عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2011, 09:05 PM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي أبـوعوض و بنت الدهـــر ....!!

.

قال المتنبي :

أبنت الدهر عندي كل بنت .......... فكيف وصلت أنت من الزحام

قال أبي البقاء العكبري في شرحه لهذا البيت (( يريد ببنت الدهر الحمَّى ، وبنات الدهر شدائده ، والمعنى يقول للحمى عندي كل شديدة فكيف وصلت إلي ، وقد تزاحمت الشدائد عليّ ؟؟ ألم يمنعك زحامها من الوصول إليّ؟

هذا البيت أتذكره كلما اصابتني الحمى ، فإذا جن الليل وداهمت الحمى جسدي ، تذكرت بيت المتنبي ، وفي الليالي الثلاث الماضيات أصابتني حمى شديدة ، وكانت تزورني بالليل ، فإذا اشتدت علي تذكرت قصيدة المتنبي التي ذكر حماه التي كانت تغشاه بمصر ، وكل ليلة أترقب موعدها :

( ويصدق وعدها والصدق شر .... إذا القاك في الكرب العظام )

فإذا فإذا تصبب العرق مني فراقتني ( إذا ما فارقتني غسلتني ...... كأنا عا كفان على حرام )

وهكذا اراقبها الليلة أن تعود ( أراقب وقتها من غير شوق .... مراقبة المشوق المستهام )

القصيدة تعد من أروع شعر المتنبي يقول فيها :

ملومكما يجل عن الملام *** ووقع فعاله فوق الكـــــــلام
ذراني والفلاة بلا دليــل *** ووجهي والهجيـــــر بلا لثـــام
فإني أستريح بذا وهــذا *** وأتعب بالإناخة والمقـــــــــام
عيون رواحلي إن حرت عيني *** وكل بغام رازحة بغامي
فقد أرد المياه بغير هاد *** سوى عدي لها برق الغمــــــام
يذم لمهجتي ربي وسيفي *** إذا احتاج الوحيد إلى الذمام
ولا أمسي لأهل البخل ضيفا *** وليس قرى سوى مخ النعام
فلما صار ود الناس خبــــــا *** جزيت على ابتسام بابتســام
وصرت أشك فيمن أصطفيه *** لعلمي أنه بعض الأنــــــــام
يحب العاقلون على التصافي *** وحب الجاهلين على الوسام
وآنف من أخــي لأبي وأمي *** إذا ما لم أجده من الكــــــرام
أرى الأجداد تغلبها جميعـــا *** على الأولاد أخلاق اللئـــــام
ولست بقانع من كل فضــــل *** بأن أعــــزى إلى جـــد همام
عجبت لمــن له قـــد وحـــد *** وينبو نبوة القضـــم الكهـــــام
ومن يجد الطريق إلى المعالي *** فلا يذر المطي بلا سنــــــام
ولم أر في عيوب الناس شيئا *** كنقص القادرين على التمام
أقمت بأرض مصر فلا ورائي *** تخب بي المطي ولا أمامي
وملني الفراش وكان جنبــــي *** يمل لقاءه في كل عـــــــام
قليل عائدي سقم فـــــــــؤادي *** كثير حاسدي صعب مرامي

ثم بدأ يصف حماه التي كانت تغشاه فيقول :

عليل الجسم ممتنع القيام *** شديد السكر من غير المدام
وزائرتي كأن بها حيــــــاء *** فليس تزور إلا في الظـــلام
بذلت لها المطارف والحشايا *** فعافتها وباتت في عظامي
يضيق الجلد عن نفسي وعنها *** فتوسعه بأنواع السقام
إذا مــــا فارقتني غسلتــني *** كأنا عاكفان على حـــــــرام
كأن الصبح يطردها فتجري *** مدامعهــــــــا بأربعة سجام
أراقب وقتها من غير شوق *** مراقبة المشوق المستهام
ويصدق وعدها والصدق شر *** إذا ألقاك في الكرب العظام
أبنت الدهر عندي كل بنت *** فكيف وصلت أنت من الزحام
جرحت مجرحا لم يبق فيه *** مكان للسيوف ولا السهـــام
ألا يا ليت شعر يدي أتمسي *** تصرف في عنان أو زمــام
وهل أرمي هواي براقصات *** محلاة المقاود باللغــــــام
فربما شفيت غليل صـــدري *** بسير أو قنــــاة أو حســــام
وضاقت خطة فخلصت منها *** خلاص الخمر من نسج الفدام
وفارقــت الحبيب بلا وداع *** وودعت البــــلاد بلا ســـــلام
يقول لي الطبيب أكلت شيئا *** وداؤك في شرابك والطعـــام
وما في طبه أني جــــــــواد *** أضــــر بجسمه طول الجمام
تعود أن يغبر في السرايا *** ويدخل من قتــــام في قتـــــام
فأمسك لا يطال له فيرعى *** ولا هو في العليق ولا اللجام
فإن أمرض فما مرض اصطباري *** وإن أحمم فما حم اعتزامي
وإن أسلم فما أبقى ولكن *** سلمت من الحمام إلى الحمام
تمتع من سهاد أو رقــــاد *** ولا تأمل كرى تحت الرجام
فإن لثالث الحالين معنى *** سوى معنى انتباهك والمنام


.
التوقيع :
  رد مع اقتباس