أخي معاذ،
ما سمعت شيء، ربما يعود ذلك لخطأ في توجيه الروابط...
على العموم، قصدت ممّا أقول أن البعد عن الشخصنة في النقد حسن.. حيث منذ أوّل وهلة قرأتي للموضوع تجلّت لي الشخصنة بأبهى صورها.. والنقد الصحيح يأتي من توجهه على عمل الفنّان لا على شخصه..
أكثر من فنّان سقط في أغنية أو اثنتين لكن لا يعني تعميم سقوط أغنية على نجاح العشرات.. أم كلثوم قد سقطت في أغنية الخلاعة والدلاعة.. لكن أم كلثوم هي صاحبة الأطلال وأراك عصي الدمع وغدا ألقاك وغيرها من كلاسيكيات العصر.
قد ذكرت أغنية صاحب الثنتين لباصبرين، واظنّ بأنها من نمط ياسعيّد لا تطلق سعيدة للفنان المخضرم أبو بكر التوي.. فهل نقدنا على هذه الأغنية نقد جاز لنا سحبه على الفنّان التوي. كلاّ!
ثم من قال أن سقوط باوزير أو عشرة من أمثاله سقوط للأغنية الحضرمية و اليمنية.. مساحة الأغنية الحضرمية أوسع من أن يضيّق عليها باوزير وشلّته.. وفضاء الأغنية الحضرمية أرحب من ذلك.. وهي كما وسعت لمحمد جمعه خان كذلك فانها تتسع لباوزير (مع تسجيل الفارق الكبير بين هذا وذاك).
عدوية في الأمس وحناطير مصر اليوم لا يسقطوا مصريات أم كلثوم وعبد الوهاب وحامولي وسيد درويش كذلك باوزير (وحتى الآن شهادتي على الرجل تتمثّل من زاوية ما قرأته عن الحاضرين فقط.. حيث أنّي لا أعرف الرجل، لم أستمع إليه ولم أشاهده.) ، فانّه لا يسقط عن حضرموت الشيخ على أبو بكر با شراحيل وعوض المسلمي ومحمد جمعه خان وشيخ البار وبالفقيه وبدوي زبير و....
علينا أن نعترف بأنه لا يوجد غثّ بالمطلق أو ثمين بالمطلق.
أمّا عن تقليد الفنان لفنان آخر هو معجب به، فلا عيب ولا ضير في ذلك. فقد كان القعطبي مقلدا للعنتري حتى في اهتزاز أخماص القدمين.. هل ألغى ذلك نجومية القعطبي كلاّ بل أنه تفوّق في بعض الأحيان حتى على أستاذه العنتري الذي تأثر به أيّما تأثير.. وظلّ يشار بالبنان إلى القعطبي كما يشار إلى العنتري.
إذن، فان تقليد باوزير لبالفقيه إشارة وعنوان حبّ وإعجاب وتقدير.
ما سقط التمثيل الحضرمي ولا تسقط الأغنية اليمنية كون فنّان من الفنانين أساء في تمثيلها وأداءها باقتدار وتمكين.. كما حاول بعض الاخوان فيما سلف تصوير ذلك.
وأمثال باوزير ربما يكونوا قد مرّوا على حضرموت في الأزمنة الغابرة لكنهم ذهبوا وبقي الغناء اليمني الأصيل.
تحياتي حبيبي أبا معاذ وللأحباء الحضور.