عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2008, 04:09 AM   #15
( masterkey )
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ( masterkey )

افتراضي



حديث ( لعن الله اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) لايصح إطلاقاً ولو رواه من رواه لأن متن الحديث هذا يصادم القرآن الكريم مصادمة صريحة ويخالف كل ماقاله القرآن الكريم .. ومعلوم أن ماصح من حديث رسول الله لايصادم القرآن الكريم ولا يناقضه .. ولو قبلنا مثل هذه الأحاديث لأصبح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يناقض ويصادم القرآن الكريم وحاشا رسول الله أن يصادم القرآن الكريم في كل ماقاله صلى الله عليه وسلم .. فعلينا أن نرد مثل هذا الحديث ولو رواه من كان .. وعلينا أن ننزه رسول الله صلى الله عليه وسلم من مصادمة القرآن الكريم .. لأنه أحق بالتنزيه من رواة الحديث مهما علا شأنهم .. فهو صلى الله عليه وسلم المعصوم وأمّا رواة الأحاديث لاعصمة لهم .. وعلى أقل تقدير يجب أن نحمل الحديث على غير هذا المعنى والتأويل الباطل ..

وحتى نبيّن تضاد هذا الحديث ومصادمته لصريح القرآن الكريم نقول بعون الله مايلي : علّة هذا الحديث في متنه دون الرجوع إلى سنده وكافة طرقه .. والمعلوم عند أهل الحديث أن كل حديث معلول المتن فلا يؤخذ به فكيف إذا كانت هذه العلّة تناقض أو تكذّب القرآن الكريم .. وهذا الحديث يناقض ماورد في القرآن الكريم كيف ؟؟ متن هذا الحديث يظهر بأن اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد .. ومعنى ذلك : أنهم عظّموا وقدسوا الأنبياء وبالغوا في تعظيمهم حتى إتخذوا قبورهم مساجد .. ومن المعلوم بأن الناس لاتتخذ ولا تبني على قبر أحد مسجداً إلا إذا كانوا يعظّمونه أو بالغوا في تعظيمه .. بينما القرآن الكريم يثبت عكس ذلك تماماً .. فالقرآن الكريم يثبت بأن اليهود لم يعظّموا الأنبياء والرسل .. بل ما أثبته القرآن الكريم هو أن اليهود والنصارى إستخفوا بالأنبياء والرسل بل كذبوهم وقتلوهم وكانوا يؤذونهم ..
وقال تعالى: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُون ) البقرة: 87
وقال تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) البقرة:91
وقال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) الصف : 5

فهذه الآيات الكريمة تنطق وتشهد بإستخفاف اليهود بالأنبياء .. وقتلهم لأنبيائهم وتكذيبهم لهم .. ولو طرحنا سؤالا إفتراضيا على هؤلاء الذين يتمسكون بهذا الحديث وقلنا : كيف يتخذ اليهود والنصارى قبور أنبيائهم مساجد ؟؟ هل هم إتخذوها مساجد لأنهم يعظموهم ؟؟ فإن كان جوابهم : نعم قلنا لهم : القرآن الكريم يكذّبكم فقد جاء في محكم التنزيل أن اليهود والنصارى يستخفون بالأنبياء والرسل ويقتلونهم فكيف تقولون بأنهم يعظّموا الأنبياء والرسل ؟؟ وإن قلتم : لايعظموهم ويقتلون الأنبياء قلنا لكم : كيف سيتخذون قبورهم مساجد وهم قتلوهم وكذّبوهم ؟؟

ثم اننا نطالبكم أن تعلمونا وترشدونا إلى قبر نبي واحد من أنبيائهم .. فهذا موسى عليه السلام وهو أعظم أنبياء بني إسرائيل أين قبره ؟؟ وأين المسجد الذي إتخذه اليهود على قبره ؟؟ فإلى اليوم واليلة لم نسمع ولم نعلم بأن اليهود إتخذوا قبر نبيا واحدا من أنبيائهم مسجدا .. فأين هذه المساجد أو الأبنية و أين كانوا يسجدون ؟؟ فإن قيل : إتخذوها مساجد للسجود ولم يبنوا عليها فنقول لهم : لم نسمع بأنهم اليهود إتخذوا قبور الأنبياء مساجد ولم نعلم بأنهم قد بنوا على قبر نبي من أنبيائهم مسجداً .. بل هم قتلوا الأنبياء وكذبوهم وإستخفوا بهم بنص القرآن الكريم .. ولم نعلم بأن أحداً من اليهود إلى يومنا هذا يتحرّى أو يبحث عن قبر موسى عليه السلام أوغيره من الأنبياء ليسجد عنده ..

من ذلك يتبيّن لنا أن متن هذا الحديث معلول ومناقض للقرآن الكريم .. ويكفي هذا الحديث أنه عارض القرآن الكريم .. وما يعارض القرآن الكريم فلا شك أنه ليس من قول النبي صلى الله عليه وآله .. وأنما هو من الموضوعات والمكذوبات ولو رواه من رواه .. فإن الثابت هو أن قول النبي صلى الله عليه وآله لايعارض القرآن الكريم ولذلك لا يصلح هذا الحديث للإحتجاج والاستدلال فقد ظهر سقوطه وبيّنا وضعه فهو مردود لتناقضه مع جاء في القرآن الكريم وكفى ..

سلام
  رد مع اقتباس