[قيس الجفري]

فإني أكتب كلامي هذا والأسى يعتصر فؤادي ، والحسرة تمزق صدري ، وقد بلغ مني الحزن مبلغاً أفقدني جميع مشاعري ... وكيف لا يبلغ بي الألم مداه والحزن غايته ، وقد نزلت بنا هذه المصيبة الكبرى التي أودت بالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر

أكتب والدموع لا تزال تنهمر من عيني ، والقلم يهتز بين أصابعي من هول ما سمعت ، وكنت أود لو أن بأذني وقراً لا يصل إلى مسمعي هذا الخبر ، ولكن .. ماذا أفعل ، وقد نزل القضاء ولا مرد له ، وقست الأقدار فسلبتنا هذا الشيخ الجليل! ذهب مأسوفاً عليه ، ومضى والقلوب تستعر لفراقه ، وتألم لفقده !

فتباً لهذه الدنيا التي تجود لتسلب ، وتهب لتأخذ . وتباً لهذه الحياة التي لا تدوم نعمتها ، ولا يؤمن جانبها !

ولكن ماذا يجدي الحزن أو يفيد البكاء .. وهما لا يستطيعان أن يعيدا إليه الحياة ،أو يردا عنه الموت ! فليس لنا إلا أن نصبر ونرضى . وحسبنا أنه ذهب إلى ربه راضياً مرضياً عنه ، وأن مصيره إلى الجنة بإذن الله تعالى .

وأني لأرجو الله أن تكون هذه المصيبة آخر مصائبنا ، ونهاية أحزاننا ، وأن لا يرينا – بعدها – مكروهاً في عزيز وقريب .

وما شاء الله قدر وفعل .....