عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2010, 09:09 AM   #6
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

ثمّ ردّ رقم: ( 15 )
اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]
.


ما يقلق الغرب أو يغضبهم ليس في تجميد عضوية في حلف الناتو أو تجميد اتّفاقيات عسكرية وتجارية مع اسرائيل من الجانب التركي ، فتلك مسائل وخطوات سهلة البحث والحوار بحيث تعود المياه إلى مجاريها بعد كم جلسات . إنّ الذي يقلقهم هو التّحرك الشّعبي وخطاب المقاومة الجديد ، ولعلّ ما كتبته صحيفة الواشنطن بوست عن مظاهرات الشعب التركي إثر مجزرة اسطول الحريّة يعطي صورة عن مدى ذلك القلق . كان تركيز الصحيفة على الصورة التي بدت جليّة في الشارع التّركي:

" كانت النسوة يرتدين الحجاب والرجال يضعون عصابة حماس المكتوبة بالعربية ويرددون عبارات التنديد بإسرائيل ".
" إن الغضب الشعبي اشتعل في الأيام الأخيرة بسبب الهجوم الدّموي الإسرائيلي على سفينة المساعدات التركية التي كانت متجهة إلى غزة الواقعة تحت الحصار الإسرائيلي ".
" في وقت كانت تعزز فيه تركيا علاقاتها بالحكومات الإسلامية في المنطقة وتتحول إلى صاحبة صوت أعلى في تأييدها للفلسطينيين ومحاولة منع العقوبات الأممية الجديدة على إيران ".
ومن وجهة نظر اقتصادية اعترفت الصحيفة بالفوائد التي جنتها تركبا من التقارب مع جيرانها والعودة إلى عمقها التاريخي:

" وقد حسنوا بشكل ملحوظ علاقاتهم بمنافسيهم في فترات سابقة كسوريا، التي كانت تؤوي المقاتلين الأكراد، وإيران التي كانت في السابق مصدرا محتملا للتطرف الإسلامي ".

وأشارت الصحيفة إلى أن السياسة الجديدة تقوم ، جزئيا، على توسيع العلاقات التجارية. فقد نما الاقتصاد التركي بسرعة ببروز مراكز تصدير ديناميكية سميت نمور الأناضول. كما نمت تجارة تركيا مع جيرانها أكثر من عشرين مرة منذ عام 1991 إلى عام 2008 ".

يتردد أنّ القرن الواحد والعشرين هو قرن الشّعوب ، ولهذا فالغرب قلق من مصير يكتنفه الغموض بعد أن تكشّقت للعالم حقائق الممارسات الغربيّة الخاطئة تجاه دول وشعوب الجنوب ، ذلك أنّ تحالف المقاومين اليوم تعالى فوق الخلافات الدينية والمذهبيّة في الدين الواحد والعرقيّة فيما بات يعرف بـ: ( أحرار ـ شرفاء العالم ) .

هذه أقوى من أيّ إجراء مضاد جزئي يصدر عن رموز دولة من هنا وأخرى من هناك . إنّ النّهوض الأممي المتمثّل في دول خرجت عن بيت الطّاعة الغربي وتنظيم صفوف شعوبها يقلق هذا الغرب الذي يدخل في أزمات ماليّة ستؤدّي حتما إلى مشهد آخر يحقق فيه المستضعفون في الأرض نصرا على الظلم والجور الذي لحق بهم في الماضي .

التوقيع :