عرض مشاركة واحدة
قديم 04-19-2010, 04:35 PM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي ضرب لنا مثلا ، ولم يستحي من نفسه...!!

.

وطأت جحافل الروم ثغور بلاد الإسلام ، فقاوموهم الرجال بما استطاعوا ، وامام قوة غير متكافأة ، اقتحم فرسان الروم بخيولهم قرية يقال لها (( عمورية )) تقع في ثغور الشام ، فصاحت إمرأة عربية خافت من أن تكون سبية (( وامعتصماه )) وكان حينئذ المعتصم بالله خليفة المسلمين في بغداد ، ووصل ذلك النداء وتلك الصيحة من تلك الإمرأة العربية الحرة الى مسامع المعتصم بالله ، فهزه النداء وأستنهض جيشه وأعلن التعبئة العامة وتحرك بنفسه بعدما قال : قولوا لها لباك المعتصم ، وزحف جيش المسلمين نحو الثغور وفر الروم منهزمون فقال الشاعر العربي ابوتمام قصيدته المعروفة:

السَّيْفُ أَصْدَقُ أَنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ ........... فِي حَدهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِد واللَّعِبِ

بيضُ الصَّفَائِحِ لاَ سُودُ الصَّحَائِفِ فِي ........ مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والريَبِ

وفيها يقول مختتما قصيدته الرائعة :

خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ ........... جُرْثُومَةِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ
بَصُرْتَ بالرَّاحَةِ الكُبْرَى فَلَمْ تَرَها ...............تُنَالُ إلاَّ على جسْرٍ مِنَ التَّعبِ
إن كان بَيْنَ صُرُوفِ الدَّهْرِ مِن رَحِمٍ ........مَوْصُولَةٍ أَوْ ذِمَامٍ غيْرِ مُنْقَضِبِ
فبَيْنَ أيَّامِكَ اللاَّتي نُصِرْتَ بِهَا .................وبَيْنَ أيَّامِ بَدْرٍ أَقْرَبُ النَّسَبِ
أَبْقَتْ بَني الأصْفَر المِمْرَاضِ كاسْمِهمُ ......صُفْرَ الوجُوهِ وجلَّتْ أَوْجُهَ العَرَبِ


ملخص القصة ومشاهدها كالآتي :
(( عدو يغزو بلادالمسلمين بجيشه ، يقتل الرجال ويسبي النساء والأطفال ، (( إمرأة )) عربية ضعيفة صاحت تستغيث بخليفة المسلمين ، مهمة الدفاع عن بلاد الاسلام تقع اعراضهم وارواحهم وامواله أمانة في عنقه ، ثم شاعر يقول قصيدة رائعة لازالت تدرس في الأدب العربي ))..

هذا ملخص لمقارنة سنأتي عليها لاحقا بعد أن كتب أحد المتنطعين الذي عجزوا عن الدفاع عن انفسهم ونساءهم من هجمة (( الصواميل )) حين كان نظام زياد بري الشوعي يتهاوى في مقديشوه ، وانقسمت قبائل الصومال الى فرق تتقاتل وتتحارب وتحولت البلاد الى اليوم ساحة فوضى وانفلات وغياب للدولة والسلم والاستقرار .

المتنطع المذكور والمستورد إلينا من تلك البلاد التي لازالت قبائلها تتناحر كتناحر قبائلنا قبل أن يسخر لنا (( علج نصراني )) اسمه انجرامز فرض الأمن والأمان والسلم الإجتماعي وأقام بنية دولة حديثة .
المتنطع المذكور وضع رابطا لأغنية دون حياءا أو خجل ، و زعم أنها (( استفار للأمة )) وفي رأيه أن هذا الاستنفار لايقل أهمية عن استفار شاعر مغمور كان هجاءا ومداحا عاش في حيدر آباد الهند اسمه (( صلاح الأحمدي )) ، وهذا الإستنفار الذي وضعه المتنطع المذكور ليس لإستنفار قبائل شرق افريقيا خاصة الصومال التي فر منها ، ولكن استنفار الأمة العربية من قبل فنانة لبنانية اسمها (( جوليا بطرس )) كانت تصرخ بصرخات اشبه بصرخات الشاعر الأحمدي (( وين الملايين )) وإن كانت (( جوليا طرس )) تقصد الملايين سكان الدول العربية ، وربما لو قالها الشاعر الأحمدي فإنه سيعني بها (( ملايين الروبيات )) التي عاش وهاجر وهو يحلم بجمعها دون طائل ، حتى وإن لجأ الى شحذ الناس العطايا بالمدح تارة ، وبالهجاء تارة أخرى .

وملخص القصة أن المتنطع لا يدرك عادات العرب قديما وحديثا ، فصرخة الاستغاثة والنداء هي صرخات توجهها النساء واشباه النساء من المستضعفين ، كتلك الصرخة التي وجهتها المرأة العربية في نداء الاستغاثة للمعصتم ، وصاحبنا المتنطع كما تعودنا منه يبربر والبربرة هنا ليس نسبة الى قبائل البربر العربية ولكن نسبة الى (( بربرة )) ميناء معروف نسي حذاءه حين فر عبره هاربا الى عدن .

عموما من حيث يدري ، أو ربما لايدري عن جهل أراد هذا المتنطع بأنه يساوى بين إمرأة عربية في عمورية استغاثة بمعتصم ، وبين بمطربة لبنانية استغاثة بملايين عرب من على شاكلته ، من جهة ، وبين شاعر ذو اصول يافعية ونشأة حضرمية وجنسية هندية اسمه الأحمدي من جهة أخرى .

وربما أن المعادلة من وجهة نظره صحيحة (( إمرأة من عمورية > جوليا بطرس > صلاح الأحمدي )) معادلة اترك للقارئ استخلاص النتيجة منها .

واترك المتنطع والمناضل اليساري (( الرفيق مسروروف )) يرقص طربا مع من يرقصون كما نشاهدهم في هذا الرابط ، مع (( جوليا بطرس )) تستنفر الملايين والرفاق من هم على شاكلته يرقصون ولا يلبون كما قال ذات يوم معتصم قولوا لها (( لباك المعتصم )) .......!!


.



.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 04-19-2010 الساعة 04:47 PM
  رد مع اقتباس