عرض مشاركة واحدة
قديم 06-07-2012, 04:38 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ياسين سعيد نعمان.. ومسئوليته في استعادة وثائق تاريخ شعب الجنوب

: بقلم محمد عباس ناجي
الخميس, 07 يونيو 2012 16:19

إن هناك شيئين لا يمكن لأي مجتمع تعويضهما مهما بلغ من التطور: الأول, وهو موت الانسان , لهذا حرم الله قتل النفس البشرية إلا بالحق . بل واعتبر قتلها من أعظم الكبائر , والثاني, هو إتلاف الوثائق التاريخية بكل أنواعها , لهذا تحرص الشعوب المتطورة على حفظ وثائقها التاريخية القديمة والحديثة وتصويرها من عدة نسخ وفي أماكن مختلفة, لأنها تعي أن كل وثيقة تتلف سوى بفعل الانسان أو بفعل الكوارث الطبيعية من الصعب استردادها , وأنها لا تقدر بثمن مهما بلغ صغر حجمها.

وعلى سبيل المثال إن أي دولة قد تحدث فيها كارثة وتخسر طائرات وعمارات وسدود وتتلف أموال ... الخ . فإن هذه الدولة بإمكانها أن تشتري بدلاً عن الطائرات وتعييد بناء ما تدمر من منشآت , ولكنها لا تستطيع استعادة وثيقة مزقت أو أحرقت أو تحفة أو نقش أثري اتلف أو مسح .

شعبنا صاحب تاريخ عظيم ومجيد , مع الأسف تعرض تراثه القديم للسرقة والنهب والاهمال , وتعرض تاريخه المعاصر والحديث للتشويه والتحريف. بل كانت أخر كارثة مهولة تعرض لها هذا التاريخ عام 1994م بفعل احتلال نظام صنعاء للجنوب. ومن الصعب شرح مفاصل هذه الكارثة في عجالة كهذه. ولكننا سوف نستعرض واقعة واحدة فقط.

كان يعتبر مركز البحوث والدراسات التابع للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني ـ الحزب الحاكم للجنوب حينها ـ أهم مؤسسة تم فيها خزن ملايين الوثائق الخاصة بتاريخ شعب الجنوب , ومنها وثائق: فترة الاحتلال البريطاني , فترة الكفاح المسلح والاستقلال , وثائق دولة الجنوب وحزبها الحاكم السرية والعلنية , ووثائق العلاقات مع الدول الأخرى , وأهم الكتب والمراجع المتعلقة بتاريخ الجنوب الصادرة في الداخل والخارج. وأشياء كان من غير المسموح لنا ابناء الجنوب الاطلاع عليها.

كان المركز يشغل عمارة واسعة مكونة من اربعة طابق , وكانت هذه العمارة في مجمع قيادة الحزب الاشتراكي, ثم اصبح مقر وزارة الدفاع لدولة الجنوب في مديرية التواهي بعدن . قيادة المنطقة الجنوبية حالياً. فقامت سلطات صنعاء منذ اللحظات الأولى لاحتلالها لمدينة عدن ـ عاصمة الجنوب ـ بنقل وثائق ذلك المركز إلى صنعاء , فهي تدرك اهميتها.

الغريب أن قيادة الحزب الاشتراكي اليمني بعد احتلال الجنوب عام 1994م ظلت تطالب نظام الاحتلال في صنعاء بإعادة مباني مقرات الحزب التي تم السيطرة عليها حتى استعادة تلك المقرات , فكانت تعتبرها مشكلتها الأولى , ولكننا لم نسمعها يوما تطالب بما هو اهم , وهي استعادة وثائق تاريخ شعب الجنوب. وكأن هذا التاريخ لا يعنيها.

لقد حاولنا من جانبنا أن نثني الدكتور / ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الحالي عن التوقيع على المبادرة الخليجية عن طريق رسالة وجهناها له في حينه ونشرناها علناً , لأننا اعتبرنا توقيعه عليها كزعيم جنوبي بمثابة سوط جديد سوف يسلط على شعب الجنوب. غير إن رأينا لم يؤخذ بعين الاعتبار من قبله , ونترك هذا الأمر للتاريخ.

اليوم وقد اصبح الحزب الاشتراكي الذي كان حاكما للجنوب حزباً مشاركاً في الدولة والحكومة المحتلة للجنوب , فإننا نناشد سيادة الدكتور/ ياسين سعيد نعمان ليس لأنه أمينا عاما للحزب الاشتراكي , وإنما لأنه في المقام الأول جنوبي , وثانياً , لأنه رجلا مثقفا أن يعمل على استعادة وثائق شعب الجنوب التي قام بنهبها نظام صنعاء عام 1994م وفي مقدمتها وثائق مركز البحوث والدراسات الذي كان الحزب مشرفا عليه. فهي ليس وثائق حزب , وإنما وثائق تاريخ شعب. ونعمان من غير المعقول أنه لا يدرك اهميتها.

واذا كان الحزب الاشتراكي مشاركا في السلطة ولا يستطيع أن يستعيد هذه الوثائق فإنه اشرف له أن ينسحب فورا.

قد يقول البعض أنه كان جدير بي الاتصال هاتفيا بنعمان حول هذه القضية بدلا من نشرها علناً, اقول انني اتصلت به عدة مرات ولم يرد مع الاسف, وقبل أن اكتب هذه المقالة بدقائق ارسلت له رسالة عبر الهاتف , ولم اجد رداً. كما إن قضية مثل وثائق تاريخ الجنوب ليس بالأمر الهين والبسيط , وإنما هي قضية تستحق منا الجنوبيين جميعا جعلها قضية محورية في نضالنا.

المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي .

الأربعاء 6 يونيو 2012م
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس