كلمتي :
في الحقيقة وخلال مطالعاتي الكثيرة في شتى أصناف الكتب التي تتحدث عن حضرموت لم ألمس كتاب بهذا الغنى الحقيقي من المعلومة .. لقد بهرني مؤلف الكتاب الذي لا ينتمي للعروبة اساسا باهتمامه الشديد بأدق تفاصيل الحياة العامة في حضرموت فلم يترك قرية او قبيلة او عادة او حرفة او مهنة الا أحصاها وتحدث عنها باستفاضة .. لدرجة انه أدرج الكثير من محاورات الزامل الشعرية .. نشكر الدكتور علي الخلاقي الذي أمدنا بهذه التحفة وترجمها للغة العربية ..
اقتبس لكم شيئ يسير من مقدمة الكتاب :
مع اضفاء بعض التعديلات التي لم يعيها المؤلف ..
صاحب الإنقسام السياسي لجنوب اليمن قبل الثورة, تشتت اجتماعي . إذ أنقسم المجتمع إلى عدد من الفئات المرتبة حسب التدرج الاجتماعي في درجة المقامات- الطبقات الاجتماعية التقليدية.
إن المكانة الأكثر تميزا في حضرموت, كما في عموم اليمن,يشغلها السادة (المفرد: سيد) ويطلق على النساء (شريفة). وهذه الفئة تدعى إلى الإنتماء إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من جهة إبنته فاطمة,التي كان لها من علي ان أبي طالب اثنان من الأبناء,هما الحسن والحسين. ويعتقد سادة حضرموت إن سلفهم هو الحسين احمد بن عيسى بن محمد بن علي جعفر, من أحفاد الإمام السادس جعفر الصادق.
ووفقاًً لرواية النسب فإن أحمد بن عيسى ومعه ابنه عبدالله وعدد كبيرمن أنصاره قد إنتقل من المدينة العراقية (البصرة) إلى حضرموت في النصف الأول من القرن العاشر, وإستحق بذلك لقب المهاجر, أي إنه قام بالهجرة (الإنتقال). وقد أصبح ابن حفيده علوي هو اغلشخصية التي يتسمى بها السادة المحليون, الذين يطلق عليهم اسم باعلوي .
خلافاً للمبدأ الصارم لخطوط الإنتماء الأبوي للعشائر العربية, فإن السادة "انباء الرسول" مستندين في ذلك إلى حديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول : كل بني آدم ينتمون إلى عصبة إلا ولد فاطمة فانا وليهم وأنا عصبتهم .
إن أصل السادة كما هو جلي يثير الشكوك : تذكر التقاليد إن على بن محمد بن جديد بن عبدالله (ابن الابن لحفيد المهاجر) قد اتجه إلى سكان البصرة للاستيضاح والتثبت وبفضل شهادتهم "عزز النسب".
بين سادة حضرموت : العيدروس, السقاف, الكاف, الحداد, العطاس, الحبشي, بن الشخ أبوبكر, بلفقية, المحضار, مشهور, شهاب, السري,الجنيد, بافطيم, مولى الدويله, الصافي, باعقيل, البيتي, باروم, مديحج, الخ , مقيبل, بن حدون, مطهر, طه, البار, الهادي, الهندوان, السليله, طاهر وغيرهم.وقد إنقطعت بعض الأسر التي إشتهرت جيداً في الماضي( المساوي, الشيلي, مولى خيله).
في أيدي السادة, حسب التعبير المشترك في اليمن , تركزت "لسلطة الروحية",
والتي تقف فوق منظومة التقاليد للمجتمع القبلية للمجتمع المحلي , وقد قاموا بدور الوسطاء والمحكمين في المنازعات والمخاصمات. وإعتقدوا أن الفضل والحكمة قدإنتقلا إليهم من بيت النبي بالوراثة. واعترف السادة بحق الحماية والشفاعة. وكان الحكام القبليون أحياناً ضعفاء أمام صيغة "وحق جدي".
وهناك تأثير خاص مارسه المناصب – رؤساء عشائر السادة. أن كلمة المنصب لوحدها, ظهور الراية القبلية أو صوت الطبل القبلي, والتلويح بسعف النخيل أو الرداء, كان يوقف النزاعات والحروب الداخلية. من ناحية أخرى كان المنصب النشيط يستطيع بمهارة أن يذكي الزاج القتالي وتأليب القبائل ضد أعدائها والسادة أنفسهم لا يحملون السلاح بل يعتمدون على القوة القتالية للقبائل: بن الشيخ بوبكر يعتمد على يافع والحبشي يعتمد على الكثيري و العيدروس يعتمد على تميم, والعطاس يعتمد على الجعدة و الخضر يعتمد على الدين, و الحامد يعتمد على بن ماضي .... للمزيد احصل على الكتاب من اسفل هذا الموضوع.