنه فسيح جناته , وهذا المصطلح يطلق في الأصل على رجل في المغرب يسمى عبدالوهاب وهو من دعاة الخوارج , وليس الشيخ محمدا رحمه الله , إلا أن كثيرا من أهل الزيغ والضلال لم ترق لهم دعوة الشيخ فلم يجدوا حلا لينفروا الناس منها إلا هذا المصطلح فراج ذلك على كثير من البسطاء والجهلة , ولاشك أنها هذا الحل وهذه الحيلة هي حيلة البلداء .
ياصوفية العالم استيقظوا من رقدتكم فعلمائكم سيتبرؤون منكم يوم لاينفع حينها الندم , قال تعالى

( وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ماكانوا يعملون )) .
فهل لكم في آيات الله العبرة والعظة .