عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2013, 12:45 AM   #68
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

الجنوب العربي" عدني من أصل يمني يقول أسرة جنوبية واحدة


أسرة جنوبية واحدة

الأربعاء 02 يناير 2013 12:36 مساءً

أنيس محمد الحبيشي

منذ حرب صيف 94م و بعدها و أنا ألعن تلك الحرب التي استباحت الجنوب أرضا و هوية و تاريخا . . و كتبت ذلك في صحف كثيرة ؛ و فندت فتواها الظالمة للشيخ الديلمي و أبطلت تخريجاتها الأصولية و الفقهية . . و رفضتها طوال 18 سنة الماضية !

و فور إعلان مشروع التصالح و التسامح عام 2006م بجمعية ردفان الخيرية كنت من الداعين إليه بشدة ؛ و بينت الأصول الشرعية التي تستند إليها منها قوله تعالى : > فمن عفا و أصلح فأجره على الله < ؛ و وصف رسول الله _ صلى الله عليه و سلم قطيعة ذات البين بالحالقة تحلق الدين !

بعدها شهدت أكثر مسيرات الحراك الجنوبي و فعالياته و مراسم تشييع شهدائه الأبطال ؛ و يعرف ذلك نشطاء بارزون جدا . . و ساهمت في إعداد الوثيقة الشرعية للقضية الجنوبية عام 2009م .

إلى أن كنت في طلائع انطلاق شباب السادس عشر من فبراير في الساعات الأولى بالمنصورة !

في كل هذه المشاهد لم أحس يوما و لا أشعرني أحد بأنني من عرب 48 ! ؛ و هم الجنوبيون من أصول يمنية ( ! ) .

لذلك بذلت قصارى جهودي في زيارة أبناء عدن و أسرهم و منتدياتهم ؛ و إقناعهم أن الجنوبيين كلهم أسرة واحدة مهما تعددت جذورهم التي منها ينحدرون !

و ضربت لهم أمثالا مشهودة من كل مراحل التاريخ أن الناس بأوطانهم التي انصهروا فيها لا بأصولهم التي بقيت لكثيرين جزئية من ماضي أجدادهم لا علاقة لها بحاضرهم !

و مثلت لهم بنماذج منها الرئيس الأمريكي أوباما ؛ حيث أصله كيني و لكن وطنه أميركا . . و كان محمد علي باشا ألباني الأصل لكن وطنه مصر . . و كان الخميني هندي الأصل لكن وطنه إيران . . و أصول علي عبدالله صالح و بيت الأحمر هي فارسية لكنهم يمنيون و يعادون إيران ! و غيرها كثير و كثير .

و أن الإحتلال هو الذي يبث المخاوف لدى الجنوبيين من بعضهم البعض ليتمكن من إضعاف القضية الجنوبية بإخراج شرائح كثيرة و منها هذه الشريحة الواسعة و التي تشكل نسبة كبيرة من نسيج عدن الأم الحنون للجنوبيين !

و لما كان شهداء الجنوب الأمجاد قد مثلوا كل أطياف النسيج الجنوبي في أصدق برهان أكد عدالة خط الإستقلال الذي رصفوه بدمائهم و أشلائهم الطاهرة ؛ فقد قدمت هذه الشريحة شهداء من أغلى أبناء الجنوب منهم الأبطال شرف محفوظ ، و فهمي الفروي ، و هائل العريقي ، و غسان ميوني ، و حميد المقطري ، و على حمود عبدالرحمن ، و جلال ناصر ، و و و و كثيرين جدا لا يحضرونني الآن . . كلهم فدوا تراب الجنوب الطاهر و إن تعددت جذورهم و جيناتهم !

كنا و لا زلنا و سنظل جنوبيين ؛ سقطت رؤوسنا و رؤوس آبائنا على هذه الأرض التي لم نعرف غيرها وطنا كل عمرنا ! . . نبتت لحومنا و عظامنا و دماؤنا من بقلها ، و قثائها ، و فومها ، وعدسها ، وبصلها ! . . و ارتوت أجسامنا من مائها العذب الزلال ! . . و امتلأت صدورنا من نسيم هوائها الصافي !

لقد انصهرنا في الجنوب مثل زبر الحديد ؛ و استحال على مفتشي الجينات و الجذور أن يفصلونا عنه أو يستطيعوا لنا نقبا!

لذلك استحق الجنوب منا أرواحنا و دماءنا ؛ الدم الدم ؛ و الهدم الهدم ؛ كما قال سيدالخلق صلى الله عليه وآله وسلم لما أختار المدينة و أهلها له وطنا ! .

إلا أنه في الآونة الأخيرة و بعد حاجة في نفس الاحتلال قضاها ؛ كتلك التي باركها مهندس احتلال الجنوب و نهبه و تدميره علي محسن الأحمر . . بدأت تتوالى على شخصي الإهانات من أنصار الحوار الشمالي و أزلامه ردا على تعليقاتي و منشوراتي الرافضة للحوار . . تنعتني بأنني شمالي ضيف على الجنوب ؛ و علي أن أحترم المضيف قبل أن يتم ترحيلي إلى الشريجة فور الاستقلال ! !

و ياغريب خليك أديب !!!!! .

حتى كأنني اليوم فقط أحسست غربتي في وطني الجنوب !

و أعترف أن اليوم فقط قد تضاعف الشعور بالخطر العظيم المحدق بنا الذي يرعاه المحتل و تنفذه أيدي جنوبية مأسوف عليها !

أعترف بكراهيتي لهذا الخطاب و مفرداته . . و لكن مكره أخاك لا بطل !

و لكن لا يأس مع الجنوب !

و يمكن القول اليوم أن الشيء الذي لن يقدروا قدره ؛ و لن يبلغوه مهما حاولوا هو وقف هذا المد الجنوبي المتعاظم ؛ و كذا لن يقدروا على إحباطنا و تثبيط عزائمنا و حرفنا عن خط الاستقلال الناجز غير المنقوص مابقي الجنوب !

و لن يقدروا كذلك على التفريق بيننا نحن الجنوبيين مهما اختلفنا ؛ . . فالتصالح و التسامح أضحى عقدا اجتماعيا و وطنيا و أدبيا و أخلاقيا و أساسا متينا من أسس ملامح المستقبل !

الجنوب هو عشقنا الأبدي ملك النفس و الجسد و الدم و استحقه منا خالصا ما بقينا !

جميع الحقوق محفوظة الامناء نت © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس