عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2012, 03:18 AM   #10
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ستوب أند شوب Stop &Shop " " يَعُوقَ ويَغُوثَ ونَسْراً

6/27/2012 المكلا اليوم/ كتب: عَبْدَ الله بِنْ آل عَبْدَالله

لا نبكي على ما فات فتلك مشيئة الله كانت، فالذنب يأتي بالكرب ، ولابد أن هناك ذنوبا جمة أراد الله أن يطهرنا منها فسلط علينا قوما شياطين جلبوا لنا رؤوس الشياطين ، وستستمر علينا الكوارث ما لم نتخلص من ذنوبنا ، وذنوبنا ليست فقط في ارتكاب المحرمات فعلا وقولاً ، بل السكوت عن الحق ايضاً ذنبٌ كبير ، وترك الوطن عرضة لعبث الشياطين ذنبُ اكبر ، والمسئولية على الكبير قبل الصغير وعلى الرجال قبل النساء ،فرجال الوطن شيبا وشباناً هم ولاة الأمر في قول الحق والدفاع عنه وتطهير الأرض من تلك الشياطين القادمة من غربنا وخلفهم عبدة الشياطين من أرضنا وإلا ستستمر الكوارث . ما فُتحت مكة إلا بهدم اصنامها ورفع كلمة الحق بها ،

وما أحتلت حضرموت إلا با لاستسلام ليغوث ويعوق ونسرا ،وقد اضلوا كثيراً ,
هُلك يغوث ويعوق ، وهرب نسراً وظهر وداً وسواعا ،،

إنها الشياطين ، لا تيأس ، فقد توعد إبليس لربه بأن يغوي من يتولونه ، وما يتولون الشياطين إلا الضعفاء وقليلي الإيمان بربهم وبوطنهم وأمتهم .
يا أهل حضرموت يا شباب حضرموت يا حراك حضرموت ، تحرروا من عبادة تلك الأصنام ، إنكم أهل دين وأهل وطن وأهل تاريخ وحضارة ، أنظروا الى جواركم الشمالي والشرقي ، كيف كنا وكيف كانوا وماذا صرنا وماذا صاروا ، وأقيموا سداً على الجوار الغربي ،حتى يميلوا للحق .


حياتنا في عهد يغوث ويعوق ونسرا

ماذا كنا نآكل ونشرب ونلبس ، قد تتعجب عزيزي القارئ من مثل هكذا سؤال كون مثل هذه الأسئلة لا يُسأل عنها عادة إلا السجناء عن ظروف سجنهم ، ولكنه ليس بغريب في ذلك الزمان المهين الذي حَكمنا فيه شياطين الإنس من الرعاع وسفهاء القوم .

ليس هناك من رجال أعمال و تُجار في تلك الحقبة السيئة غير ذلك التاجر الحكومي واسمه شركة التجارة الداخلية ،ذاك هو التاجر الوحيد الذي كان يتحكم في مآكلنا ومشربنا وملبسنا ،

كان يبيعنا الغذاء والكساء من خلال دكاكينه الكبيرة نوعا ما ،حيث أنها أكبر من دكان الشحاري ( الحضرمي ) والجبلي( اليمني التعزي) كما يسمونهم في عدن ، وكان لهذا التاجر الاشتراكي فروعاً في كل أحياء عدن المحتلة كما يصفها أبناء عدن الأصليين وفي حضرموت المحتلة أيضاً كانت الحالة كذلك بل أسواء.

قبل أن يكون لدى المواطنين والمستوطنين في عدن بطاقات هوية شخصية ، تم تزويدهم ببطاقات تموينية أو كما يقال لها في عدن بطاقات ( الراشن) أو بطاقة الفقراء كما يسميها البعض ، من خلال تلك البطاقات يشتري المواطن والمستوطن ما لذ وطاب !من الأكل والشراب ، ومن القميص والبنطال والشُرَّاب، وكل ذلك من تحت سقف واحد !
دكان ذلك التاجر الاشتراكي عادة يتكون من (ستايل واحد) تتصدر جدرانه صور الأصنام الثلاثة ( يعوق ويغوث ونسرا)، وبه كاونتر بطول المحل تقريبا ،ليس هناك بضاعة تذكر على الأرفف إلا بعض العينات ، وفي الخلفية مستودع صغير لتخزين تلك المؤن .

حتى لا تحتار في الاختيار فقد اختار لك عزيزي المواطن رفاق السؤ والجهل كل شيء ، فقط أبرز بطاقتك التموينية وبموجب عددكم في المنزل ، يعطيك الموظف والعضو النقابي في الحزب من القائمة المتعارف عليها والتي تحتوي على عشرة اصناف من المواد الغذائية وأربعة اصناف من المنظفات ، هذه هي بضاعتهم.

لقد قرر أعضاء اللجنة المركزية للجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني الخبيث لكل فرد في الأسرة شهرياً كيلوا من السكر وعلبة واحدة من الحليب لكل الأسرة ، وقس على ذلك عدد من كيلوات الأرز الصيني ( في البداية كانوا يأتون بأردى الأنواع وهو النوع الذي يتكون بعد التصفية ويسمى الكسر أي الرز الحثالة (بواقي التصفية ) ثم بعد ذلك استوردوا نوعٌ افضل منه، وللإنصاف فقد كان جيداً ولكن لا يأتي إلا بكميات قليلة ، ونوع تايلندي اعتقد أن استيراده كان خصيصاً للحضارم ( للرز المريوك أي المعجون) ، ايضاً عدد محدود لكل أسرة من كيلوات الدقيق (الرمادي) كذلك صابون الجسم هناك نوع واحد فقط اسمه ( ليلى) أما صابون الغسيل فهو نوع واحد في أكياس كبيره ذؤ رائحة نتنة لكل شيء للملابس والصحون والحمامات وهلم جر ،الشامبو ايضا صنف واحد تقريبا لا أذكر نوعه المهم انه يعطيك رغوة، وكان مناسب لشباب الأفرو .

أما بالنسبة للعطر فكان الموجود في كل مخازن عدن عطر ما بعد الحلاقة الشهير (اولد سبايس Old Spice)

، أيضا لكل اسرة حصة من الثوم الصيني وعلبة تانج وعدد من علب الصلصة وكلها صناعة صينية من أردى الأنواع ، والتي لا يشتريها الصينيون أنفسهم من اللذين يأتون للمشاريع حيث يٌحضرون مئونتهم معهم كما يفعل كل موظفي السفارات ، هذا تقريباً كل ما يحتويه دكان ( الاشتراكي ) على وزن دكان الجبلي والشحاري . أما دكان الشحاري والجبلي فيحتويان على بعض المنتجات التي يبيعها إياهم المواطنون والمستوطنون من حصتهم التي يحصلون عليها من دكان الاشتراكي ، وتكون إما زيادة عن الحاجة أو ممن يريدون شراء القات او السجائر بدلا عن الأكل فيبيعونها بزيادة طفيفة في السعر ،وكذلك ما يقوم ببيعه مسئولي تلك الدكاكين الاشتراكية مما يسرقونه من دكاكينهم للشحاري وللجبلي إضافة إلى سليط المعصرة والسمن البلدي إن وجد.

كذلك مما اشتهرت به تلك الداكين الاشتراكية البطاريات ( الحجار) من ماركة 555)) ثلاث خمسات ، ولشهرتها هذه قصص كثيرة سنأتي عليها.

بالنسبة للماكولات ليس لها تاريخ انقضاء أو انتهاء الصلاحيةExpiry Date ، حيث لا يظهر على كثير منها التلف خصوصا السكر والأرز والله الحافظ ،وما يبدوا عليه التلف لا يبخلون به على المواطن فيعطونه إجباريا حصة أكبر! كالصلصة عندما تبدأ عليها مظاهر التلف من صدأ وانتفاخ ،وكذلك البطاريات حيث فسادها ظاهر من حيث انتفاخها وخروج السائل السام منها ، لذا كما يقول العدانيه ( يكعفوننا بها ) أي يجبروا المواطن بنصف درزن وأحيانا درزن على حسب المخزون (الأستوك) من الصلصة و البطاريات والتي يريدون تصريفها ،فيجبرون المواطن المسكين بدرزن من البطاريات ومثله من الصلصة التي بدأ يكسوها الصداء وذلك مع كل كيلو سكر، وإلا فلا تُعطى حصتك من السكر .اما في حضرموت فكانت حصة الفرد أقل منها في عدن .

وما أذكر ذلك حتى أتذكر قصة حكاها لي احد الحضارمة ، ليحدثني عن شخص يدعى سالمين وهو رجل مشهور في مدن الساحل بحضرموت ،ولديه مقهى في المكلا او الشحر ، وكان يتردد على مقهاه بعض عبدة الأصنام من الاشتراكيين الهمج فرع حضرموت لشرب الشاي ،

فكان يأتيهم بفنجان الشاي مع بطاريتين ، فيقولون له كنك يا سالمين واه ذي الكلام ، يقول لهم مع كل كيلو سنكر تعطونا نص درزن ونا عندي مع كل فنيان أي فنجان حيرين أي حجرين "بطاريتين" .

طبعا بحكم أنه رجل مشهور بالسخرية كانوا يتقبلون منه ذلك ولا يبلغون عنه أمن الدولة في عدن ،وله في ذلك العديد من القصص . منها قصة الشاه المصرية اوالهندية ذات الأذاني الطويلة ، فقد كان سالمين يربطها بأحد أعمدة قهوته ، فيسأله رعاع الاشتراكية ، كنك يا سالمين رابط الشاه ، يقول لهم هذي أجنبية وخايف تختلط بالغنم الحضرميات فتعملون لنا قضيه وتحبسونها ، ويقصد بذلك قانون منع اختلاط الشعب بالأجانب ، !!

أما اللحوم فكانت الكباش الأسترالية من الحجم الكبير والتي يبدأ طبخ لحومها منذ الصباح الباكر لتكون جاهزة لوجبة الغداء ، وطبعا ليس للفقراء الذين تزايدت أعدادهم نصيب في هذا اللحم البلاستيكي. قد يكون الوضع أفضل في حضرموت حيث أن حضرموت تعتمد على إنتاجها المحلي ، ولكنها لم تسلم ،

أما الأسماك فقد خلا سوق السمك المركزي ( الماركيت) بعدن تقريبا من الأسماك الجيدة المعتاد عليها والتي كانت بكثرة في أيام الانجليز ،طبعا لا مقارنه في نظافة السوق والنظام المتبع فيه والكم والنوع ، لتحل محلها أسماك غريبة الشكل والطعم وكان اشهرها سمكة تسمى ( إسطوانة أم كلثوم) والثعابين البحرية . وأسماك الباغة التي نشتريها مباشرة من الصيادين سراً وتحت جنح الظلام في صيرة .

الخضار إعتمد الأهالي في عدن على المنتجات الزراعية من لحج وابين ، وهي لا تتعدى الكراث والفاصوليا والبامية والباذنجان والبطاطس ومن الفاكهة موزها .
إنها حياة غاية في القسوة والذلة والمهانة عاشها العدنيون والحضارمة طوال 23 عاماً من حكم الرعاع .لتأتي بعدها 23 أخرى تحت احتلالاً آخر لا يقل عن سابقه جرما وخسة.

مقهى فارع تُهاجر عدن إلى اليمن

وذكرياتي تذهب إلى الماركيت ( سوق الصيد والخضار في كريتر) عبر شارع الزعفران ، توقفت عند فرن الأغبري وفول با فياض ، حيث في أيامي الأولى بعدن كنا نمر عبر شارع الزعفران لنتوقف عند فرن الأغبري لشراء الروتي ( العيش ابو صندوق كما يسمونه ، حقيقة ما أكلت مثله حتى في أفضل المحلات الفرنسية الشهيرة )
فقد كان له طعم خاص خصوصا مع الشاي العدني ، لكن بعد ذلك أصبح سيء الطعم واللون والرائحة ، فبعد أن كان أبيض كالثلج أصبح لونه مائلاً إلى الرمادي ، كون الدقيق الذي يستورده تاجر الحكومة من أردى أنواع الدقيق ،وكثير من الأحيان تجد السوس بداخله كالحبة السوداء ، نعم كل شيء تغير إلى أسوأ السيئات حتى روتي الأغبري ،
على الضفة الأخرى من الزعفران تقع مقهى فارع وهي من أشهر مقاهي عدن ،مع أنها صغيرة الحجم بالنسبة لغيرها ،ولكن شهرتها جاءت عبر مرتاديها ، فقد حدثني الكثيرون عنها ، فيقال ان ذلك المقهى كان بمثابة مقهى الفيشاوي في القاهرة ، يرتاده المثقفون ورجال اعمال وسياسيون ،ولكن ليس هذا ما جعلني أتذكره ،

عند هروبي من ذلك الجحيم إلى مهجري عبر اليمن في بداية الثمانينات ذهبت إلى الحديدة قابلت أحد الإخوة العدنيين، كانت سنته الأولى في اليمن وكان زميل دراسة ومن الشباب المنافسين لي في لعبة الشطرنج ،تحداني يومها وأخذني إلى أحد المقاهي ، وكان اسم المقهى مقهى فارع وكان أكبر مساحة وأجمل تأثيثاً ، ليس في هذا غرابة ففارع اسم يمني وعدن نصفها إن لم يكن أكثر من اصول يمنية قديمة والأسماء تتكرر ،

لكن المفآجآة في ذلك هي أكواب الشاي العدني ، فقد كان مكتوب عليها ( مقهى فارع عدن) وهي بالفعل نفس الأكواب التي نراها على طاولات المقهى الخارجية عندما نمر بجوارها بشارع الزعفران ، فقد كان المقهى الوحيد في عدن المتميز بهذه الأكواب الصينية الأنيقة .

نعم حتى أكواب الشاي هاجرت ،،، أيها السفهاء القومجيون ... ماذا تركتم لعدن أخزاكم الله دنيا ودين .
كسائنا ....


اما الكساء : فكلمة حق نقولها ، كانت أشكالٌ وألوان ، منها السادة والمنقط والمرقط والمشخط والممخط والمخطط أفقي وعمودي ومربعات ومكعبات ، وأما الألوان حدث ولا حرج كل ألوان الطيف ،وكلها من الصين او من بعض الدول الإشتراكية ، قمصان وبنطلونات وفلاين ،تقريبا نفس النوعيه التي يبيعها موظفي الإستخبارات اليمنية حالياً في المكلا في ( البساط الزرقاء) بالنسبة للملابس النسائية كان تاجر الحكومة يستورد فقط أقمشة الدروع السيئة ، لذا كانت تعتمد نساء عدن على الشراء من دكاكين الأقمشة الخاصة التي تأتي به عن طريق التهريب.

كان المشتري يشتري ملابسه مع الثوم والأرز والسكر في كيس واحد ومن تحت سقف واحد ،ما يميزها عن الثوم وغيره عدم دخولها في قائمة البطاقة التموينية , لذا يستطيع المرء شراء ما يريد منها،ولا أحد يشتري إلا من إهترأَ كساءه ، فالراتب ( المشاهرة كما ينطقها العدنيين ) لا تفي بأساسيات التغذية ،

كان الشباب في عدن يعتصرون غيضاً عندما يشاهدون الشباب الفلسطيني من أتباع فتح والشعبية وهم يلبسون البنطلون الجينز ويركبون السيارات ويسكنون افضل الأماكن في عدن ، كان الفلسطينيون يمثلون الطبقة الراقية في عدن بعد أبناء اللجنة المركزية في الحزب الخبيث ،فكل شيء موجود لديهم وكل شيء مفتوح أمامهم ، قال لي أحد الأصدقاء العدانية ذات مرة ، يزنطون علينا بسجائر الكنت والمالبورو ( أي الفلسطينيين) . ونحن بردفان وأبوبقره .وقال أخر عندما سألته من أين اشتريت هذا البنطلون ( الرانقلر ) قال لي مستعمل من أحد الفلسطينيين ، وهذا صحيح فقد كان بعض الشباب في عدن يشترون الملابس المستعملة وخصوصا الجنز من الفلسطينيين . أو من الطلبة المتعثين للخارج .

الصامد:

ربما ان الاستخبارات القومية المتخصصة بمراقبة الشباب في عدن ، رصدت الحالة التي تحدثنا عنها فقدمت تقريراً للجنة المركزية حول ما يدور في الشارع بين الشباب ، وأنهم بدأو يتحدثون عن الميزات التي يحصل عليها الشباب الفلسطيني ، وأن ذلك قد يجعل الشباب العدني يقوم بحراك ثوري ضد هذا التمييز العنصري ،
لذا أشار عليهم جورج حبش أوعرفات أو روح ميشل عفلق التي كانت تحوم حول قصر الرئاسة واللجنة المركزية لتغدق عليهم من بركاتها ، بضرورة توفير بعض الملابس العصرية للشباب ،

قام الرفاق الفلسطينيين بمنظمة فتح بافتتاح أول محل راقي نوعا ما في المعلاء بالشارع الرئيسي وأطلقوا عليه إسم ( صامد) وهو محل فلسطيني تابع لمنظمة التحرير الفلسطينية ويعمل به فلسطينيون وفلسطينيات يبيع بنطلونات الجنز والجزم الإيطالية وغيرها من مستلزمات الشباب ، ولكن ليس كل من يبتغي لديه القدرة على الشراء ،
نعم كان الفلسطينيين يتمتعون بعدن وبكل مابها !، كنا نشتري أردأ أنواع الدفاتر والأقلام والشنط المدرسية لأنه لا وجود لغيرها ،بينما الفلسطينيين كانوا يأتون بأجودها خصوصا ممن يأتون بمنح دراسية من الكويت وبعض دول الخليج ،


قال لي العم محمد عمر بامشموس رئيس غرفة عدن حاليا ، أنه في عام 89 تقريبا ، أخذ عينة من الجير الصخري من أحد مناطق حضرموت ،وأرسلها إلى إحدى الشركات اليابانية ، لمعرفة إن كان صالحا لصناعة الطباشير ، حيث كان يريد بناء مصنع للطباشير ، فأرسلت له الشركة اليابانية ،تقريرا يفيد بان مكونات تلك العينة أعطت نتائج جيدة لهذه الصناعة ، ولكن المدهش أن تقرير التحليل المبدئي اظهر ان بها مكونات معدنية أكثر وأهم من ذلك، وأن وفد من الشركة يرغب في زيارة المنطقة لمعاينتها على الطبيعة ،
أضاف أخذت تقرير الشركة مع دراسة مبدئية لإنشاء المصنع وأرفقت معه خطاب لوزير الصناعة في ذلك الوقت وذهبت إلى الوزارة ، فوجدت مدير مكتب الوزير وكان أحد الفلسطينيين ، عرَّفْتَه عن نفسي وطلبت مقابلة الوزير فأعطاني موعدا ليوم أخر ،ذهبت حسب الموعد ولم اجده فأعطاني المدير الفلسطيني موعدا أخر وذهبت ولم أستطع مقابلته ،فبادرني الفلسطيني ((( لا نريد !! ))) مصانع للطباشير وغير مسموح للشركة اليابانيه الحضور ولا لأي شركة من دولة راسمالية .

نعم فتح والشعبية وكل سفلة العالم كانوا يديرون عدن وحضرموت في ظل حكم السفهاء .
كيف نتداوى


تركت بريطانيا أكبر وأجمل وأفخم مستشفى في الشرق الأوسط ،ذلك المستشفى الذي أهدته الملكة اليزابيث الثانية للشعب العدني عند أول زيارة لها لعدن، كانت يومها أميره قَدَمت لعدن لقضاء شهر عسلها ، ونزلت في الكريسنت هوتيل بالتواهي الذي يحتفظ على ما يقال بغرفتها وسريرها ومكحلتها وروب نومها وبعض محتوياتها الخاصة ، وقد سمي المستشفى باسمها ، ويقال أن بريطانيا طلبت الاستمرار في الإشراف على المستشفى بعد تسلميها السلطة ولكن عصابات الجبهة القومية الشيوعية رفضت ، فتم تغيير مسماها إلى مستشفى الجمهورية ليصبح بعد ذلك مستنفى الجمهورية .

الرفاق الصينيين كان فيهم خيراً ، فقد تصدقوا على عدن بمستشفى تم إقامتها بإحدى المباني القديمة بكريتر وأضافوا إلى حوشها عيادات من البناء المتنقل والهنجر ، وكان معظم العلاج حبوب وإبر ،وبعض العمليات الباطنية والعيون أما من به قلب أو كبد او مخ أو مخيخ فمقبرة العيدروس جاهزة للاستقبال ولا ننكر أنها كانت افضل دور صحي بعدن كون الأطباء صينيون متخصصون أوفيا لمهنتهم أمناء لدولتهم،

هناك عدد قليل من الصيدليات الخاصة التي تبيع حبوب أوجاع الرأس والتهاب الحلق وعطر ما بعد الحلاقة أولد سبايس كما أشرنا ( ولا أدري سر وجود هذا العطر بكثرة في عدن ) رغم أنه ماركة إنجليزية فهل ترك الإنجليز لعدن ريحتهم !! ربما صد ق المثل ، أيضا هناك عدد من العيادات الحكومية التي لو دخلها الإنسان معافى خرج منها مريضاً .

وقد تصدق علينا الصينيون في حضرموت ايضاً بالطريق التي تربط عدن بحضرموت المحتلة إضافة إلى جسر العيقة ،أما السوفيت فلم نرى منهم شيأً غير الأسلحة التي حارب بها رفاق السؤ عمان والسعودية واليمن الشمالي ثم احرقوا بها أنفسهم ، والتي كانت تدفع أثمانها حضرموت منبع الدخل القومي الكامل لحكومة الاشتراكيين المحتلة، ولم تنل من ذلك الدخل غير الإذلال للشعب الحضرمي،كما هو الحال من قبل الاحتلال اليمني .

وللأمانة فالسوفيت الشيوعيين الملحدين كانوا أنبل من الحثالات الذين حكموا عدن وحضرموت في تلك الحقبة ،
قبل أيام جمعني لقاء خاص بإحدى الشخصيات السياسية التكنوقراطية الحضرمية التي احتلت مناصب عليا في تلك الدولة ولكن حسب قول هذه الشخصية انه لم يشارك ولم يكن راضيا عن قراراتهم وانه تحمل الكثير منهم ، قال لي ،

يا بوبدر السوفيت لم يكونوا بنفس السؤ الذي تم تصويرهم به ، فتواجدهم ليس ذلك التواجد الذي يقال عنه ،إن المصائب كلها تأتي من تلك العقول التي كانت تحكم في قيادة الجبهة القومية واللجنة المركزية بالحزب اليمني،

والحديث له ، يا بوبدر هل تعرف أن التأميم الذي تم في بداية السبعينات خصوصا تأميم المساكن والأراضي الزراعية في حضرموت وعدن ، لم يكن السوفيت راضيين عنه او موافقين عليه ! ، تعجبت وقلت كيف ذلك وأعتدلت في جلستي !

قال لي كنت حاضراً عند مناقشة قرار التأميم وكان بجواري مسئول روسي وكان هذا الروسي يحثهم على إلغاء هذا القرار وعدم إصداره لأنه قرار خطير وسيكون له مخاطر آنية ومستقبلية ، ولكن للأسف لم يعيروا ما قاله هذا المسئول الروسي أي إهتمام ،،،،

تصور عزيزي القارئ ماذا جرى لهذا الروسي الشيوعي الملحد عندما تم التوقيع على القرار ؟؟؟؟
لقد بكى الروسي ودمعت عيناه ،،،،.هكذا قال لي ذلك الشخص ،


وأترككم تضربونها أخماس في أسداس لتتعرفوا على حالة الإجرام التي بلغ بها من حكمنا في تلك الفترة ،إنهم من أنجس انواع البشر بل تترفع قوائم البشر أن يكون اولائك الرعاع من ضمن قوائمها .
الرياضة

كان لعدن نصيب وافر في مجال التطور الرياضي خصوصا في كرة القدم وكل هذا مما ترك الإنجليز ، فقد كانت بعدن أفضل الأندية الرياضية التي صدَّرت العديد من المشاهير في كرة القدم من أمثال علي محسن مريسي وسعيد دعاله وغيرهم ،

كان في كريتر على ما أذكر ثلاثة أندية ، وهي الأحرار ( برازيل عدن كما كنا نصفهم ) وكان هذا ناديي المفضل عندما كنت رياضيا أعشق كرة القدم ، ونادي الشباب الرياضي ناحية (الشوكي ) أي شرطة عدن والمهلكة كما يقال لها ، أيضاً نادي الحسيني في الخساف ،
وكان أفضل لاعبي الأحرار في تلك الفترة مهدي وعزيز وعبدالله مسعود وكان مدرسا ! ( لما يسمى التربية وطنية) في المتوسطة ، ثم بعد ذلك جاء الماس والحريبي وغيرهم ، واشهر لاعبي الشباب الرياضي على ما أذكر نشطان وعزام خليفة وهؤلا كانت شهرتهم في بدايات الحكم الإشتراكي ، ،ونادي الحسيني كان أشهر لاعبيه علي محسن على ما أظن، والذي رحل إلى مصر لتدريب أحد فرقها وسعيد دعاله هاجر لنادي عالمي وهناك العديد من اللاعبين لا يحضرني ذكرهم . وهؤلاء اعتقد كانوا من المدرسة الإنجليزية في كرة القدم .

في التواهي كان نادي التواهي من أشهر أندية عدن ، وكان به المجيدي ( يده اليسرى مقطوعة بالكامل من تحت الكتف ، وسبحان الله كان من أسرع اللاعبين وأفضل الهدافين ، وكان ايضاً الهتاري نجم من نجوم عدن ولا أفضل منه .

في الشيخ عثمان كان فريق الواي أو كما يطلق عليه الشبيبة وكان من أشهر لاعبيه ( قيراط) ونادي الهلال الذي كان من أشهر لاعبيه عوضين وعلي بن علي ، أيضا نادي الفيحاء كذلك هناك نادي في البريقة إضافة إلى أندية صغيرة أخرى .

هكذا كانت عدن تزخر بالأندية الرياضة والرياضيين ، وقد شاهدت مبارة دولية واحدة لنادي الأحرار مع الإسماعيلي المصري على ملعب الحبيشي بعدن ولا اذكر من فاز بتلك المباراة ،

تخيل عزيزي القارئ لو بقيت عدن بعد خروج الإنجليزي في أيدي أبنائها وشرفائها ولم تطأها أرجل السفهاء الباغين ، لاشك أن عدن اليوم ستحصد الكؤس الإقليمية والقارية بل لوصلت لكأس العالم .

لكن ماذا ننتظر من حكم الجهلة والمتخلفين ،

في نهاية السبعينيات تقريبا قام رعاع الحكم في عدن بهدم الكيان الرياضي العدني بالكامل ، فألغوا كل الأندية الرياضية بقرار من اللجنة المركزية ، حيث دمجوا أندية كريتر الثلاثة ( الأحرار والحسيني والشباب الرياضي ) في نادي واحد تحت اسم نادي التلال .

في الشيخ عثمان ايضاً قاموا بدمج الثلاثة الأندية ( الواي ، والهلال ،والفيحاء ) في نادي واحد تحت مسمى ((( الوحدة ))) وقبح الله الوحدة التي اتت لنا بكل المصائب من قبل أن تأتينا ومن بعد أن أتت ، ايضاً التواهي تم تغيير مسماه وهكذا ،،

قاموا بإستحداث فريقين تحت إمرتهم وتحمل مسميات عسكرية تتناسب مع عقلياتهم المتخلفة ،
حيث قاموا بإنشاء ناديين جديدين ( الشرطة والجيش ) وأخذوا لها أفضل اللاعبين من كل الأندية ...لتكون منتصرة دائماً فيشبعوا نزوتهم التسلطية حتى في الرياضة !!
كل هذا كان رغبة العسكر الذين سيطروا على عدن وأرادوا تغيير ملامحها المدنية العصرية وملامح حياة سكانها الأصليين ،وهذا نابع بلا شك من حقدهم على الرقي والتطور والإبداع والجمال ، لقد قتلوا الحياة بكاملها في عدن وفي حضرموت ،كانوا يريدون أن تكون عدن شبيهة بقرية من قراهم التي نزحوا منها . وأن تلغى حضرموت كدولة وهوية وتاريخ وحضارة من الوجود هكذا كانت أهدافهم الحاقدة .
الرذيلة في زمن الرذلاء
كان للرذيلة أكبر الحظ والنصيب في فترة الحكم الرذيل ، فقد قاموا بإضافة بعض حانات الخمور والأندية الليلية ( ولا تزال قائمة ) ، و بقيت كما هي عليه أماكن البغاء وتوسعت دائرتها أضعاف، وتوجوا فجورهم ببناء أكبر مصنع للخمور في الشرق الأوسط وهو مصنع صيره للبيرة . وللعلم فإن الشيء الوحيد المتواجد بأصنافه المتعددة وكمياته الوفيرة هي الخمور.
صيره تلك التي قاوم صياديها الغزاة من برتغاليين وإنجليز أصبحت ماركة تجارية لخمرالرفاق !! هذا المصنع الشهير الذي أصبح يغطي كل مناطق تلك الدولة ، قام الغزاة اليمنيون في عام 94 بهدمه ، ليس كونه حراماً كما يدعون ، فغزاة 90 و94 ليسوا إلا من نفس الطينة مع إختلاف المذاهب فقط فكليهما لا يفرقان بين حلال وحرام ولا بين خبيث وطيب ، لقد هدموا مصنع البيرة كونه كان منافساً شرساً لتجار الخمور القادمين من شمال اليمن ،
فكمية الخمور التي يدخلها هؤلاء التجار اليوم أكثر بكثير مما كانت عليه سابقاً ، بل كل انواع الفساد اصبحت اليوم تشكل ظاهرة خطيرة في عدن وحتى في حضرموت ايضاً .وكل ما يجري في دولة حضرموت وعدن من فجور وفسوق وكل مفاسد الأرض يعود لذلك اليوم الخبيث 30 من نوفمبر عام 1967م.والذي تلته الخبائث حتى يومنا هذا ،
كما كانو يشجعون على فتح المطاعم في نهار رمضان ، ودون حياء فقد شاهدت بأم عيني أحدهم من اللجنة المركزية يخرج من أحد المطاعم التي بجوار سوق الخضار وهو من العائدين إلى حضن علي عبدالله صالح بعد 94 ،كما أنه في زمن حكمهم الخبيث إنتشر والعياذ بالله سب الدين والذات الإلاهية ،ويقال أنها اصبحت شتائم عادية بين بعضهم في اللجنة المركزية ناهيك عن صغار أعضاء الحزب بل بين االعامة في عدن لإنعدام الوعي الديني . كل ذلك سيُحسب عليهم سيئات جارية إلى يوم الدين.
ومن المفارقات في تلك الفترة أنه في حين كان المرحوم العم أحمد محمد بغلف رحمة الله عليه يسقي الناس الماء العذب من خلال مشاريعه الجبارة التي انتشرت في كل حضرموت وخارجها ، كان الاشتراكيون يسقون الناس الخمر.!!!
فمع كل غروب شمس عدنية تُفترش الساحات والشواطئ خاصة من قبل معاقري الخمور ، والذين يفسخون القات بالخمر ،وكما يقال لها ( تفسيخه ) أي تفسخ مفعول القات لتخرج من دائرة كيفه إلى دائرة أخرى من الكيف، ( اي من الهذيان إلى فقدان العقل) , حتى أنها اصبحت ظاهرة يومية وإسبوعية وملامح طبيعية لتلك الأمكنة ، خصوصاً ساحة المنصة التي تتوسط خور مكسر والتي يستخدمها الحراك حالياً ً لإحتفالاته ,وهذه أكثر من يرد إليها ضباط وجنود المعسكرات القريبة .فكانت هذه الساحة تمتلئ وتعج بهؤلاء , ويظهر أن (الهدة) التي وقعت في 86 إنطلقت من هذه الساحة بالذات .
نسأل الله أن يسقي العم المغفور له بإذن الله أحمد بغلف من كوثر نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن يسقيهم حميما وغساقا.
لماذا تنبش الماضي؟
لأنني أرى القوم عائدون باثواب مختلفة وبأفكار مختلفة وبأكاذيب وشعارات مختلفة، ولكن عقولهم لا تزال كما كانت ، فإن درسوا سابقاً في الديار الروسية ـ فاليوم درسوا في الديار اليمنية ، وإن طبقوا علينا نظريات لينين و ماو تسيوتنغ مضافاً إلى نعراتهم القبلية المتخلفة وإرثهم الطفولي الحاقد ،، سيطبقون عليكم اليوم نظريات وحكم علي عبدالله صالح وشيطانية آل الأحمر . فلا تنتظروا يا أهلنا وشبابنا من الأصنام وعُبَّادِها غير الكفر .
رسالة إلى العدنيين
نقرأ ونسمع هذه الأيام صحوة عدنية يقودها الأستاذ الدكتور فاروق حمزة رئيس تجمع أبناء عدن ورئيس الحراك السلمي العدني ، ايضاً نسمع أن هناك العديد من شباب الحراك العدنيين قد تركوا ما يسمى بالحراك الجنوبي الذي يقوده العسكر وانضموا إلى التجمع العدني الذي يقوده الدكتور فاروق ،هذه لاشك صحوة عظيمة لأبناء عدن ،، نباركها لهم.

وكما انتفضت حضرموت وشكلت عصبة للقوى الحضرمية ، نتمنى أن نسمع عن عصبة عدنية ، لكل المكونات العدنية الرافضة للعسكر والاشتراكيين والقوميين , وأن تتحد هذه العصبة العدنية مع العصبة الحضرمية تحت مجلس موحد مقره المكلا عاصمة الدولة الحضرمية ، من مهام هذا المجلس التنسيق بين عدن وحضرموت في عدة مجالات أهمها (1) التنسيق دوليا وإقليميا لإخراج الاحتلال اليمني من حضرموت ومن عدن (2) التنسيق وطرح الرؤى المستقبلية للعلاقة بين دولة حضرموت وعدن ، إضافة إلى أمور التعاون الأخرى .

(ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
[email protected]
---------------------------------------------------------------------
تنوية حد من الوادي
هذة القليل من مصايب الرفاق ؟


1- علي ناصرمحمد
2-سالم ربيع علي
3-عبد الشيطان اسماعيل
4-على احمد عنتر
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس