[بنت شبامية]

اخواني واخواتي (حلان ) السقيفة الكرام ..
بمناسبة قرب قدوم شهر رمضان الكريم ..
احببت ان احكي لكم عن عادة شبامية من التراث الجميل .. كانت ولا تزال باقية لحد اليوم في بلدنا شبام العالية الغالية على قلوبنا .
هي عادة جميلة وذات قيمة معنوية ولها اثر طيب وحسن في قلوب الاسرة وجميع افرادها وخاصة الاطفال منهم ..
وحتى النساء من بنات وزوجات الابناء ( حريم العيال ) ..
واكيد عرفتوها من خلال العنوان وهي عادة ( دفع رمضان ) ..
دفع رمضان = كلمة دفع بللهجة الشبامية تعني اعطاء حلاوة او نقود مأخوذة بلا شك من كلمة ادفع ..
اي اعطي او هب .. والدفع معروف عند اهل شبام ويطلق على الحلويات والشكولاتات والبسكوتات وكل ما يتعلق بمايفرح الاطفال من تسالي ..
ودفع رمضان له ميزته ومكانته وطرحه بطريقة جميلة ومميزة ..

حيث يقوم الوالدين ( الجد والجدة ) عند قرب الشهر الكريم بأرسال طلب عن طريق الخطوط ( الرسائل ) من ابنائهم المغتربين بارسال حلويات مشكلة ومنوعة ( اصلية ) ..
فلا يتأخر الابناء في أرسال كراتين من مختلف الانواع الشهيرة والماركات العالمية والاصلية في الغالب من كافة الانواع ..
ثم يقومو بشحنها عن طريق البريد وارسالها الى شبام ( البلاد )..
تصل وتوضع بين يدي ( الحبابة ) الجدة في الغالب او الام او كبيرة العائلة ان لم توجد الجدة ..
ثم تقوم الجدة بالارسال( مرسول ) لبناتها المتزوجات في بيوت ازواجهن هن واولادهن وبحضور الحريم (زوجات الابناء ) واولادهن ..
ثم يقمن بفتح هذه الكراتين والصناديق و( كب ) سكب وافراغ محتواها وتصنيفها ثم عزلها وقسمتها بالتساوي بالكرتون او بالباكيت واحيانا بالحبة ..
بالتساوي فلا يبخس احد كلن حسب عمره اما بالنفر او ان كل زوجة تاخذ نصيبها ( قسمها ) هي واولادها حسب ما معها من ابناء وما يكفيهم ..
ثم تقوم الزوجة او البنت بتوزيع هذه الحصة على ابناءها بالتساوي كلا حسب عمره ..
ويقوم الابناء الكبار بالذات بتخزين وتخبئة حصتهم واكلها في ليالي الشهر الكريم والمحافظة عليها وعدم الاسراف في اكلها ..
بحيث يتفاخرون بها وبانواعها واشكالها الزاهية ومذاقاتها الفريدة عند اندادهم من اولاد الحارة او الاصدقاء ..

ويكون لهذا الدفع والتباهي به وقعه واثره في نفوس كافة فأت المجتمع من اطفال ونساء ..
والى اليوم ومع كل التغير في العادات و( التمدن ) الحاصل في البلاد الا انهم لازالو يحتفظون ومتمسكين بهذه العادة الجميلة المفرحة ..
ومع انني لم اجربها حيث نشأنا في الغربة بعيد عن البلاد واجواءها الا اننا يصلنا مثل ما يقولون نفحة من هذه العادة الطيبة ..
حيث يقوم ابي حفظه الله ورعاه واطال في عمره الى يومنا هذا بأرسال بكميات من هذا ( الدفع ) الى البلاد لاخواته وابناءهم ولابناء اخوانه او بعض من بقي منهم من ابناءهم ونساءهم في البلاد
(فرحة ) وهدية وواجب على عاتقه ولابد من فعله كما كان يفعله على ايام والديه رحمة الله عليهم ..
وتقوم امي حفظها الله باعطاءنا شوي من هذا الدفع جزاهم الله خيرا ..
آآآه ما احلى بلادنا وعاداتها الجميلة المميزة واهلها المتمسكين بها الى يومنا .. عمار يابلادنا الحبيبة .. وكل سنة وانتي طيبة .. وهنيئا عليكم
( دفع رمضان ) .
هذا بعض مما حبيت ان اطرحه ..
ولابد ان في نقاط لم اتطرق لها لانه حسب ما افتكره وما اسمع عنه ..
ولكم ان تكملو وتضيفو اعزائي فلا تبخلوا بردودكم ومداخلاتكم المثرية كعادتكم ..
ودمتم بخير وادام الله علينا الخير والفرحة .. وشهر مبارك وكل عام وانتم بخير ولا تنسون ترسلوا لاهل البلاد ( دفع رمضان )
ولا تنسوني من دعواتكم المباركة .. تحياتي ..