عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2013, 04:20 PM   #19
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

في هذا الجزء الأخير من تعليقكم أرى أنه يجب الفصل بين مفاهيم الحداثة والتحديث و المعاصرة كمدخل منهجي للتحليل الأدبي، حتى لا يبدو أن مصطلح الحداثة وكأنه نص مفتوح على كل مضامين التقدم بحيث أننا لا نفرق بشكل صارم بين مضمون مصطلح الحداثة وبين مضامين مفاهيم التحديث والتقدم والعصرية أو التجديد.
فبينما الحداثة هي موقف عقلي، فإن التحديث نوع من الاستجلاب، وأما المعاصرة فشكل من أشكال التمرد على الواقع. والأدب العربي ككل لا زال في طور المعاصرة و لا زال يزحف نحو التحديث وليس الى الحداثة والانقلاب على الواقع التفكيري ككل بكل قيمه وفكره، وأن ظهر بعض الكتابات التي كانت تخرج بين حين و آخر عن هذا الإطار، الا انها بقيت أفكارا أدبيه مشبعه بثورة الادب الغربي المعاصر كما نراه لدى بعض شعراء المهجر كإيليا ابو ماضي و جبران و غيرهما. لذا لا يمكننا أن نقول أن القصيدة توجه نحو الحداثة قبل التحديث و المعاصرة فهي من القصائد العمودية التقليدية و حتى الفكرة نفسها يمكن أن نصنفها ضمن قصائد الفخر و الحماسة. و مرة أخرى نحن في معر ض تحليل و لست هنا بصدد الانتقاص.

و حول مسألة اللهجة و اللغة أمر لا خلاف عليه و لكني أتيت بالمثل على سبيل التضخيم كي أحدث التأثير الغائر في القارئ، و لا يختلف ذلك عن كون الأمر لهجة أو لغة في هوية الأدب و انتمائه فعندما يكتب الشاعر باللهجة المصرية نعرف أنها قصيدة تحمل الهوية المصرية أي كان قائلها و مثلها الخليجية و العمانية و غيرها و عندما يكون الشاعر من غير صاحب الهوية نقول أن الشاعر انتحل الشخصية لحاجة في نفسه، و يختلف ذلك عندما يتعمد الشاعر حشر بعض الألفاظ من لهجة ما أو حتى لغة ما كما يفعل شاعرنا المحضار في كثير من قصائده، كلمات بعضها انجليزية (كما في قصيدته و يني ووين الناس يا رمضان) عندما استخدم كلمة (ويك) (week)أي أسبوع أو حداد بن حسن في قصيدته (يا رب سالك) عندما استخدم كلمة (بنقا) و هي كلمة اندونيسية (BUNGA) و تعني زهرة وغيرها بينما تبقى السمة العامة للقصيدة على حضرميتها....لفظا و نكهة و سبكا و تراكيبا، في هذه الحالة لا يمكن أن ننسب القصيدة لغير بيئتها و هويتها و لنا عودة ان شاء الله
  رد مع اقتباس