عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2014, 02:08 PM   #185
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



التمسك بالهوية اليمنية لن يقدم حلولا..أفضل مما قدمه لقاء بوتسدام

بقلم /الباحث: علي محمد السليماني:


عدن المنارة


بعض الجنوبيين من المتمسكين بالهوية اليمنية والتي تعني بالضرورة بجزئية الجنوب التابعة للوطن,, اﻻم اليمن’’ الذي يعيش على مساحته الصغيرة 23مليون نسمة بينما جزءه الجنوبي يعيش فيه 3مليون وفق إعلام ما يلوكه نظام صنعاء الذي كانت تقول مملكة اليمن وجمهوريته ان بريطانيا احتلته عنوة عليها واقتطعته من اليمن اﻻصل وأقامت جبهة عليه دولة بسبب الظروف التي كانت تعيشها الجمهورية التي كانت في حالة حرب داخلية وتعتبرهم,, اليمن’’ ارتكبوا جرم الخيانة العظمى ﻻقامة دولة انفصالية بعد جلاء بريطانيا منه.

لكن هذا الكلام اليمني يدحضه الواقع والكثير من الحقائق التاريخية ومنها اْقدمية الجنوب العربي بحضاراته العريقة التي تزيد على السبعة آلاف سنة وفي التاريخ المكتوب تبداْ مملكة الجنوب العربي منذ اْستطاع العرب الجنوبيون هزيمة الاْرام في ,,مغان ’’ التي هي نفسها التي لاتعني غير,, معان ’’ اْو,, معين ’’ وهم ارام الاْولى التي تم اْستسلامهم كاملا في ظفار الشرق أو ما يمكن اْن نطلق عليها الأولى عام 3200 ق.م.

وكانت عاصمة هذه المملكة ,, ريبون’’ التي هي حريضة اليوم’ ومن بعدها مملكة حضرموت الكبرى والتي عاصمتها ميفعة’ وليس بوسع العبدالله الباحث اْن يسلم بسهولة ’’ إن حضرموت ’’ اْسم اْرض وليس اْسم عائلة هم اْحرار اْل يهبئر واْل عبدربشمس من قبيلة ضيفتين الحميرية من وادي ميفعة العظيم’’ وفيدرالياتها مملكتي اْوسان وقتبان’ ثم أولاد عمهم ملوك مملكتي حمير الكبرى من ذو ريدان وملوك مملكة حمير الصغري من ذو يزن, وهم جميعا من قبيلة مشرقن الحميرية ايضا من وادي ميفعة ومن شعوبهم ذو جدن ويشبم وكبر وغيرهم ,, وشعوب تعني في اللغة الحميرية بل في العرف الحميري حتى اليوم قبائل’’ تلك لمحة خاطفة على التاريخ في العربية الجنوبية اْو العرب الجنوبيون اْو مملكة حضرموت أو مملكة ذو ريدان او مملكة ذو يزن وكل تلك الاسماء نشاْت على اْرض الجنوب العربي المعاصر وتوسعت الى بلدان اكثر من قطر الجنوب العربي..

اما في ما يسمى باليمن بعد العام 1918م وقد كان اْحتله المعينيين بعد عودتهم من الرها في غزوهم الثاني عام 525 ق.م في الجوف ثم توسعوا لاحقا بعد اْحتلالهم وادي ماْرب عام 350ق.م وهو الأرض سباْ كما اسماها أبناء سباْ العرب.

وبدل المعينيين اسمهم منتسبين الى الارض سباْ’ واسماها الإغريق بلاد العرب السعيدة لكثرة امطارها ثم اسماها الاْحباش اْرض الحبشة في غزوهم الأول والذي حررهم منه الملك الحميري الجنوبي ذو نواس عام 518م ثم ايضا في غزوهم الثاني الذي استعانوا فيه بالروم عام 525م , بينما اسموا الاْرض الممتدة من تهامة الى جبال الحجاز وهي مايعرف في التاريخ القديم باْرض ,,شعبن كهلن’’ اْرض دوس نسبة الى العميل السبئي دوس ذو ثعلبان الذي اغتنم حادثة نجران في عهد الملك الحميري الجنوبي ذو نواس وحرض امبراطور الروم على حمير وملكها..

وفي التاريخ المعاش فقد ظهرت سلطنات وإمارات الجنوب العربي قبل ظهور ,,مملكة اليمن’’ بقرون حيث ظهرت سلطنة الواحدي في القرن الثالث عشر الميلادي وظهرت سلطنة الكثيري في القرن الخامس عشر الميلادي وذلك على سبيل المثال لا الحصر كما ظهرت سلطنة العبدلي اليافعي في القرن السابع عشر الميلادي في طورها الثاني.

وتأسست رابطة الجنوب العربي في عدن عام 1951م باْسم رابطة اْبناء الجنوب ’ ودعت الى استقلال ووحدة ارض الجنوب العربي الموزعة في 23سلطنة وإمارة ومشيخة وأوصلت القضية الى هيئة الاْمم المتحدة خلال الفترة1959/1967م وقدمت توضيحا شاملا وموثقا عن المنطقة وظروفها ودعاوي الزيف والاْطماع التي التي تقف خلف تلك الدعاوي وصدرت كل قرارات اللجان المختصة بمعالجة هذه القضية مؤكدة على وجوب استقلال ووحدة الجنوب العربي ومنها القرار الشهير الصادر عن الجمعية العامة لهيئة الاْمم المتحدة في 11ديسمبر 1963م والقاضي بوجوب استقلال ووحدة الجنوب العربي كما حددته الرابطة في مذكراتها وخطابها الشهير امام لجنة تصفية الاستعمار في 17ابريل 1963م ..

وأوضح فخامة الرئيس علي سالم البيض وهو من قيادة الصف الأول البارز في الجبهة القومية قال في اعتذاره: نحن يمننا الجنوب العربي من اجل الوحدة العربية وخطوتها الأولى وحدة أهم قطرين في الجهوية اليمانية ولكن وقعنا في,, كمين’’وفشلت الوحدة والآن نريد استعادة بلادنا بهويتنا الجنوب العربي.. ويتحجج بجهل أو لغاية رخيصة البعض من المحسوبين على الجنوب اْن الجنوب العربي لايشمل كل المساحة للجنوب اليمني ’ ويضربون مثلا بجهالة اْو بغيرها بحكومة اتحاد الجنوب العربي . التي ليس كل ’’ السلطنات ’’ المتناثرة دخلت حكومة اتحاد الجنوب العربي ولكن الجنوب اليمني اْدخلها في دولة الاستقلال..

وهذا الكلام الصغير باطل من اساسه فالجنوب العربي ليس وليد النشاْة كما يتصور الجهلة واْصحاب المصالح الضيقة من المحسوبين عليه وهو كما حددته الرابطة وكما هو في العصر الحديث السائد تحده سلطنة عمان الشقيقة شرقا والى جزيرة كمران غربا ومن الجنوب البحر العربي وخليج عدن ومن الشمال اليمن والسعودية بمساحة 112000 ميل مربع والجزر التابعة له في أرخبيل سقطرى والبحر الأحمر والبحر العربي وغيرها من الجزر العربية الجنوبية.

غير إنه من فائض القول اْن هناك ثلاث سلطنات في الجنوب العربي لم تدخل في حكومة الاتحاد وكانت في طريقها الى دخوله لكن تسارع الاْحداث لم يتح الفرصة للمناقشة في شروط حكومة اتحاد الجنوب العربي الذي ترك دستورها الباب مفتوحا امام السلطنات للدخول في اﻻتحاد وهذه الجزئية هي التي يتعلل بها من سلموا بدعاوي مملكة,,اليمن وجمهوربته ’’ﻻحقا ان الجنوب جزءا من الوطن الاْم ,, اليمن’’ بما فيهم دستور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية نفسها والذي جاء نتيجة لانقلاب 22يونيو 1969م بسب القانون رقم 8 الذي أصدره الرئيس قحطان محمد الشعبي وعرف بموجبه المواطن الجنوبي ’ وبعد الانقلاب تم استبدال هذا القانون بالنقش السبئي رقم 10 في 30يونيو 1969م عفوا قلت النقش ,, القانون’’.

وبموجبه اْصبح تعريف المواطن: هوكل يمني ويمنية في الداخل والخارج واضافت اتفاقيات القاهرة عام 1972م حول الحواجز والحدود والسدود كما جاء في صلب مقدمة تلك اﻻتفاقيات’ والغريب في الأمر اْن الجمهورية العربية اليمنية ظلت تتعامل مع أبناء الشعب الجنوبي بقانون مماثل للقانون رقم 8 الذي صدر في عهد الرئيس قحطان الشعبي رحمه الله حتى اعلان وحدة 22مايو1990م.

والعملة كانت الدينار ومن وحداتها الصغيرة الدرهم والفلس صادر عن مؤسسة نقد الجنوب العربي وتصميمها اْخذ في الاعتبار العمق الحضاري والثقافي والديني للعرب الجنوبيين ’ وهي سفينه ابونا نوح وناقة نبي الله صالح ونخلة مريم بنت عمران ’ وليس طبعا صادر عن حكومة اتحاد الجنوب العربي’ وهو -اْي الدينار- عملة التداول في كل سلطنات الجنوب العربي من لحج والضالع غربا والى سلطنة المهرة شرقا مرورا بسلطنة القعيطي والكثيري وتلك السلطنات الثلاث لم تدخل في حكومة اتحاد الجنوب العربي’ بعد هذا التوضيح هل يمكن الوقوف على المعنى السياسي والقانوني للاْسمين جنوب اليمن..

والجنوب العربي’ وبدون شك فقد كان الرئيس علي سالم البيض موفقا وشجاعا وهو يعتذر عنه وعن رفاقه لشعب الجنوب العربي عن ذلك الخطاْ الذي جاء في زخم المد القومي التحرري والوحدوي ووقع اصحابه في كمائن لاحصر لها وماعلى بقية من أساء الفهم والمعنى في التسمية غير اﻻعتذار والعدول عن التمادي في الغي وفي الخطأ’ وقد شاهدنا النتائج تتكرر في اللقاء الغامض الذي عقد في بوتسدام خلال الفترة من 8 /10 ديسمبر 2014م وكيف تلاعب الدهاء والمكر اليمني بعواطف القومية والوحدة لدى الرئيس علي ناصر محمد والرئيس حيدر ابوبكر العطاس ومن معهم من الجنوبيين وأعادوهم إلى الخلف عما كانوا يطرحونها من حلول وفيدراليات ولم يقدموا غير توسيع مجلس الشورى وبعض الوظائف وطبعا ذلك مؤقتا..

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس