الحمد لله القائل :" َإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ " والصلاة والسلام على خير خلق الله القائل "عمّار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار" وعلى آله الطيبين وصحابته الميامين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
الرد الهادئ الموثق بالدليل على حديث الحضرمي المتعثّر والهزيل
اخي الكريم :
وهذه سقطة أخرى تدّعى من خلالها أنني أسرد فضائل معاوية بن ابي سفيان التي أسقطها الكثير من أهل السنن ذكرت لك أقوالهم الصريحة الموثقة في الردود السابقة .
فأين هي تلك الفضائل ؟
الحديث الذي قبلته وصححته هي الحجة الدامغة عليك لا لك
" علي لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق"
حديث الصادق واضح وضوح الشمس في ضحاها .
ولنترك أي حديث آخر . فهذا إقرار منك بان المؤمن لا يبغض الامام علي رضي الله عنه وكرم وجهه .
وان من صفات المنافق بغض هذا الصحابي الجليل . والآن نترك القارئ يحكم على مع ما فعله معاوية مع الامام علي ومع اولاده من بعده ومع أهل البيت قاطبة من سب ولعن وقتال وحرب وإذلال وتهم باطلة . هل تلك الافعال من وجهة نظرك تدل على محبة أو بغض ؟ والقارئ أيضا الفيصل والحكم !
ثم هناك نقطة هامة أظهرها التاريخ في صفحة معاوية وهي :
الوصاية بالخلافة من بعده لابنه يزيد المجمع على فسقه فهو السكير العربيد الذي استباح مدينة رسول الله وانتهك اعراضها .
كانت تربية هذا الفتى الفاسق في بيت والده معاوية وعلي يديه بالطبع هذه التربية الشاذة التي اصبح بها في تلك الحالة من الفسق والابتعاد عن تعاليم الاسلام والدين والإبن ينشأ على ما عوده أباه .
وبعد كل ذلك يأمر معاوية بالوصاية من بعده لابنه وهو أقرب الناس اليه ويعلم حق اليقين عن تفاصيل تلك التربية السيئة التي نشأ فيها ذلك الفاسق الذي مات في حالة سكر وهو عريان بين مجمعة من الجواري عندما طاحت به بلاطة في قصره سال منها دماغه .
وهذا بعض أقوال ائمة أهل السنة في يزيد :
قال اليافعي (وأمّا حكم من قتل الحسين أو أمر بقتله ممّن استحلّ ذلك فهو كافر) (شذرات من ذهب / ابن العماد الحنبلي : 1 / 68) .
قال التفتازاني في (شرح العقائد النفسيّة) (والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين ، واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت الرسول ممّا تواتر معناه ، لعنة الله عليه ، وعلى أنصاره وأعوانه) المصدر السابق.
قال الذهبي : (كان ناصبياً فظاً غليظاً ، يتناول المسكر ويفعل المنكر ، افتتح دولته بقتل الحسين ، وختمها بوقعة الحرّة) المصدر السابق .
قال ابن كثير : (ان يزيد كان اماماً فاسقاً …) (البداية : 8 / 223).
قال المسعودي : (ولمّا شمل الناس جور يزيد وعماله وعمّهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنصاره وما أظهر من شرب الخمر ، سيره سيرة فرعون ، بل كان فرعون أعدل منه في رعيّته ، وأنصف منه لخاصّته وعامّته أخرج أهل المدينة عامله عليهم ، وهو عثمان بن محمّد بن أبي سفيان) (مروج الذهب : 3 / 82) .
وروي أنّ عبد الله بن حنظلة الغسيل قال : (والله ما خرجنا على يزيد ، حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، أنّه رجل ينكح امّهات الأولاد والبنات والاخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة) (الكامل : 3 / 310 ) و (تاريخ الخلفاء:165).
هذا وقد صنّف أبو الفرج ابن الجوزي الفقيه الحنبلي الشهير كتاباً في الردّ على من منع سب يزيد واسماه ( الردّ على المتعصّب العنيد المانع من ذم يزيد ) .
فبعد أن كانت خلافة راشدة أصبحت ملكا عضوضا بنص الاحاديث .
ثم إنك رعاك الله تنتقص من شأن كتابات الادباء والمثقفين ممن كانت اطلاعات واسعة من مراجع أهل السنة عن تلك الحقبة التاريخية أظهرتها كتاباتهم ومؤلفاتهم .
عباس محمود العقاس ليس له علاقة بالحوزات او المراجع الشيعية وكذلك طه حسين وغيرهم كثير "ومنهم غير المسلمين" كل كتاباتهم حصيلة بحثهم الواسع والدقيق في تاريخ الخلفاء الراشدين ومن بعدهم عصر بني أمية .
اظهرت تلك الكتابات انصاف في الطرح بطرقهم الأدبية المعروفة .
وهنا أتوجه بالحديث لكل من يتابع هذا الحوار أن يبحث عن ( عبقرية الامام علي للعقاد ) و( الفتنة الكبرى علي وبنوه لطه حسين ) وسيجدها في معظم المكتبات العربية .
حينها سيقراء تحليل واسع ووصف دقيق لما جرى في تلك الحقبة الزمنية حصيلة بحث واسع جدا في كتب التاريخ والسيرة من مراجع سنية بحتة . لاعلاقة لها بالرافضة اطلاقا .
انتم سيدي وضعت لنا هذا العنوان ( فضائل معاوية ) فكان حتما أن يعلم المتابع أن أهل السنة اختلفوا في صحة تلك الاحاديث .
غير انهم اتفقوا في ماورد من فضائل في الامام علي واجمعوا على ان الفرقة الطاغية هي فرقة معاوية .
ولاعلاقة لهذا الحديث بمذهب الرافضة لان كل الأدلة التي سقتها لكم من مصادر أهل السنة فقط .
كلنا سيدي نضع صحابة رسول الله وخلفائه الراشدين في مكانتهم العالية السامية .
فخلافة ساداتنا ابوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم خلافة راشدة أيدهم وآزرهم ووقف بجوارهم الامام علي رضي الله وكان خير صاحب وسند .
ولهم مكانتهم الكبيرة في نفوسنا ونتقرب الى الله بحبهم والترضي عنهم وهذا مخالف لما عليه الرافضة .